قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إنه قد يغيب عن المناظرة التمهيدية الأولى للحزب الجمهوري لمرشحي الانتخابات الرئاسية، أغسطس المقبل، فيما رأى أن أوكرانيا قد تضطر للتنازل عن بعض أراضيها لوقف الحرب، وأضاف أن واشنطن عليها صنع السلام بين البلدين.
وأرجع ترمب، في مقابلة هاتفية مع "رويترز"، الخميس، سبب تفكيره في عدم خوض المناظرة التمهيدية للحزب الجمهوري إلى تقدمه بفارق كبير في استطلاعات الرأي، واعتبر أنها "لن تكون ممتعة بدونه".
وأجاب ترمب على سؤال عما إذا كان سيحضر المناظرة التي ستستضيفها قناة "فوكس نيوز" في 23 أغسطس، بالقول: "ربما لا".
ووصف ترمب قناة "فوكس نيوز" بأنها "شبكة معادية" وقال إنه لا يرى ميزة تذكر في مناقشة مرشحين، مثل حاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي، يتخلفون عنه كثيراً في استطلاعات الرأي.
وتابع: "لماذا أعطيهم الوقت للإدلاء بتصريحات؟ لماذا أفعل ذلك وأنا أتصدر بفارق 50 نقطة و 60 نقطة؟".
وأظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن ترمب المرشح الأوفر حظاً في السباق التمهيدي للحزب الجمهوري بهامش كبير.
وبيّن استطلاع أجرته "رويترز" و"إبسوس" في وقت سابق من هذا الشهر أن حوالي 43% من الجمهوريين قالوا إن ترمب هو المرشح المفضل لديهم، مقارنة بـ 22% اختاروا حاكم فلوريدا رون ديسانتيس. في حين حصل كريستي على 2% من الأصوات.
وواجه ترمب بعض الانتقادات لقوله في السابق إنه قد يمتنع عن حضور المناظرة. واتهم كريستي، وهو حليف سابق لترمب وأحد أشد منتقديه حالياً، الرئيس السابق بالخوف من الانضمام إلى المناظرات خوفاً من فقدان تقدمه في السباق.
وذكر ترمب أنه تلقى عروضاً لعقد فعاليات أخرى خلال المناظرة أو في وقت لاحق في نفس المساء، موضحاً:"لقد تلقينا الكثير من العروض، سواء كانت مسيرة أو ما إذا كانت مقابلة أخرى"، وتابع: "النقاش لن يكون مثيراً للغاية إذا لم أكن هناك".
"إضعاف بوتين"
في سياق آخر، رأى ترمب أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تضرر جراء محاولة مجموعة "فاجنر" العسكرية وقائدها يفجيني بريجوجين للتمرد في مطلع الأسبوع.
وقال: "يمكنك القول إنه (بوتين) لا يزال موجوداً.. لا يزال قوياً، لكنني أرى أنه بالتأكيد أصبح أضعف إلى حد ما على الأقل في أذهان كثير من الناس".
وأضاف أنه إذا لم يعد بوتين في السلطة "فلا تعرف من سيكون البديل. قد يأتي من هو أفضل لكن قد يأتي أيضاً من هو أسوأ بكثير".
يأتي ذلك بعد أيام من انتهاء تمرد مسلح نفذته مجموعة فاجنر بقيادة يفجيني بريجوجين استمر 24 ساعة، نهاية الأسبوع الماضي، حيث سيطرت على مركز عمليات في منطقة روستوف جنوب البلاد لقيادة حملة الجيش في أوكرانيا، ثم بدأت مسيرة إلى موسكو قبل الإعلان عن وساطة بيلاروس لإنهاء الأزمة.
تنازلات أوكرانية
وفيما يتعلق بأوكرانيا، لم يستبعد ترمب احتمال أن تضطر كييف للتنازل عن بعض أراضيها لصالح روسيا في مقابل وقف الحرب التي بدأت قبل 16 شهراً عندما غزت القوات الروسية أوكرانيا.
وقال إن كل شيء سيكون "قابلاً للمناقشة" إذا فاز بانتخابات الرئاسة، لكنه أضاف أن الأوكرانيين خاضوا معركة شرسة للدفاع عن أرضهم.
وأضاف: "أعتقد سيكون من حقهم الاحتفاظ بكثير مما حققوه وأعتقد أن روسيا ستوافق على ذلك. نحتاج للوسيط أو المفاوض المناسب، لكنه غير موجود لدينا في الوقت الحالي".
ويريد الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤه بحلف شمال الأطلسي (الناتو) انسحاب روسيا من الأراضي التي احتلتها في شرق أوكرانيا. وشنت كييف هجوماً مضاداً لم يحقق نجاحاً يذكر في طرد القوات الروسية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اقترح العام الماضي خطة سلام تتكون من عشر نقاط وتطالب روسيا بسحب كل قواتها.
وقال ترمب: "أعتقد أن أكبر شيء على الولايات المتحدة فعله الآن هو صنع السلام، الجمع بين روسيا وأوكرانيا وصنع السلام. يمكن فعل ذلك". وأضاف: "لقد حان الوقت لذلك.. لجلوس الطرفين معاً وفرض السلام"، وتابع: "أريد أن يتوقف الموت بسبب هذه الحرب السخيفة".
الموقف من الصين
وفي تعليقات موسعة حول السياسة الخارجية، قال ترمب، الذي يتصدر استطلاعات الرأي للفائز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة في 2024، إنه يجب إمهال الصين 48 ساعة لغلق ما تقول مصادر إنها قاعدة تجسس صينية على جزيرة كوبا على بعد 145 كيلومتراً قبالة ساحل الولايات المتحدة.
وهدد بفرض رسوم جديدة على البضائع الصينية، حال فوزه بالرئاسة، إذا رفضت بكين طلبه بإغلاق القاعدة خلال تلك المهلة.
وقال: "سأمنحهم مهلة 48 ساعة للخروج. إذا لم يخرجوا فسأفرض رسوماً بنسبة 100% على كل ما يبيعونه للولايات المتحدة وسيخرجون خلال يومين. بل سيخرجون خلال ساعة واحدة".
هل يدعم تايوان؟
ولم يعلق ترمب على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم تايوان عسكرياً إذا أقدمت الصين على غزوها.
وقال: "أنا لا أتحدث عن ذلك... لأنه سيضر بموقفي التفاوضي. كل ما يمكنني قوله أنه على مدار أربع سنوات لم يكن هناك أي تهديد. وما كان ليحدث لو كنت رئيساً".
وتعتبر بكين أن تايوان جزء من أراضيها، وتقول إنها عازمة على "استعادة السيطرة ولو بالقوّة" على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والبالغ عدد سكانها حوالى 23 مليون نسمة.
اقرأ أيضاً: