حض السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، الأحد، على استخدام المساعدات الأميركية المقدمة لإسرائيل كوسيلة ضغط لإجبارها على تغيير استراتيجيتها العسكرية في غزة، ودعا إلى تبني "حل الدولتين" للأزمة الجارية المستعصية، وذلك خلال مقابلة أجراها مع شبكة CNN الأميركية.
وقال ساندرز، إن "المهمة الفورية الآن هي إنهاء القصف، ووقف الكارثة الإنسانية المروعة"، لافتاً إلى ضرورة "المضي قدماً مع العالم بأسره من أجل حل الدولتين لإعطاء الشعب الفلسطيني الأمل".
وعندما سُئل عن حزمة مساعدات محتملة لإسرائيل سينظر فيها مجلس الشيوخ، أوضح ساندرز "إذا كانوا يريدون هذه الأموال، فعليهم تغيير استراتيجيتهم العسكرية".
وأدان ساندرز كلاً من حركة "حماس" وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه لم يحدد كيفية المضي قدماً دون "حماس" أو نتنياهو أو الحرب.
ولفت إلى أن "إسرائيل بحاجة إلى ملاحقة حماس، لكن دون قتل الرجال والنساء والأطفال الأبرياء"، معرباً عن تأييده لتصريحات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الأخيرة بشأن الوضع في الشرق الأوسط، معتبراً أن الرئيس السابق كان محقاً حينما قال إن "القضية معقدة للغاية".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، خلال وقت سابق الأحد، أن حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على القطاع وصلت إلى 9770 فلسطينياً، بينهم 4008 أطفال.
ورفض السيناتور الأميركي تأييد أو إدانة انتقادات النائبة الديمقراطية ذات الأصول الفلسطينية، رشيدة طالب، للرئيس الأميركي جو بايدن، والتي اتهمته فيها بـ"دعم الإبادة الجماعية"، قائلاً "إذا كان أي شخص يعتقد أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كان سيكون أفضل من بايدن في هذه القضية أو أي قضية أخرى، فأعتقد أنه مخطئ بشدة".
وفي عام 2021 خلال توترات بين إسرائيل وفصائل فلسطينية، طالب ساندرز إدارة الرئيس جو بايدن باتباع "نهج منصف" إزاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، معتبراً أن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تكون قائدة العالم بتوحيد الشعوب، وليس "توريد أسلحة لقتل الأطفال في غزة"، على حد تعبيره.
وقال السيناتور المستقل المولود في أسرة يهودية، والذي كان رئيساً للجنة الموازنة بمجلس الشيوخ الأميركي آنذاك، إن "ما يحدث في غزة لا يمكن تحمله. عندما يكون لديك 70% من الشباب عاطلون عن العمل، عندما لا يستطيع الناس مغادرة مجتمعهم المحلي، وعندما تُدمر المستشفيات ومحطات الصرف الصحي. هذا لا يمكن تحمله. ومهمة الولايات المتحدة هي توحيد الشعوب. وهذا ما يتعين علينا أن نحاول فعله".
ردع إيران
في مقابل ذلك، كان عضوا مجلس الشيوخ اللذان تبعا ساندرز في الحديث إلى الشبكة الإخبارية الأميركية أكثر دعماً لإسرائيل، وتحدثا عن "أولوية تشريعية مختلفة"، تتمثل في قرار يستهدف ردع هجمات "حزب الله" اللبناني على إسرائيل من خلال تهديد إيران.
وأوضح السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام تفاصيل القرار الذي سيُقَدَّم، قائلاً إنه "ينص بشكل أساسي على ضرب إيران في حال توسعت الحرب، وإذا فتح حزب الله جبهة ثانية في الشمال ضد إسرائيل بطريقة جوهرية تمكنه من التغلب على القبة الحديدية".
ورفض جراهام الانتقادات الموجهة لإسرائيل بسبب إدارتها للحرب، وشبهها بالطريقة التي أدارت بها الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية بعد تعرضها لهجوم من اليابان، مضيفاً أن "الشيء الوحيد الذي أريد أن أقوله بالتأكيد هو أن إسرائيل ليست متورطة في إبادة جماعية".
وعن مشروع القرار الذي يستهدف إيران، قال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال "صحيح أنه عدواني، لكنه ضروري للغاية".
وشجع بلومنثال على وقف القتال لأسباب إنسانية، مشيراً إلى الحاجة إلى مساعدة سكان غزة، وإطلاق سراح أكثر من 200 أسير إسرائيلي.
وأودى القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بحياة أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، بينهم أكثر 4 آلاف طفل، وسط دعوات عربية لوقف فوري لإطلاق النار في القطاع، بينما ترفض الولايات المتحدة ذلك، وتصر على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" منذ هجوم حركة "حماس" على مدن وبلدات ومراكز عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي، بحسب الأرقام الإسرائيلية.