مسؤولون أميركيون: CIA حذرت أوكرانيا من استهداف "نورد ستريم" قبل تخريبه

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من تسرب الغاز من خط أنابيب "نورد ستريم"، قبالة جزيرة بورنهولم بالدنمارك، 27 سبتمبر 2022 - REUTERS
جانب من تسرب الغاز من خط أنابيب "نورد ستريم"، قبالة جزيرة بورنهولم بالدنمارك، 27 سبتمبر 2022 - REUTERS
دبي - الشرق

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA حذّرت أوكرانيا من مهاجمة خطوط أنابيب الغاز "نورد ستريم" الصيف الماضي، بعد أن حصلت على معلومات مفصلة بشأن خطة كييف "لتفجيرها".

ونقلت الصحيفة الأميركية في تقرير، الأربعاء، عن مسؤولين مطلعين على المراسلات بين CIA وحكومة كييف قولهم، إن الرسالة سلّمها مسؤولون من وكالة الاستخبارات المركزية لحكومة أوكرانيا في يونيو 2022، بعد تلقي الوكالة معلومات من الاستخبارات الهولندية.

ورداً على التقارير حول علم واشنطن بالهجوم قبل حدوثه، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، الأربعاء، إن روسيا لم يعد لديها التزام أخلاقي يمنعها من تدمير "كابلات الاتصالات البحرية للعدو"، نظراً إلى "التواطؤ الغربي في تفجير خطوط أنابيب نوردستريم".

ورغم تعامل CIA مع التحذير بجدية، شككت الوكالة في قدرة أوكرانيا على تنفيذ هذا الهجوم، الذي يتطلّب وضع عبوات ناسفة في أعماق بحر البلطيق، بحسب المسؤولين.

وأفادت المعلومات الاستخباراتية الأولية، الواردة في يونيو 2022، بأن "فريقاً تخريبياً كان ينفذ أوامر قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني"، وفقاً لأشخاص مطلعين على المعلومات.

وشكك محققون من دولتين أوروبيتين على الأقل في صحة هذه الفرضية لاحقاً، وقالوا إن قائداً أوكرانياً آخر، ربما يكون هو من قاد العملية في النهاية. وقالت الصحيفة إن مكتب زالوجني لم يرد على طلبها للتعليق على الأمر.

وبعد ذلك بأسابيع، تحديداً في 26 سبتمبر، تعرضت خطوط الأنابيب لتخريب، في حين نفت أوكرانياً نفياً قاطعاً أن يكون لها أي علاقة بهذا الهجوم.

"فريق تخريب"

وأبلغ مسؤولون في الاستخبارات العسكرية الهولندية، الاستخبارات المركزية الأميركية، بأن "فريقاً تخريبياً أوكرانيا كان يسعى إلى استئجار يخت على ساحل بحر البلطيق، والاستعانة بفريق من الغواصين لوضع متفجرات على طول الخطوط الأربعة لخطي الأنابيب نورد ستريم 1، ونورد ستريم 2"، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

وكانت الخطة تتمثل في شن الهجوم بعد مناورة عسكرية، أطلق عليها اسم "عمليات البلطيق"، أجراها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في المنطقة الواقعة فوق خطوط الأنابيب، وانتهت في 17 يونيو 2022، بحسب مسؤولين استخباراتيين أوروبيين.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية أبلغت بسرعة مجموعة دول حليفة، من بينها ألمانيا، بموقع الهجوم على خطوط الأنابيب في وقت ما من شهر يونيو 2022. كما تم تحذير دول أخرى مطلة على طول ساحل بحر البلطيق، ولكن دون تقديم تفاصيل مماثلة.

وسأل مسؤولون في CIA نظرائهم في كييف عما إذا كانوا سيشنون هجوماً، ولكن الصحيفة ذكرت أنها لم تطلع على الرد الأوكراني.

وبعد ذلك، تلقت وكالة الاستخبارات المركزية معلومات تفيد بأن أوكرانيا ألغت الخطة الأصلية، وفقاً لمسؤول أميركي.

تراجع مستوى التهديد

وفي أواخر صيف 2022، أبلغت CIA، ألمانيا ودولاً أخرى حليفة بأن "مستوى التهديد الذي تشكله هذه العملية تراجع"؛ لأن الولايات المتحدة "لم تعد تعتقد أن كييف ستنفذ هذا الهجوم"، حسبما قال مسؤولون أوروبيون مطلعين على هذا التقييم.

وفي الشهر التالي، وقعت سلسلة من الانفجارات القوية تحت الماء، أدت إلى تعرض ثلاثة خطوط من خطوط أنابيب "نورد ستريم" الأربعة لأضرار.

وعند سؤاله، الثلاثاء، عن تحقيق وكالة الاستخبارات المركزية، نفى المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية أندري تشيرنياك، أن تكون أوكرانيا ضالعة في التفجيرات.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة أجرتها معه مؤخراً صحيفة "بيلد" الألمانية: "أعتقد أن جيشنا وأجهزتنا الاستخبارية لم تفعل ذلك. وإذا ادعى أي شخص عكس ذلك، فأود أن يقدموا لنا الدليل".

"مجموعة موالية"

وقال مدير CIA وليام بيرنز، خلال اجتماعه مع مسؤول استخباراتي أوروبي في أكتوبر 2022، إن "الأدلة المتاحة لا تشير إلى روسيا". وعند سؤاله عما إذا كانت أوكرانيا هي المسؤولة عن الهجوم، قال بيرنز: "آمل ألا يكون الأمر كذلك"، وفقاً لمسؤول كان حاضراً في الاجتماع.

وقال مسؤولون غربيون، من بينهم أميركيون وألمان، إنهم يشتبهون في أن تكون "مجموعة موالية لأوكرانيا" قد دبرت ونفذت عملية التخريب.

ونشرت وسائل إعلام ألمانية، بينها صحيفة "دي تسايت"، الثلاثاء، بعض تفاصيل تحذير "CIA"، بما في ذلك الكشف عن دور الاستخبارات العسكرية الهولندية في إبلاغها.

وذكرت "وول ستريت جورنال"، الأسبوع الماضي، أن محققين ألماناً كانوا يفحصون أدلة تشير إلى أن "فريقاً تخريبياً أوكرانياً استخدم بولندا، أحد الدول المجاورة للاتحاد الأوروبية والحليفة للناتو، كمركز لنقل اللوجستيات وتمويل الهجوم الذي وقع العام الماضي.

ولم يتهم المحققون حكومة بولندا أو أي شخص بولندي بالتورط في الهجوم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات