قال الزيتوني ولد دادة نائب مدير قسم المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة في "منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة" (الفاو) الثلاثاء، إن هناك عوامل كثيرة تُهدد الأمن الغذائي العالمي، منبهاً خلال مقابلة مع "الشرق"، إلى وجود 735 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع.
وأوضح ولد دادة أن أبرز العوامل التي تهدد الأمن الغذائي العالمي هي التغيّر المناخي، وجائحة كورونا، والحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن منظمة "الفاو" أجرت دراسة جديدة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، وجدت أن هناك 122 مليون شخص دُفِعوا إلى الجوع منذ عام 2019، أي منذ جائحة كورونا، بسبب العوامل نفسها التي تُهدد الأمن الغذائي.
وفي شأن آخر، تحدث المسؤول في المنظمة عن مؤتمر الأمم المتحدة لنظم الغذاء الذي يُعقد حالياً في العاصمة الإيطالية روما، لافتاً إلى أن الهدف من هذا المؤتمر هو معالجة الأنظمة الغذائية والزراعية التي أصبحت مهددة.
وأضاف أن "هناك عوامل أخرى أيضاً تُهدد النظام الغذائي العالمي، مثل النقص في التنوع البيولوجي، والتدهور في التربة وموارد المياه، والنزاعات المسلحة التي تحدث".
وقال: "هناك حلول كثيرة، أولاً زيادة مجهودات مكافحة التغير المناخي، وإيجاد مخططات فعّالة لاستعمال الأراضي والمياه، وتجنب تدهور الغابات والتنوع البيولوجي وضعف التربة، والاستثمار بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ومن المهم أيضاً أن يكون هناك زراعة ذكية مناخية".
واعتبر ولد دادة، أن الحلول قائمة بشكل رئيسي على حماية البيئة، لكنه شدّد على أن لكل بلد نموذج من الحل المناسب لها، بما يتوافق مع خصوصيتها واحتياجاتها وقدراتها وتقنياتها. وتابع: "نحن نشجع وندعم كافة البلدان، ومن ضمنها الدول العربية، على إيجاد حلول للمدى الطويل".
أهمية "كوب 28"
كما تطرق نائب مدير منظمة "الفاو" خلال مشاركته في برنامج "الارتداد شرقاً"، إلى مؤتمر المناخ "كوب 28" الذي تنظمه دولة الإمارات أواخر العام الحالي، مؤكداً أنه يُمثل "فرصةً لمعالجة احتياجات الدول العربية لضمان أمن المياه والغذاء والطاقة، وفرصة لخلق مشاريع قابلة للتمويل والاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، خاصة في الدول العربية والنامية".
وأضاف أن "الأهم من ذلك في (كوب 28)، هو بناء القدرات المحلية، وتبادل المعارف، وتعزيز التعاون بين الدول. وبالتالي يوفر المؤتمر فرصة هائلة للدول العربية، لاسيما أنها مهتمة بمكافحة تغيّر المناخ، والاستثمار بالطاقة النظيفة، والأمن الغذائي بصفة عامة".
ورأى ولد دادة أن هذه المؤتمرات تعطي مجالاً مهماً للدول النامية والضعيفة والمجتمعات المتأثرة، لإيصال صوتها حول التحديات والمشكلات التي تواجهها جراء تغيّر المناخ والأمن الغذائي.
وتابع: "هي مهمة أيضاً لأننا بحاجة لإرادة سياسية قوية تسمح بالاستثمارات، وخاصة ما يتعلق بدور القطاع الخاصة، وتوعية الناس بصفة عامة، حيث للأسف ما يحدث الآن من أزمات غذائية ناتج عن أسباب عديدة، منها طريقة عيشنا واستعمالنا للموارد الطبيعية".
وأكد المسؤول الأممي على ضرورة تحويل النظم إلى نماذج أكثر فعالية وشمولية واستدامة ومرونة، لأنه "للأسف، هناك ضياع كبير للموارد الطبيعية مثل الماء والتربة، وهناك 735 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع".
اقرأ أيضاً: