الاتحاد الأوروبي يسعى لإبرام "اتفاقات ملزمة" مع أميركا تحسباً لعودة ترمب

بروكسل تريد تحصين التكتل وحل النزاعات الجمركية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين خلال لقاء سابق على هامش منتدى دافوس بسويسرا. 21 يناير 2020 - Reuters
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين خلال لقاء سابق على هامش منتدى دافوس بسويسرا. 21 يناير 2020 - Reuters
دبي-الشرق

يسعى الاتحاد الأوروبي لتأمين التقدُّم الذي أحرزه في العلاقات مع الولايات المتحدة خلال فترة الرئيس الحالي جو بايدن، من خلال إبرام "اتفاقات ملزمة"، لتحصين كيانه من أي فوز محتمل للرئيس السابق دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ"، الجمعة.

وأفادت هذه المصادر المطلعة بأن مسؤولين من "المفوضية الأوروبية"، الذراع التنفيذية للاتحاد، أخبروا كبار المسؤولين التجاريين في الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي، الأسبوع الماضي، أنهم بحاجة إلى إبرام اتفاقيات "مضادَّة لترمب".

وقالت هذه المصادر إن ذلك "يعني التحرك بسرعة للتوصل إلى اتفاقيات ملزمة مع إدارة بايدن".  وأضافوا أنه تم إخبار الدول الأعضاء أيضاً بأن تكون واقعية بشأن مدى صعوبة المفاوضات إذا فشلت في التحرك بسرعة.

"صدمة" ترمب

يتفوق ترمب (77 عاماً) بشكل كبير على منافسيه في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، على الرغم من مشاكله القانونية المتزايدة.

 في المقابل، لا يزال الاتحاد الأوروبي يحاول إيجاد حل دائم للنزاع حول واردات الصلب والألومنيوم، الذي اندلع اثناء وجود ترمب في البيت الأبيض، بحسب "بلومبرغ". 

وهزَّت فترة ترمب التي دامت 4 سنوات أسس العلاقات عبر الأطلسي، حيث شكَّك الرئيس السابق في الضمانات الأمنية لأوروبا، وهاجم منظمة التجارة العالمية وانتقد بصورة منتظمة دولاً مثل ألمانيا، بدعوى أنها تخدع الولايات المتحدة.

وهدَّد ترمب بالانسحاب من "اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية"، قبل إعادة التفاوض بشأنها وإعادة تسميتها، كما فرض تعريفات جمركية عقابية على الصلب والألومنيوم.

وأدخل الرئيس السابق أيضاً سوق الأسهم الأميركية في حالة من الارتباك، بعد فرض رسوم على مليارات الدولارات من البضائع الصينية.

استعدادات أوروبية لعودة ترمب

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مقابلة مع "بلومبرغ" هذا الشهر، إنَّ "أموراً كثيرة كانت بمثابة صدمة كاملة"، مضيفة: "بالكاد يستطيع أي شخص في أوروبا تخيل أنه سيكون هناك رئيس أميركي يشكك في الناتو".

وشدَّدت بيريوك على أنَّ أوروبا يجب أن تكون مستعدة للعمل مع ترمب إذا فاز، لافتة إلى أنه سيكون من "السذاجة" عدم الاستعداد لمثل هذه النتيجة.

وتعد بيربوك من بين المسؤولين الأوروبيين الذين يسعون إلى ضمان عدم تورط الاتحاد الأوروبي مرة أخرى، إذا تمكن ترمب من استكمال عودته السياسية، وقد زارت تكساس هذا الشهر لبناء علاقات مع المسؤولين الجمهوريين.

وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي، إنَّ حكومات الكتلة الأخرى تتواصل أيضاً مع الحزب الجمهوري، وتحاول تحديد الأشخاص الذين قد ينتهي بهم الأمر إلى أن يكونوا مقربين من إدارة ترمب.

وكشف الدبلوماسي الأوروبي عن وجود مخاوف من أنَّ ولاية ترمب الثانية قد تكون أسوأ من الأولى، لأن الفوضى المتكررة التي شهدتها فترته الأولى قد تمنع الأشخاص المؤهلين تأهيلاً جيداً من الانضمام إلى الإدارة.

حل بعض الخلافات مع إدارة بايدن

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إنَّ "الرئيس جو بايدن ملتزم بتطوير اتفاقيات قوية ودائمة مع الشركاء الرئيسيين حول العالم".

وأضاف أنَّ "كل مبادرة والتزام لنا مع الاتحاد الأوروبي تم تصميمه ليكون مستداماً من حيث الشكل والمضمون".

ورغم أنَّ خطاب بايدن قد يكون أكثر تصالحية من خطاب ترمب، كما ساعد تحالفه مع الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا في إصلاح العلاقات عبر الأطلسي، إلا أنَّ مسؤولي الكتلة الأوروبية يدركون أنَّ سياسته التجارية لا تزال تشترك في الكثير مع نهج "أميركا أولاً" الذي تبناه سلفه الجمهوري، وفق "بلومبرغ".

وصُدِم الأوروبيون، على وجه الخصوص، من برنامج الدعم الذي أقرَّه بايدن بأكثر من 390 مليار دولار لدعم التكنولوجيا الخضراء، والذي يقدم حوافز للشركات لتحويل الاستثمار من أوروبا إلى الولايات المتحدة.

وقالت "بلومبرغ" إن هذه إحدى القضايا التي يريد الأوروبيون حلها قبل انتخابات العام المقبل.

حل النزاعات الجمركية

ونقلت "بلومبرغ" عن مصادر قولها إن المسؤولين الأوروبيين يسعون إلى "حل النزاعات بشأن كل من الرسوم الجمركية، على الصلب وبرنامج الدعم، عندما تزور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين البيت الأبيض في 20 أكتوبر".

ويقترب الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن المواد الخام المهمة، من شأنه أن يتيح للمصنعين الأوروبيين الاستفادة من بعض الإعفاءات الضريبية التي تقدمها الولايات المتحدة.

وتسعى المفوضية الأوروبية أيضاً للحصول على تنازلات بشأن قضايا تشمل الطاقات المتجددة، ومتطلبات التجميع المحلي للحصول على الدعم المقدم للسيارات الكهربائية.

وأثارت الكتلة الأوروبية أيضاً مخاوف بشأن الدعم المقدم لنقاط شحن السيارات الكهربائية، واشتراطات برنامج "اشتر ما هو أميركي" في مشاريع البنية التحتية، إذ تواجه الشركات الأوروبية خطر استبعادها من هذه المشاريع.

كما يستكشف كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتفاقيات جديدة بشأن سلاسل التوريد، أو الذكاء الاصطناعي، أو ضوابط التصدير أو المعايير في إطار مجلس التجارة والتكنولوجيا.

وخلال اجتماعهم في سرقسطة بإسبانيا الأسبوع الماضي، ناقش الجانب الأوروبي ضرورة إبرام أي اتفاقيات سياسية مع الولايات المتحدة بطريقة ملزمة لتجنب عودة الخلافات السابقة، وفقاً لأشخاص مطلعين على المناقشات.

تصنيفات

قصص قد تهمك