تقرير: الإيرانيون يوجهون غضبهم نحو المرشد ويتجاهلون الرئيس

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتحدث خلال لقاء مع عائلات قوات الأمن الذين سقطوا خلال الاحتجاجات طهران. 9 ديسمبر 2022 - via REUTERS
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتحدث خلال لقاء مع عائلات قوات الأمن الذين سقطوا خلال الاحتجاجات طهران. 9 ديسمبر 2022 - via REUTERS
دبي-الشرق

يتعرض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لضغوط شديدة بسبب الأزمات التي تعاني منها بلاده، خصوصاً في ظل تجاهل المتظاهرين له وتركيزهم على المرشد علي خامنئي، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وشهدت إيران واحدة من أكبر الاضطرابات المدنية منذ سنوات، وانخفض الريال بأكثر من الثلث منذ تولي رئيسي رئاسة إيران في أغسطس 2021، بعد فوزه في انتخابات يعتقد الكثيرون أنها تفتقر إلى الشرعية. وبلغ معدل التضخم 45%، في اقتصاد يُعاني بسبب العقوبات الأميركية. 

وقالت "فاينانشيال تايمز" إن "تجنب رئيسي لأسوا تبعات الغضب والدعوات لتغيير النظام، أثار دهشة الكثيرين، إذ تم تجاهل رئيسي إلى حد كبير، على عكس سلفيه محمود أحمدي نجاد وحسن روحاني، اللذين واجها غضب المتظاهرين في موجات اضطرابات سابقة في عامي 2009 و2019 على التوالي". 

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن "تجاهل رئيسي لا يعني أنه مكروه بدرجة أقل من منتقدي النظام، ولكنه يعد دليلاً على أن العديد من الإيرانيين يعتقدون أن رئيسي لا ينفذ برنامجاً خاصاً به، بل أوامر المرشد الإيراني وغيره من المسؤولين في مراكز صنع القرار".

الرئيس.. الصورة

قال سعيد ليلاز، محلل إصلاحي للاقتصاد السياسي الإيراني، للصحيفة: "رئيسي، بالمعنى الحقيقي للكلمة، يتم تجاهله من الناس لأنه لا يُظهر أي مؤشرات على أنه يمتلك أفكاراً خاصة به، ويتخذ إجراءات في وقت الأزمات، على عكس الرؤساء السابقين". 

ويُعتقد أن رئيسي اختير بعناية من قبل خامنئي، وأن الطريق إلى الرئاسة مُهد له بعد منع كبار المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين من خوض الانتخابات.

ولم يُكلف الكثير من الإيرانيين أنفسهم عناء الإدلاء بأصواتهم، وسُجلت أقل نسبة مشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية على الإطلاق، وفقاً للصحيفة. 

واحتفل الجناح المتشدد بفوز رئيسي في الانتخابات، بعد تمكنه من استعادة السيطرة على الأجهزة الرئيسية في الدولة لأول مرة منذ ما يقرب من 10 سنوات.

ويرى المحللون أن المتشددين في القضاء، ومجلس صيانة الدستور، و"الحرس الثوري" اعتقدوا أن الانتخابات "ستضع حداً للصراعات المريرة بين المعسكرات المتنافسة داخل النظام".

وكانت المنافسة واضحة بصفة خاصة خلال فترتي ولاية روحاني، حيث اتبع سياسة أكثر وسطية، وكان مدعوماً من قبل الإصلاحيين داخل النظام. 

غياب الإصلاحيين

وأوضح المحللون أن قلة شهرة رئيسي كانت مناسبة للقيادة في إيران، على الرغم من أن ذلك جعل خامنئي هدفاً لغضب المحتجين.

وأضافوا أن النظام الإيراني كان مستعداً لدفع هذا الثمن، بدلاً من وجود رئيس يسلك مساراً مختلفاً أو يقدم تنازلات للحركة المؤيدة للديمقراطية. 

وقال ليلاز إن الأشخاص الذين أوصلوا رئيسي إلى السلطة "ليسوا نادمين"، موضحاً أن وجود أي شخص أقوى منه كان سيؤدي إلى صدامات بين الرئيس والسلطات العليا، "الأمر الذي لا يريد المتشددون رؤيته مرة أخرى". 

ومع ذلك، يرى الإصلاحيون أن انتخاب رئيسي يمثل نقطة تحوّل، تقضي على آمال الناس في أن تتحقق الإصلاحات من خلال صناديق الاقتراع.

وقال عباس عبدي، محلل سياسي إصلاحي، لوسيلة إعلام محلية إن الانتخابات التي فاز فيها روحاني في عام 2017 كانت آخر انتخابات حقيقية في إيران. 

وأضاف: "بعد ذلك، لم يعد لدى الناس أمل في الاقتصاد، وأدركوا أن المؤسسة السياسية لن تستجيب لمطالبهم". 

وسعى رئيسي طوال الاضطرابات، التي اندلعت في جميع أنحاء إيران منذ منتصف سبتمبر، بعد وفاة مهسا أميني أثناء اعتقالها لدى شرطة الأخلاق، للحفاظ على بقاء الأمور على حالها إلى حد كبير، مع التركيز على الاقتصاد المتعثر والجهود المبذولة لضمان استقرار إمدادات السلع الأساسية، بحسب الصحيفة. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات