نائب جمهوري يتعهد بالإطاحة برئيس مجلس النواب.. ومكارثي: سأنجو

time reading iconدقائق القراءة - 9
يعود رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي إلى مكتبه بعد التصويت في الكونجرس. 30 سبتمبر 2023 - REUTERS
يعود رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي إلى مكتبه بعد التصويت في الكونجرس. 30 سبتمبر 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

أعلن النائب الجمهوري مات جايتز، أنه سيتحرك هذا الأسبوع للإطاحة برئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي من منصبه، متعهداً بتنفيذ تهديداته التي كررها على مدى الأسابيع الماضية، على خلفية عمل مكارثي مع الديمقراطيين من أجل تجنب إغلاق الحكومة، حسبما نقلت عنه صحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الأحد، إن إعلان النائب اليميني المتطرف مات جايتز جاء في اليوم التالي لتمكن مكارثي من التغلب على المعارضة الجمهورية لخطة الإنفاق المؤقتة في الولايات المتحدة، وتوجهه إلى الديمقراطيين لمساعدته في دفع التشريع عبر مجلس النواب لتجنب الإغلاق.

وكان مكارثي أكد في تصريحات، الأسبوع الماضي، أنه يدرك أنه يعرض منصبه للخطر من خلال جهوده التي أسفرت عن تجنب إغلاق الحكومة، متحدياً منتقديه أن يتخذوا أي خطوة ضده.

"قيادة جديدة موثوقة"

وفي مقابلة مع شبكة CNN، الأحد، قال جايتز إنه سيطرح قريباً إجراءً سيتم بموجبه إجراء تصويت سريع على ما إذا كان سيتم الإبقاء على رئيس مجلس النواب في منصبه، وأضاف: "أعتقد أننا بحاجة إلى التخلص منه، فنحن بحاجة إلى المضي قدماً بقيادة جديدة جديرة بالثقة".

وتجاهل مكارثي تهديدات جايتز، معتبراً أن "جهوده لإقالته ستفشل، وأن الدافع وراءها هو مجرد ضغينة تافهة وليست مشكلة جوهرية".

وأضاف في مقابلة مع CNN: "سأنجو، فأنتم تعلمون أن هذا أمر شخصي مع مات جايتز"، متهماً الأخير بأنه أراد الدفع إلى إغلاق الحكومة، وتابع: "إذا كان مستاءً لأنه حاول دفعنا إلى الإغلاق ولكني عملت من أجل التأكد من عدم الإغلاق، فلنخض هذه المعركة".

ولطالما هدد جايتز بإقالة مكارثي بسبب تراجعه عن العديد من الوعود التي قطعها للمتشددين الجمهوريين لكسب دعمهم ليصبح رئيساً للمجلس، بما في ذلك المطالبة بإجراء تخفيضات كبيرة في الإنفاق.

واتهم جايتز، رئيس مجلس النواب، بالكذب على أعضاء حزبه أثناء إجراء المفاوضات وبإبرام "صفقة سرية" مع الديمقراطيين بشأن تمويل أوكرانيا، وهو الأمر الذي يعارضه هو وعشرات الجمهوريين المحافظين الآخرين.

وأردف: "لا أحد يثق في مكارثي"، مشيراً إلى أن "الطريقة الوحيدة التي سيتمكن من خلالها بالبقاء رئيساً لمجلس النواب هي أن يتم إنقاذه من قبل الديمقراطيين".

وعلى الرغم من أن معظم الجمهوريين في مجلس النواب ما زالوا يدعمون إبقاء مكارثي رئيساً للمجلس، فإن خطط جايتز للإطاحة به تشكل تهديداً وجودياً لفترة ولايته بسبب الأغلبية الضئيلة التي يتمتع بها الحزب الجمهوري في المجلس، ففي حال صوَت الديمقراطيون ضد مكارثي، كما هو الحال دائماً عندما يتم انتخاب رئيس للمجلس من الحزب الآخر، فلن يحتاج النائب الجمهوري المتشدد سوى لعدد قليل من الجمهوريين للانضمام إليه لإقالته من منصبه.

"تلبية أهواء اليمين"

ولتجنب هذا المصير، سيتعين على بعض الديمقراطيين على الأقل إما التصويت لإبقاء مكارثي في منصبه، أو عدم التصويت، أو التصويت بالحضور فقط وليس بنعم أو لا، وهو الأمر الذي يخفض حجم الأغلبية ويجعل من السهل هزيمة اقتراح جايتز.

ومع ذلك، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان الديمقراطيون سيساعدون مكارثي في ذلك، خاصةً بالنظر إلى إعلانه مؤخراً أنه سيفتح تحقيقاً لعزل الرئيس الأميركي جو بايدن "على الرغم من عدم وجود أي دليل على ارتكابه مخالفات".

 كما يعتبر معظم الديمقراطيين أن رئيس مجلس النواب شخصية غير جديرة بالثقة، لأنه قضى أشهراً في تلبية أهواء جناحه اليميني، ولم يلجأ إليهم إلا عندما أصبح وحيداً، إذ فعل ذلك في الربيع الماضي لتجنب التخلف عن سداد الديون الفيدرالية، وكذلك السبت الماضي، خلال الساعات الأخيرة من السنة المالية لتجنب إغلاق الحكومة.

وقالت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز: "أعتقد أن الأمر متروك للجمهوريين لتحديد قيادتهم والتعامل مع مشاكلهم الخاصة، ولكن مسألة إنقاذهم هذه لا تعود للديمقراطيين".

وأضافت أوكاسيو كورتيز أنها ستصوت "بالتأكيد" للإطاحة بمكارثي، واصفة إياه بأنه "زعيم ضعيف فقد السيطرة على الجمهوريين في المجلس"، وأعربت عن شكوكها في أنه يمكن أن يقدم للديمقراطيين أي شيء من أجل الحصول على مساعدتهم، قائلة: "لا أعتقد أننا نتخلى عن الأصوات بلا مقابل". 

بايدن: لا صوت لي

وعندما سُئل الرئيس جو بايدن عما إذا كان ينبغي للديمقراطيين المساعدة في حماية مكارثي، رفض إعطاء إجابة، قائلاً: "ليس لدي حق التصويت، في هذا الشأن، ولذا سأترك هذا الأمر لقيادة مجلسي النواب والشيوخ".

وفي مقابلته مع CNN، أشار مكارثي إلى أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز لم يوضح إذا ما كان سيصوت على الاقتراح بعزله أم لا، كما أنه من غير الواضح أيضاً عدد الجمهوريين الذين قد يستطيع جايتز حشدهم للتصويت ضد رئيس مجلس النواب خلال الأيام القليلة المقبلة.

وذكر النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا بايرون دونالدز، وهو أحد منتقدي مكارثي ولكنه اشتبك مع جايتز في الأسابيع الأخيرة، خلال مقابلة مع برنامج "فوكس نيوز صنداي"، إنه لم يقرر كيف سيصوت على اقتراح عزل مكارثي، ولكنه يرى أنه في ورطة.

ومع ذلك، أعرب جايتز عن ثقته في أنه حتى لو فشلت محاولته الأولية هذا الأسبوع فإنه سيتمكن في النهاية من حشد عدد كافٍ من الأصوات من قبل الديمقراطيين والجمهوريين للإطاحة بمكارثي من منصبه.

وخلال مقابلة تليفزيونية مع شبكة ABC قال جايتز: "قد لا أتمكن من الإطاحة به في المرة الأولى، ولكني سأتمكن من ذلك فيما بعد"، مضيفاً: "سأعمل بلا هوادة، وسأواصل السعي لتحقيق هذا الهدف".

لكن جايتز لم يحدد الشخص الذي يود أن يخلف مكارثي كرئيس لمجلس النواب في حال تم عزله، مشيراً إلى أنه "سيكون من الظلم الحديث عن هذا الأمر، بينما يتلقى ثاني أقدم عضو جمهوري في المجلس النائب ستيف سكاليس العلاج من السرطان"، في إشارة لعدم تمكن سكاليس من خوض المنافسة على المنصب نظراً لمرضه.

ويترك هذا الأمر الباب مفتوحاً أمام احتمال بقاء المنصب الأعلى في مجلس النواب شاغراً لبعض الوقت في حال تم إجبار مكارثي على التنحي وعدم تمكن أي شخص آخر من حشد الأصوات ليحل محله.

وأثار هذا الوضع غضب الجمهوريين، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في المناطق التي تشهد تنافساً سياسياً والذين جاهدوا من أجل إبعاد أنفسهم عن اليمين المتطرف داخل حزبهم، إذ اتهم النائب الجمهوري مايك لولر، جايتز بأنه "شخص مخادع"، قائلاً في مقابلة على قناة ABC تم بثها بعد ظهور الأخير مباشرةً، إن جايتز "خرق الثقة مع الحزب الجمهوري وقواعده من خلال المضي قدماً في اقتراح الإقالة وذلك لأن أغلبية الجمهوريين في المجلس لا يشاركونه عداءه لمكارثي"، معتبراً أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تقويض كل العمل الذي قام به الجمهوريون لتعزيز أجندتهم السياسية المحافظة.

وأضاف: "كل هذا العمل سيتم إحباطه من قبل شخص واحد يريد تقديم اقتراح بعزل مكارثي لأسباب شخصية وسياسية، ولكن يتعين علينا أن نعمل معاً كفريق واحد".

تصنيفات

قصص قد تهمك