تستعد الولايات المتحدة والصين لفتح خطوط اتصال جديدة لمعالجة "القضايا الخلافية"، في مؤشر على إحراز تقدم بين البلدين، منذ زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى بكين في يونيو الماضي، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
ونقلت الصحيفة، الجمعة، عن 3 مصادر وصفتهم بالمطلعين على الملف، أنَّ واشنطن وبكين ستؤسسان مجموعتي عمل تركزان على القضايا الإقليمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والقضايا البحرية، إضافة إلى مجموعة ثالثة محتملة من أجل التركيز على مجالات أخرى.
وبحسب الصحيفة، يُتوقع أن يكشف المسؤولون الأميركيون والصينيون عن تفاصيل خطوط الاتصال خلال الأشهر المقبلة.
وجرت مناقشة فتح خطوط الاتصال بين البلدين، عندما التقى يانج تاو، المدير العام لإدارة شؤون أميركا الشمالية وأوقيانوسيا في وزارة الخارجية الصينية، بمسؤولين أميركيين بارزين في واشنطن، الاثنين الماضي.
وقال مصدر رابع، إن الولايات المتحدة والصين لم يتوصلا إلى قرار نهائي بعد، وذلك بحسب ما نقلته "فاينانشيال تايمز".
واعتبرت الصحيفة أنَّ الخطوة تمثل أول تقدم ملموس نحو الهدف الذي اتفق عليه الرئيس جو بايدن مع نظيره الصيني، شي جين بينج، في جزيرة بالي الإندونيسية في نوفمبر الماضي، والذي يتمثل في وضع أساس للعلاقة لمنع انزلاق المنافسة بين البلدين إلى صراع.
وتشهد العلاقات توتراً بين البلدين بشأن قضايا عدة، بما في ذلك تحركات الصين حول تايوان، ورفضها إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، إضافة إلى قلق بكين بشأن التحالفات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والقيود الصارمة المفروضة على التصدير، وتحركات إدارة بايدن لتقييد الاستثمارات الأميركية في قطاعات صينية.
معالجة القضايا العالقة
وكشف المصدر الرابع، أن واشنطن وبكين تفكران في عقد سلسلة اجتماعات لمعالجة القضايا العالقة عبر وضع أهداف واضحة، ولكن الولايات المتحدة لا تعمل على إعادة الحوارات الرسمية التي كانت تجريها الإدارات السابقة، والتي وصفها نقاد أخيراً بأنها كانت تركز أكثر على الإجراءات بدل من النتائج.
وقال الخبير في الشؤون الصينية لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي، سكوت كينيدي، إنه "من مصلحة واشنطن تكثيف التواصل مع بكين بشأن القضايا الحاسمة التي يكون فيها الحرب والسلام على المحك".
بدوره، اعتبر ريان هاس، المتخصص في الشؤون الصينية بمعهد "بروكينجز"، أنَّ الولايات المتحدة "ليست مهتمة بإجراء محادثات من أجل التشاور، ولم تستأنف المحادثات الرسمية التي كانت تُجرى في الماضي".
وأضاف أنَّ المسؤولين الأميركيين "لم يتنازلوا عن أي شيء مقابل الاجتماعات التي أجروها مع نظرائهم الصينيين"، متوقعاً أن يستمر هذا الموقف.
في المقابل، رحبت الخبيرة في الشؤون الصينية بصندوق "مارشال" الألماني، بوني جلاسر، برغبة الصين في تشكيل مجموعات عمل مع الولايات المتحدة، لكنها قالت إنه "لم يتضح بعد ما إذا كانت قنوات الاتصال الجديدة ستحقق نتائج".
الحفاظ على الاتصالات
وكانت وزارة الخارجية الصينية، قالت، الخميس، إن بكين عازمة على الحفاظ على الاتصالات مع أميركا، وذلك رداً على دعوة الولايات المتحدة، لوزير خارجية الصين وانج يي إلى زيارة واشنطن.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، توجيه دعوة رسمية إلى وانج يي لزيارة واشنطن، ولكن الجانبين لم يتفقا على موعد الزيارة.
وفي يوليو الماضي، أجرت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، زيارة رسمية إلى الصين استمرت 4 أيام إلى الصين.
وأشارت يلين في ختام الزيارة، إلى أنَّ البلدين يعملان على تطوير قنوات الاتصال بينهما، لكنها شددت على أنها "ليست مستعدة للإعلان عن هيكل رسمي جديد للمحادثات المستقبلية"، لكنها "تشعر بالثقة" في أن الجانبين سيكون لهما المزيد من "الاتصالات المتكررة والمنتظمة" التي ستحقق فوائد.
كما أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، زيارة إلى الصين في يونيو التقى خلالها بالرئيس الصيني.
وبحسب تلفزيون CGTN الرسمي الصيني "تم الاتفاق خلال الزيارة على الحفاظ على قنوات الاتصال على مستويات عالية".