أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، الأربعاء، انطلاق هجوم مضاد في إقليم دونباس، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أحبطت الهجوم الأوكراني في مدينة باخموت وعدد من بلدات "جمهورية دونيتسك".
وأفادت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار، في تصريحات تلفزيونية، بأن القوات الأوكرانية بدأت هجوماً مضاداً في 4 محاور داخل إقليم دونباس، هي أرتيموفوسك (باخموت) ومارينكا وأفدييفكا وليمان.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، في الإيجاز اليومي، إن القوات الروسية "أحبطت محاولات الجيش الأوكراني للهجوم المضاد على باخموت، وعدد من بلدات جمهورية دونيتسك".
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن "مجموعات هجومية روسية سيطرت على ثلاثة أحياء في الأجزاء الشمالية الغربية والوسطى والجنوبية الغربية من باخموت"، مشيرة إلى أن "القوات الروسية المحمولة جواً حاصرت ضواحيها الشمالية والجنوبية".
وفي الأشهر الأخيرة، تقدمت القوات الروسية شمالي باخموت وجنوبها، وقطعت الكثير من طرق الإمداد الأوكرانية وسيطرت على الجزء الشرقي منها.
حول تصريحات نائبة وزير الدفاع الأوكراني، غانا ماليار، والتي أكدت فيها أن الهجوم الأوكراني المضاد بدأ بالفعل على عدة محاور، إليكم تصريحات من خبراء عسكريين في روسيا:
الهجوم المضاد
ويرى الخبير العسكري الروسي فلاديسلاف شوريجين أنه "حتى اللحظة لا يوجد أي إثبات على بدء أوكرانيا الهجوم المضاد".
ويقول في حديث لـ"الشرق": "يبدو أن الجانب الأوكراني يتفقد الوضع على الميدان، فهم يحاولون العثور على المكان الملائم أكثر بالنسبة لهم، أو وفق اعتبارهم، نقطة ضعف، ومن خلال الهجمات اليومية التي يشنونها يحاولون العثور على تلك النقطة".
وأضاف: "يرغبون بشن هجوم مضاد، كما أن من الواضح أن لديهم مشكلة كبيرة خاصة في الهجوم العملياتي والاستراتيجي، وهذا من الممكن فهمه، لأن من الصعب جداً إخفاء التدريبات والاحتياطات، لذلك يحاولون التوصل إلى تكتيك مفاجئ، ما يعني تضليل الخصم عبر هجمات صغيرة في اتجاهات عديدة، لكي لا يفهم الخصم على أي محور سيبدأ الهجوم".
وتابع شوريجين أن "من الممكن قراءة التصريحات الأوكرانية هذه على أنها محاولة لتضليلنا أو صرف انتباهنا عما يجري، إلى جانب تهدئة شعبهم الأوكراني بأن الهجوم بدأ لكن لم يسفر بعد عن نتائج لأنه في بدايته".
أما الخبير العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين فقال، في حديث لـ"الشرق"، إن "الهجوم المضاد ليس له أي علاقة بالواقع، لأنه قد يبدأ بعد أن يكون العدو قد شن هجوماً عليك، ونحن لا نهاجم أوكرانيا بل ندافع عن أنفسنا بشكل نشط".
وأضاف: "لهذا السبب لا يجوز الحديث عن هجوم أوكراني مضاد، وعندما يتحدث الجانب الأوكراني عن هذا الهجوم فهم لا يتحدثون عن القوات التي يستخدمونها في هذا الهجوم؛ هل هي كتيبة أم سرية أم فوج؟ وفي هذا السياق من الممكن إعلان أي شيء، لكن ما يجري على أرض الواقع، لا نعلمه".
أنظمة "باتريوت"
وتسلمت أوكرانيا أولى أنظمة الدفاع الجوي الأميركية "باتريوت"، ونشرت دبابات خفيفة فرنسية "آ إم إكس 10" في ساحة المعركة، وفقاً لما أعلنته السلطات الأوكرانية، الأربعاء.
وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على تويتر: "اليوم أصبحت سماؤنا الأوكرانية الجميلة أكثر أماناً مع وصول أنظمة الدفاع الجوي باتريوت إلى أوكرانيا"، شاكراً الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا على "الوفاء بوعدها".
وتعهدت واشنطن في منتصف ديسمبر، خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة، تزويد كييف بنظامها المتطور للدفاع الجوي، في وقت تقصف روسيا منشآت الطاقة الأوكرانية.
وصرّح زيلينسكي حينذاك قائلاً إن هذا النظام سيعزز "بشكل كبير" الدفاع الأوكراني بوجه الهجمات الروسية، مؤكداً أنه لن يتم استخدامه سوى بصورة "دفاعية" وليس لضرب الأراضي الروسية.
ورداً على ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن جيشه سيجد "وسيلة" للالتفاف على نظام باتريوت.
وأعلنت هولندا في 20 يناير أنها ستساعد في تزويد أوكرانيا بأنظمة باتريوت، من خلال إمدادها بمنصتي إطلاق وبصواريخ، في إطار عملية تسليم "مشتركة" مع الولايات المتحدة وألمانيا. كما تعهدت ألمانيا في 5 يناير بتوفير نظام باتريوت لأوكرانيا.
من جهة ثانية، أعلن الجيش الأوكراني، الأربعاء، نشر دبابات خفيفة فرنسية من طراز "آ إم إكس 10"، تستخدم بصورة خاصة في "مهمات استطلاع"، من دون أن يحدد عددها.
وتتصدر الولايات المتحدة حملة دولية لتقديم المساعدة لأوكرانيا، بعدما شكلت على وجه السرعة ائتلافاً من عشرات الدول لدعم كييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
ويعتزم الغربيون أيضاً تزويد كييف بدبابات لمساعدتها في هجومها المضاد، لاستعادة أراض احتلتها موسكو في شرق البلاد وجنوبها.