الرئيس الفلبيني على خطى والده في التحالف مع واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور في قصر مالاكانانج بالعاصمة مانيلا. 21 نوفمبر 2022 - AFP
الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور في قصر مالاكانانج بالعاصمة مانيلا. 21 نوفمبر 2022 - AFP
مانيلا -أ ف ب

بعد 40 عاماً على ثورة أطاحت بوالده وأجبرته على الهرب مع عائلته إلى الخارج على متن طائرة عسكرية أميركية، توجه رئيس الفلبين فرديناند ماركوس جونيور، بطائرته الرئاسية إلى واشنطن، حيث اُستقبل بحفاوة، ووصف بأنه أفضل شريك.

جاء اللقاء بين ماركوس الابن الذي كان يبلغ من العمر 28 عاماً، عندما فر والده إلى الولايات المتحدة، والرئيس جو بايدن، مطلع الأسبوع الجاري، ليتوج مشاورات سياسية مكثفة استمرت عدة أشهر في واشنطن، التي تسعى إلى تعزيز تحالفاتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة قوة الصين المتنامية.

وفي 1986، وقبيل انهيار نظام ماركوس، اتهم السيناتور آنذاك جو بايدن الذي كان عضواً بالكونجرس وقتها، الديكتاتور (ماركوس الأب) وأنصاره، بممارسة "عمليات تزوير وترهيب وعنف واسعة النطاق" في انتخابات كانت "غير حرة ولا نزيهة"، حسبما تُظهر سجلات الكونجرس. 

لكن عندما رحب بـ"ماركوس الابن" في المكتب البيضاوي الرئاسي، قال بايدن: "لا يمكنني أن أحلم بشريك أفضل منك".

وقبل الإطاحة به في عام 1986، حكم والد ماركوس، الفلبين بقبضة من حديد لمدة 20 عاماً بدعم من واشنطن التي كانت تعتبره سداً أمام انتشار الشيوعية خلال الحرب الباردة. 

وفي ذلك الوقت كان للولايات المتحدة قاعدتان عسكريتان كبيرتان شمال العاصمة الفلبينية مانيلا، استخدمتهما لنشر قواتها في حرب فيتنام، وأغلقت القاعدتان في بداية تسعينيات القرن الماضي، لكن سُمح للقوات الأميركية في وقت لاحق بالعودة إلى الفلبين لإجراء مناورات وتدريبات مشتركة. 

وبعد وفاة والده في عام 1989، عاد فرديناند ماركوس جونيور، مع أفراد أسرته إلى البلاد حيث بدأوا جهود عودتهم إلى الساحة السياسية، التي توجت في 2022 بفوزه في الانتخابات الرئاسية.

وسهلت فوزه في الانتخابات، حملة تضليل واسعة على الإنترنت، صورت عهد الحكم الديكتاتوري لوالده على أنه العصر الذهبي للأرخبيل.

وكان الرئيس الفليبيني السابق رودريجو دوتيرتي، تنكر خلال ولايته التي استمرت 6 سنوات للتحالف مع الولايات المتحدة. 

وخلال حملته بدا ماركوس متردداً أيضاً في معارضة الصين بشأن النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.

علاقات أقوى مع واشنطن

وبعد فوزه في الانتخابات تبنى سياسة خارجية على قطيعة مع سلفه مشيراً إلى أنه يريد علاقات أقوى مع الولايات المتحدة، بينما أقسم على أنه لن يسمح للصين بالاعتداء على الحقوق البحرية لبلاده. 

وتم توسيع اتفاق موقع في عام 2014، يسمح للقوات الأميركية باستخدام 5 قواعد عسكرية فلبينية كانت متوقفة عن العمل في عهد دوتيرتي، ليشمل 4 مواقع إضافية، يقع أحدها بالقرب من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وآخر غير بعيد عن تايوان

وتطالب بكين، ببحر الصين الجنوبي، بأكمله تقريباً، متجاهلة حكماً دولياً صدر في عام 2016، يؤكد أنه لا أساس قانونياً لمطالبها.

وجددت الصين وعسكرت آلاف الهكتارات من الشعاب المرجانية في المنطقة خلال السنوات العشر الماضية.

موقف وقائي

وخوفاً من إغضاب بكين أكبر شريك تجاري لبلاده، عبر فرديناند ماركوس جونيور عن موقف وقائي قبل وصوله إلى الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، بتأكيده أن بلاده لن تستخدم قاعدة لعمل عسكري. 

وقال المحلل السياسي ريتشارد هيدريان، إن ماركوس يريد "تعاوناً كافياً مع واشنطن حتى يكون للفلبين ورقة مساومة وقدرة ردع محددة ضد الصين، ولكن ليس تعاوناً واسعاً (...) يمكن أن يستفز الصين". 

ورأى أندريس باوتيستا، الذي ترأس وكالة حكومية فلبينية مكلفة بتعقب الثروة غير المشروعة لعائلة ماركوس، أن زيارة ماركوس الابن إلى البيت الأبيض وهي الأولى منذ أكثر من عقد، دليل على "تغلب البراجماتية على المبادئ".

وفرديناند ماركوس الأب، وزوجته إيميلدا، متهمان بنهب خزائن الدولة، والإشراف على انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. 

وأقيمت عشرات الدعاوى القضائية ضد الأسرة في الولايات المتحدة والفلبين، لكن لم يسجن أي من أفرادها. 

وما زال فرديناند ماركوس الابن يخضع لقرار صدر عن القضاء الأميركي بتهمة ازدراء المحكمة إذ لم تدفع الأسرة التعويضات المفروضة لآلاف من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في عهد أبيه. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات