بريطانيا تواجه "الإضراب الأكبر" في القطاع الصحي بسبب الأجور

time reading iconدقائق القراءة - 4
سيارات إسعاف في ساحة الانتظار أمام مستشفى جامعة سانت جورج في لندن- 5 فبراير 2023 - REUTERS
سيارات إسعاف في ساحة الانتظار أمام مستشفى جامعة سانت جورج في لندن- 5 فبراير 2023 - REUTERS
لندن-رويترز

تواجه بريطانيا أكبر إضراب للعاملين في مجال الصحة على الإطلاق، الاثنين، بمشاركة عشرات الآلاف من العاملين في التمريض والإسعاف، وسط خلاف متصاعد مع الحكومة بشأن الأجور، ما سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في نظام صحي يعاني من ضغوط بالغة بالفعل.

وشارك العاملون في التمريض والإسعاف في إضرابات منفصلة منذ أواخر العام الماضي، لكن إضراب الاثنين، الذي يشارك فيه العاملون من المجالين، ومعظمهم في إنجلترا، سيمثل أكبر إضراب في تاريخ جهاز الصحة العامة الذي بدأ عمله قبل 75 عاماً.

وفي وقت سابق الأربعاء، شارك مئات الآلاف من المعلمين وموظفي القطاع العام وسائقي القطارات والمحاضرين الجامعيين ببريطانيا، في إضراب يعدّ أكبر عمل منسق منذ عقد، في البلد الذي تهزّه أزمة اقتصادية يغذّيها التضخم.

وقال المدير الطبي لجهاز الصحة العامة في إنجلترا، ستيفن بويس، إن الإضراب هذا الأسبوع الذي سيشهد أيضاً مشاركة أخصائيين في العلاج الطبيعي، الخميس، سيكون على الأرجح الأكبر تأثيراً على الخدمات حتى الآن.

ويطالب العاملون في مجال الرعاية الصحية بزيادة في الأجور تناسب أسوأ تضخم تشهده بريطانيا منذ 4 عقود، في حين تقول الحكومة إن تكلفة ذلك ستفوق قدرتها وسيؤدي لمزيد من الارتفاع في الأسعار، وبالتالي رفع أسعار الفائدة ومدفوعات الرهن العقاري.

زيادة الضغط

ونظم نحو 500 ألف عامل وموظف، كثير منهم من القطاع العام، إضرابات منذ الصيف الماضي، ما زاد الضغط على رئيس الوزراء ريشي سوناك لحل الخلافات للحد من تعطيل خدمات عامة مثل السكك الحديدية والمدارس.

وحث وزير الصحة ستيف باركلي، الناس على الاستمرار في الوصول إلى خدمات الطوارئ والالتزام بالمواعيد ما لم يتم إلغاؤها، لكنه أكد أنه سيكون هناك خلل.

وقال باركليفي بيان: "على الرغم من الإجراءات الطارئة المعمول بها، فإن الإضرابات من قبل نقابات الإسعاف والتمريض هذا الأسبوع ستؤدي حتماً إلى مزيد من التأخير للمرضى الذين يواجهون بالفعل فترات انتظار أطول بسبب تراكمات فيروس كورونا".

وتابع: "أجريت محادثات بناءة مع النقابات العمالية بشأن الأجور والقدرة على تحمل التكاليف وأواصل حثهم على إلغاء الإضرابات".

طلب التفاوض

في المقابل، قالت الزعيمة النقابية شارون جراهام، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الأحد، إنها تريد أن يأتي سوناك إلى طاولة المفاوضات، مضيفة: "هذه الحكومة تعرّض الأرواح للخطر".

ويعتبر جهاز الصحة العامة تاريخياً مصدر فخر لمعظم البريطانيين، ولكنه يواجه ضغوطاً شديدة مع وجود ملايين المرضى على قوائم الانتظار للعمليات، وعدم حصول الآلاف كل شهر على رعاية الطوارئ العاجلة.

وطالب الاتحاد في البداية بزيادة الأجور 5% فوق التضخم، وقال بعد ذلك إنه قد يلتقي بالحكومة "في منتصف الطريق"، لكن الجانبين أخفقا في التوصل إلى اتفاق على الرغم من أسابيع من المحادثات.

وفي الوقت نفسه من المقرر أن يضرب الآلاف من عمال الإسعاف، الاثنين، بسبب نزاعهم حول الأجور.

ولن يضرب جميع العاملين في الإسعاف في الحال وستتم تلبية مكالمات الطوارئ.

وقال سوناك، في مقابلة تلفزيونية، الأسبوع الماضي، إنه "يود منح العاملين في التمريض زيادة كبيرة في الرواتب"، لكنه قال إن الحكومة واجهت خيارات صعبة، وإنها تمول جهاز الصحة العامة في مجالات أخرى مثل توفير المعدات الطبية وسيارات الإسعاف.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات