مليونا نازح ونصف مليون لاجئ جراء حرب السودان وطرق دارفور ملأى بالجثث

time reading iconدقائق القراءة - 5
سودانيون يجتمعون لدفن الضحايا الذين قتلوا في قصف مدفعي جنوب العاصمة السودانية الخرطوم- 11 يونيو 2023 - AFP
سودانيون يجتمعون لدفن الضحايا الذين قتلوا في قصف مدفعي جنوب العاصمة السودانية الخرطوم- 11 يونيو 2023 - AFP
الخرطوم-أ ف ب

شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2.5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور حيث الشوارع ملأى بالجثث، بحسب ما قالت الأمم المتّحدة الثلاثاء.

وأوقعت المعارك الدائرة بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي" أكثر من ألفي ضحية، وفقاً لتقديرات يرى خبراء أنّها أقلّ بكثير من الواقع.

وإذا كان الهدوء يخيّم حالياً على العاصمة الخرطوم، فإنّه في الجنينة، المدينة الأكثر تضرراً من الحرب والواقعة في إقليم دارفور (غرب) حيث تدور أعنف المعارك، الشوارع المهجورة ملأى بالجثث والمتاجر تعرّضت للنهب.

ومنذ أيّام يفرّ سكّان الجنينة سيراً على القدمين في طوابير طويلة، حاملين معهم ما تيسّر، على أمل الوصول إلى تشاد الواقعة على بُعد 20 كيلومتراً إلى الغرب.

ويقول هؤلاء الفارّون من أتون المعارك إنّهم يتعرّضون لإطلاق نار ويتمّ تفتيشهم مرّات عدّة على الطريق. 

آلاف بين لاجئ ونازح

وبحسب منظمة "أطباء بلا حدود" فإنّ "15 ألف سوداني، من بينهم قرابة 900 مصاب، فرّوا باتّجاه تشاد تحت وابل من النيران التي يطلقها الجيش وقوات الدعم السريع ومقاتلون قبليون ومدنيّون مسلّحون".

وتؤكّد الأمم المتّحدة أنّ أكثر من 150 ألف لاجئ سوداني موجودون الآن في تشاد.

وحذّرت الأمم المتّحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد من أنّ النزاع "اكتسب الآن بُعداً عرقياً" مع "هجمات على الهوية".

كذلك فإن الأمم المتحدة تتحدث عن احتمال وقوع "جرائم ضدّ الإنسانية".

وفي مختلف أنحاء السودان، بلغ عدد النازحين "مليوني شخص"، وفقاً للمفوضية العليا للاجئين.

من جهتها أحصت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني. وقالت إن "550 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة".

وكان المجتمع الدولي تعهد خلال اجتماع عقد في جنيف، الاثنين، تقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الانسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.

ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة "غير مسبوقة"، وفق تعبير الأمم المتحدة.

وحذر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي راو، الثلاثاء، من أن "الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية في وقت لا تبدو فيه أيّ مؤشرات على نهاية للنزاع".

وفي بداية الحرب قالت المنظمات الإنسانية إنها لم تحصل سوى على 15% من الأموال اللازمة لعملياتها. وإذا ما تم الالتزام بتعهدات جنيف فستحصل هذه المنظمات على نصف ما تطلبه.

ويقول ألكسندر كييروم من مجلس اللاجئين الدنماركي إن "مستوى التمويل في السودان مخزٍ". 

ويضيف أنّه في أوكرانيا، بعد شهرين من الحرب "كانت 68% من الأموال اللازمة لمواجهة الأزمة متوفرة".

غياب الخدمات وشح المساعدات

وعلى الأرض، توقفت منذ صباح الأحد الغارات الجوية والقصف المدفعي في العاصمة حيث يعيش ملايين السكّان في درجات حرارة عالية بلا كهرباء وأحيانا كثيرة من دون ماء.

وبعد قرابة 10 هدن تمّ انتهاكها كلّها، تنتهي الهدنة الحالية صباح الأربعاء في الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (04:00 ت ج).

ودانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "خرق" الهدنة الاثنين عندما منع إطلاق نيران "نقل جنود مصابين" كانوا لدى قوات الدعم السريع إلى الجيش.

واتهم الفريق دقلو الجيش بالقيام بـ"انتهاكات مستمرة" للهدنة. في المقابل اتهم الجيش قوات الدعم السريع بـ"خرق" وقف إطلاق النار وقتل "15 مدنياً وإصابة العشرات" في بلدة طويلة بدارفور.

وأكد مصدر طبي لوكالة "فرانس برس"، سقوط هذا العدد من الضحايا في "هجوم لقوات الدعم السريع".

من ناحيته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن السودان يمكن أن "يتحوّل سريعاً إلى مكان للفوضى ما سيؤدّي إلى زعزعة الأمن في المنطقة بأسرها".

ومع حلول موسم الأمطار فإنّ خطر تفشّي الأوبئة يتزايد. 

وتخشى اللجنة الدولية للصليب الأحمر من النفايات التي تتراكم والجثث التي تتعفّن تحت أشعة الشمس الحارقة.

وتحذر اللجنة من أن كثيرين يضطرون إلى شرب مياه غير صالحة من النيل مباشرة أو من مصادر أخرى.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات