"شراكة بلا حدود".. بوتين يصل الصين للمشاركة في منتدى "الحزام والطريق"

الحرب في غزة على طاولة مباحثات الرئيسين الصيني والروسي

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصل العاصمة الصينية بكين للمشاركة في منتدى "الحزام والطريق". 17 أكتوبر 2023 - Reuters
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصل العاصمة الصينية بكين للمشاركة في منتدى "الحزام والطريق". 17 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي/ بكين -الشرقرويترز

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين، الثلاثاء، في زيارة تهدف إلى التأكيد على "رؤية مشتركة لنظام عالمي جديد لا تهيمن عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها"، حسبما وصفت شبكة CNN الأميركية.

وكان في استقبال الرئيس الروسي، وزير التجارة الصيني وانج ون تاو، في حين ذكرت وسائل إعلام روسية، أن بوتين سيحضر حفل الاستقبال الرسمي لمنتدى "الحزام والطريق"، وسيلتقي قادة فيتنام وتايلندا ومنغوليا ولاوس، الثلاثاء.

وتهدف الزيارة، لاستعراض ثقة وشراكة "بلا حدود" بين الصين وروسيا، بينما أعلن الكرملين، أن الرئيس الروسي قد يستعرض مع نظيره الصيني شي جين بينج تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وتطورات حرب إسرائيل على القطاع، خاصة بعدما انتقدت الدولتان موقف تل أبيب، ودعتا إلى وقف إطلاق النار.

ويجتمع بوتين الذي وصل بكين كضيف شرف في منتدى "الحزام والطريق" الثالث، مع نظيره الصيني، هذا الأسبوع، بينما يتوقع أن يبحث الجانبان تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومن المتوقع أن يحضر رؤساء دول، ووفود من أكثر من 140 دولة، الحدث الدبلوماسي الصيني التاريخي الذي يستمر يومين، ويتزامن مع مرور 10 سنوات على بدء حملة شي جين بينج، لتمويل البنية التحتية العالمية.

رحلة نادرة

ونادراً ما يقوم الرئيس الروسي بوتين، منذ انطلاق غزو أوكرانيا في فبراير 2022 أن بدأ غزواً ضد أوكرانيا، العام الماضي، بجولات خارجية، ويرى الخبراء أنه "غير راغب في السفر إلى أي مكان يشعر فيه بأن أمنه الشخصي لا يمكن ضمانه بشكل كامل".

وكانت أول رحلة معروفة لبوتين، في العام الجاري، بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، إلى قرجيزستان، بينما كانت آخر زيارة قام بها بوتين لبكين، لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير 2022، قبل أيام من انطلاق غزو أوكرانيا.

وتلزم مذكرة الاعتقال، التي صدرت في مارس الماضي، الدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 123 دولة باعتقال بوتين ونقله إلى لاهاي لمحاكمته إذا دخل أراضيها. ومع ذلك، فإن الصين ليست طرفاً في نظام روما الأساسي الذي أدى إلى إنشاء المحكمة الجنائية الدولية عام 2002.

ورفض الكرملين قرار الاعتقال، ووصفه بأنه "باطل"، لأن روسيا ليست طرفاً في المحكمة الجنائية الدولية، لذلك لم يتضح ما إذا كان يمكن تسليم بوتين أو كيف يمكن تسليمه.

لكن على الرغم من الظروف المتغيرة التي يعيشها بوتين منذ آخر زيارة إلى بكين، إلا أن الزعيمين أصبحا متفقين بشكل متزايد على تقديم رؤية عالمية بديلة لتلك التي يقدمها الغرب.

وحضر بوتين أول منتديين للحزام والطريق في الصين عامي 2017 و2019.

ويسعى شي وبوتين إلى كسب تأييد المزيد من الدول في جهودهما الرامية إلى تغيير توازن القوى العالمي، وفي مقابلة مع الإذاعة الرسمية الصينية قبل الحدث، أغدق بوتين الثناء على شي، واصفاً الرئيس الصيني بأنه "ثابت وهادئ وعملي وموثوق"، وأشاد بـ"نهجه الفريد في التعامل مع الدول الأخرى".

والتقى الزعيمان، اللذان يشيران في كثير من الأحيان إلى صداقتهما الوثيقة، 40 مرة في العقد الماضي، بما في ذلك مرتين منذ بداية غزو أوكرانيا، وخلال اجتماعهما السابق في بكين، أصدر شي وبوتين بياناً مشتركاً أعلنا فيه عن شراكة "بلا حدود" وأكدا اصطفافهما العميق ضد الغرب.

وقال أليكس جابويف، مدير مركز "كارنيجي" للأبحاث في برلين: "تحاول الصين خطابياً ورمزياً وضع مسافة معينة بين روسيا عندما يتعلق الأمر بالتحدث إلى الجماهير الغربية، لكن حتى لو لم يطلق عليها رسمياً اسم شراكة بلا حدود، أصبحت العلاقة بين الدولتين من الناحية الحقيقية، أكثر صلابة وقوة وعمقاً".

علاقات متنامية

ووضع الغزو الروسي لأوكرانيا العلاقة المتنامية بين الصين وروسيا على المحك بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث، ما وضع بكين تحت رقابة شديدة من الدول الغربية؛ بسبب علاقاتها الوثيقة مع جارتها، وأثار تساؤلات حول ما إذا كان شي لديه معرفة مسبقة بخطة بوتين.

ومنذ ذلك الحين، ادعت بكين الحياد في الصراع، ودعت إلى السلام، وكثفت في الأشهر الأخيرة جهودها لكي يُنظر إليها على أنها "وسيط سلام محتمل"، حيث أدت المخاوف بشأن علاقاتها الوثيقة مع روسيا إلى زيادة توتر علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة.

لكن ثاني أكبر اقتصاد في العالم أصبح أيضاً شريان حياة رئيسي لروسيا التي ترزح تحت وطأة العقوبات، والتي تعتمد عليه الآن في شراء السلع والطاقة، وقد عمقت الدولتان تفاعلاتهما عبر مجموعة من المجالات منذ بداية الغزو.

والعام الماضي، شهد البلدان تجارة قياسية، استمرت في النمو في عام 2023، إذ يرى الخبراء أن البلدين قاما بتوسيع التعاون الأمني ​​من خلال المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة والحوار الرسمي القوي، واستمرا في تعميق العلاقات الدبلوماسية بما في ذلك علاقات بوتين وشي. 

تصنيفات

قصص قد تهمك