جدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التأكيد على قدرته على إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون يوم واحد، غير أنه رفض الحديث عن الطرف الذي يريده أن يكسب الحرب.
وقال ترمب، في لقاء مباشر أمام الناخبين بولاية نيوهامشر ببرنامج "سي إن إن تاون هول"، إنه لا يفكر في الحرب "من منظور الفوز والخسارة"، مضيفاً: "أفكّر من منظور تسوية الأمر".
وقال ترمب إن "الحرب لم تكن لتحدث لو كنت رئيساً" للولايات المتحدة، مضيفاً: "ولو كنت الرئيس لأنهيت الحرب في يوم واحد.. 24 ساعة".
وأضاف ترمب المعارض لسياسة إدارة جو بايدن الداعمة لكييف "أريد أن يتوقّف الموت. إنّهم يموتون. الروس والأوكرانيّون. أريدهم ألا يموتوا. وسأفعل ذلك".
وشدد ترمب على أنه يُمكنه وقف الحرب من خلال التفاوض مباشرةً مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال: "سألتقي بوتين. سألتقي زيلينسكي. كلاهما لديه نقاط ضعف وكلاهما يتمتّع بنقاط قوّة. وفي غضون 24 ساعة، ستتمّ تسوية تلك الحرب. وستنتهي".
"هل بوتين مجرم حرب؟"
ورفض الرئيس السابق الإفصاح عمّا إذا كان يعتقد أنّ بوتين مجرم حرب، على خلفية إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حقه في مارس الماضي، بسبب فظائع مزعومة ارتُكِبت في أوكرانيا.
واعتبر ترمب أن "من المبكر الحكم على بوتين بأنه مجرم حرب". وأشار إلى أن إصدار هكذا حكم الآن سيجعل من إنهاء الحرب "ضرباً من المستحيل" لأن الرئيس الروسي سيجد حياته "معرضة للخطر"، ما سيدفعه إلى القتال "بمزيد من الشراسة".
وتابع: "إذا ما صُنِّف مجرم حرب، فسيُمسِكه الناس ويُعدِمونه، وسيُقاتِل بقوة أكبر مما يقاتل في ظل الظروف الأخرى. هذا شيء يجب أن يُناقش في وقت لاحق".
كذلك، قال ترمب إنه يعتقد أن "بوتين ارتكب خطأ" بغزو أوكرانيا. وأوضح أن "خطأه هو الدخول (إلى أوكرانيا). لم يكن ليذهب إلى هناك لو كنتُ أنا رئيساً".
وليست هذه المرة الأولى التي يؤكده فيها ترمب على إنهاء الحرب في أوكرانيا أو تفادي وقوعها في حال كان رئيساً للولايات المتحدة، إذ أصدر مطلع مايو الجاري تصريحات مماثلة في مقابلة مع محطة GB News البريطانية، وقال فيها إنه لو بقي رئيساً، لكان قادراً على إقامة علاقات "إيجابية" مع ساسة مثل الرئيس الصيني شي جين بينج، والروسي فلاديمير بوتين، والكوري الشمالي كيم جونج أون، وإنهاء غزو أوكرانيا.
حظر السلاح وسقف الدين
من جهة، قال ترمب، الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024 الرئاسية، إنه سيحمي التعديل الثاني الذي ينص على أحقية المواطنين في امتلاك السلاح، في حال إعادة انتخابه.
وبشأن حوادث إطلاق النار الجماعي المتزايدة، قال ترمب إنه سيفعل "أشياء كثيرة" للتصدي لها، بما في ذلك من خلال "تعيين المزيد من حراس الأمن للمدارس"، ما أسماه "تشديد الحراسة على مداخل المؤسسات".
وتحدث ترمب عن معركة سقف الديون في الولايات المتحدة بين الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب والبيت الأبيض، ما يهدد بتخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، قائلاً إنه يجب رفع سقف الدين لكنه يدعم شرط مجلس النواب بدفع البيت الأبيض لخفض الإنفاق الحكومي.
وقال ترمب إنه "يتعين علينا البدء في سداد الديون"، محذراً من أن الولايات المتحدة ستتخلف عن سداد ديونها إذا لم يوافق الرئيس الأميركي جو بايدن على خفض الإنفاق، الذي بلغ حد "أننا ننفق الأموال كالبحارة المخمورين"، على حد وصف الرئيس السابق.
وأعرب ترمب عن اعتقاده بأن الديمقراطيين سوف "يرضخون (لمطالب الجمهوريين)" لأنهم "يخشون وقوع كارثة اقتصادية" إذا استمروا على هذا النحو.
وأكد ترمب أن الحل الذي لديه للتخفيف من حدة الأزمات الاقتصادية والتضخم التي تواجهها بلاده هو "التنقيب عن المزيد من النفط"، قبل أن يزعم أنه في ولايته كانت بلاده "مستقلة في الطاقة"، وأن "تكلفة البنزين هبطت إلى أدنى مستوياتها".
وأضاف أن مشروع قانون الضرائب، الذي تم تمريره خلال فترة ولايته، ساعد على إنشاء "أعظم اقتصاد في التاريخ".
تهم الاعتداء الجنسي
وأنكر الرئيس الأميركي السابق مجدداً أي معرفة له بالكاتبة جين كارول، التي تتهمه بالاعتداء الجنسي قائلاً: "هذه المرأة لا أعرفها، لم أقابلها من قبل".
كما أشار إلى أنه لا يعتقد أن الحكم الصادر مؤخراً عن هيئة المحلفين بإدانته بالاعتداء الجنسي عليها سيحول بينه وبين الفوز بالانتخابات الرئاسية أو سيثني النساء الأميركيات عن التصويت له، واصفاً القضية برمتها بأنها "مختلقة" "وتكمن وراءها دوافع سياسية".
وفيما يتعلق بمثيري الشغب في أحداث 6 يناير، كشف ترمب عن ميله إلى "العفو عن كثير منهم". كما أكد أنه "غير مدين بالاعتذار" لنائب الرئيس السابق مايك بنس الذي "ارتكب خطأ جسيماً"، على حد زعم ترمب، لأنه كان يتعين عليه إعادة الأصوات إلى المجالس التشريعية بالولايات"، معرباً عن يقينه في "أننا كنا سنحصل على نتيجة مختلفة".
ودافع ترمب عن الدور الذي قام به أثناء أحداث 6 يناير في مبنى الكابيتول الأميركي، ملقياً بالمسؤولية كاملة على عاتق "نانسي المختلة ورئيس بلدية واشنطن"، ضمن آخرين، باعتبارهما "مسؤولين عن الأمن" و"لم يقوما بمهام عملهما".
كما زعم أنه دعا الحرس الوطني إلى التدخل، وهو ما نفته مقدمة برنامج "تاون هول" في "سي إن إن"، كيتلان كولينز، وفقاً لما قاله القائم بأعمال وزير الدفاع السابق كريس ميلر بأن ترمب "لم يعط أي أمر رسمي لنشر قوات االحرس الوطني".
اقرأ أيضاً: