بدأت جهود التحديث العسكري طويلة الأمد التي تبذلها الصين تؤتي ثمارها، إذ تجري مجموعة من التحديثات لسفنها وطائراتها الحربية وسط تصاعد التوتر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خاصة مضيق تايوان، بحسب وكالة "رويترز".
وعرضت الصين محرك مروحيات توربيني جديد بقدرة 1100 كيلووات في معرض للطائرات المروحية أقيم في تيانجين، الأسبوع الماضي.
ونقلت الوكالة، الخميس الماضي، عن خبير عسكري صيني لم تسمه قوله إن "هذا المحرك عالي القوة، الذي يظهر لأول مرة، سيكون مفتاح تطوير بكين لطائرات الهليكوبتر متوسطة وثقيلة الوزن".
وأشارت الوكالة، إلى أن بكين لا تزال متأخرة في تطوير طائرات المروحية الكبيرة التي يمكنها حمل المزيد من الأسلحة والبضائع، كما يمكنها أيضاً أن تلعب دوراً رئيسياً في نقل الأفراد والمعدات في سيناريوهات الصراع.
وأطلقت الصين نسخة أكبر وأكثر تقدماً من فرقاطاتها الأكبر في نهاية أغسطس الماضي، وفقاً لتقارير نشرتها وسائل إعلام حكومية صينية نقلت عن خبراء قولهم إن الفرقاطة الجديدة "تايب 054B" يمكن تجهيزها بنظام دفع كهربائي متكامل، ونظام رادار أكثر تقدماً مع قدرة رصد أفضل، ونظام طاقة مشترك يعمل بالديزل والغاز ما يجعل اكتشافها أكثر صعوبة.
وتزن الفرقاطة الجديدة حوالي 6 آلاف طن متري أي أثقل بنحو 2000 طن من الفرقاطة "تايب 054A" الحالية، وهي مُجهزة أيضاً بمدفع رئيسي عيار 100 ملليمتر، ليحل محل المدفع عيار 76 مللي الموجود في "تايب 054A"، وفقاً لوسائل الإعلام الصينية.
ويبلغ طول السفينة الجديدة حوالي 147 متراً وعرضها 18 متراً، بينما يصل طول السفينة "تايب 054A" إلى 134.1 متر وعرضها 15.2 متراً.
ومن المتوقع أن تسافر الفرقاطة "تايب 054B" بشكل أسرع وتذهب إلى مسافات أبعد كما أنه يصعب اكتشافها ما يجعلها أفضل في المهام المضادة للغواصات، ويمكن استخدامها لحراسة حاملات الطائرات.
وكان محللون غربيون، يرون أن الصين متأخرة في تطوير الأسلحة المضادة للغواصات، والتي تعتبر حيوية لحماية عمليات حاملات الطائرات بعيدة المدى، ولكن أحد التقارير الإعلامية نقل عن خبير عسكري صيني قوله، إن الفرقاطة الجديدة يمكن أن تكون بمثابة "مدمرة صغيرة".
ومن المقرر أن تخضع "تايب 054B" لتجارب بحرية بعد اكتمال بنائها، ويجري الآن تجهيز 2 منهما في أحواض بناء السفن في شنغهاي وقوانجتشو.
محرك أكثر قوة للمقاتلات الشبح
وتجري الصين اختبارات طيران على نطاق صغير لمقاتلتها الشبح J-20 بعد تجهيزها بمحركات WS-15 الجديدة، وذكرت وسائل الإعلام أن الطائرة حلقت في يوليو الماضي، باثنين من هذه المحركات محلية الصُنع.
ويهدف هذا المحرك الجديد، الذي يحل محل المحرك WS-10C الأقدم، إلى منح الطائرة J-20 قوة دفع أكبر وسرعة أعلى وقدرة على الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت ومدى أطول دون استخدام الحارقات اللاحقة التي تستهلك كمية كبيرة من الوقود، بحسب الوكالة.
ونقلت الوكالة عن تقرير إعلامي آخر أن ذلك ربما يجعل القواعد الأميركية في كوريا الجنوبية واليابان وجزيرة جوام في نطاق الطائرة J-20، متوقعةً أن يتبع الاختبارات الحالية إجراء اختبارات أوسع نطاقاً.
إعداد حاملات الطائرات للتجارب البحرية
بدأت الصين، المراحل النهائية من إعداد حاملة الطائرات (الثالثة في البحرية الصينية والأولى التي يتم تصنيعها محلياً) "فوجيان" لخوض التجارب البحرية، وهي خطوة رئيسية قبل أن تدخل السفينة الخدمة التشغيلية.
وتُظهر صور على الإنترنت للسفينة، وهي قيد الإنشاء أثناء رسوها في حوض بناء السفن في شنغهاي، أنها تعتمد على الإقلاع الكهرومغناطيسي عبر 3 منصات، وهي أكبر ميزة موجودة في الحاملة، وهو ما يشير إلى أنها ستنضم على الأرجح إلى بحرية الجيش الصيني في غضون عامين كما هو مقرر، حسبما ذكر تقرير إعلامي، الشهر الجاري.
وخضعت "فوجيان" لاختبارات الدفع وتجارب الإرساء هذا العام، وستكون الخطوة التالية هي الخضوع للتجارب البحرية.
وأشارت "رويترز"، إلى أن الجيوش الإقليمية تراقب عمليات حاملات الطائرات الصينية عن كثب، واعتبر بعض الملحقين العسكريين والمحللين أن الجيش الصيني لا يزال أمامه طريق طويل لإتقان العمليات المعقدة اللازمة لحماية السفن البعيدة عن الشاطئ.
تحديث محتمل للسفن الهجومية البرمائية
وأظهرت الصور المنشورة عبر الإنترنت وفي التقارير الإعلامية تحولات في عملية تصنيع السفينة الهجومية البرمائية الصينية "تايب 075".
وتمتلك الصين، 3 سفن من هذا النوع، والتي تعتبر ضرورية لأي هجوم محتمل على جزيرة تايوان التي تطالب بكين بالسيادة عليها، فيما ترفض الجزيرة مثل هذه الادعاءات.
وتشير عمليات التصنيع الجديدة، إلى أنه قد يتم تحديث السفينة الحربية باستخدام نظام دفع كهربائي متكامل، مثل الدفع الكهربائي الموجود في "فوجيان"، حسبما نقل تقرير إعلامي عن أحد الخبراء، ما يعزز قدراتها على الهجوم الجوي.