العملية الإسرائيلية في خان يونس تضع واشنطن وتل أبيب في مسار تصادمي

بلينكن يبلغ المسؤولين الإسرائيليين بأن الحرب يجب أن تنتهي خلال أسابيع وليس أشهر

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبي-الشرق

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن العملية العسكرية الإسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة، تضع إسرائيل على مسار تصادمي مع الإدارة الأميركية، التي دعت إسرائيل إلى تقليل الضحايا المدنيين، وتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع، والتقيد بهدف أكثر محدودية للحرب يتمثل في "الإطاحة بحركة حماس من السلطة في القطاع".

وباتت خان يونس التي كانت موطناً لـ400 ألف نسمة قبل الحرب، مكتظة مع تضاعف هذا الرقم على أقل تقدير، بعدما فر سكان شمال غزة المدمر إلى الجنوب. وكثفت إسرائيل منذ انتهاء الهدنة الجمعة الماضية، من حملة القصف الجوي على المدينة وجنوب غزة بشكل عام، وبدأت عملية برية كبيرة، وحاصرتها بعشرات الدبابات والآليات، وأمرت السكان بمغادرتها، لتبدأ رحلة نزوح جديدة لسكان غزة الذين نزح بعضهم أكثر من 4 مرات بالفعل.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستقرر مواصلة شن حرب تقليدية ضد الجنوب تستخدم فيها الضربات الجوية، والقوات البرية، والمدفعية التي "شلت قدرة حماس على القتال"، وأوقعت ضحايا بين المدنيين، أو أن تبدأ في الانتقال إلى عملية محدودة تقودها قوات خاصة لاستهداف "خلايا حماس"، في مواجهة تستمر لسنوات، وتتطلب دعماً أميركياً، وحضوراً طويل الأمد في القطاع سينظر إليه على أنه "احتلال".

بلينكن لإسرائيل: الحرب يجب أن تنتهي في أسابيع

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ المسؤولين الإسرائيليين في حكومة الحرب خلال زيارته إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، بأن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن النزاع يجب أن ينتهي خلال أسابيع، وليس أشهر، وفقاً لمسؤولين مطلعين على المناقشات.

ولم يقدم المسؤولين الإسرائيليين أي ضمانات لذلك، ولكنهم أعربوا عن رغبتهم في "العودة إلى الأوضاع الطبيعية"، حتى لا تتعرض البلد إلى "ضربة اقتصادية"، وفقاً لما قاله المسؤولون المطلعون على مناقشات بلينكن في إسرائيل.

وقال مسؤول أميركي للصحيفة: "نعرف جميعنا أنه كلما طالت الحرب، كلما صعبت الأمور على الجميع".

بلينكن يحذر ولا يضع عواقب لإسرائيل

وأشار مسؤولون إلى أن بلينكن أبلغ المسؤولين الإسرائيليين بأن الحصيلة المرتفعة للضحايا المدنيين والناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على شمال غزة "يجب ألا تتكرر في الجنوب"، ورغم ذلك، فإن المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة، قالوا إن بلينكن لم يوضح أي عواقب لذلك.

ولفت المسؤولون إلى أن حجب المساعدات الأميركية لإسرائيل واحتمال فرض عقوبات، "ليس على الطاولة بعد".

وقال المسؤولون الأميركيون إنهم يأملون في أن تقنع "حملة الضغوط"، الإسرائيليين بأن هدف تقليل الضحايا المدنيين "أمر حتمي".

وأشار المسؤولون في هذا السياق، إلى رفض نتنياهو المبدئي لدخول أي مساعدات إلى غزة، قبل أن يسمح بذلك، كعلامة على "نجاح الضغوط الأميركية".

انقسام إسرائيلي أميركي

واستخدمت الولايات المتحدة وإسرائيل خطابات مختلفة بشأن أهداف الحرب، مع تركيز واشنطن على إنهاء حكم حركة حماس للقطاع، فيما تحدث مسؤولون إسرائيليون بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن "القضاء على الحركة"، وهو ما تراه واشنطن مستحيلاً.

وهناك اختلاف أيضاً بين مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل، بشأن كمية المساعدات التي تدخل إلى غزة، ومتى تُسْتَأْنَف مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين في غزة، ومن بينهم 8 أميركيين إسرائيليين. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن أهدافهم لا تزال تتوافق مع الولايات المتحدة، "حتى وإن اختلفت الرسالة".

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الضغوط السياسية الداخلية التي باتت تلوح فوق بايدن، الذي يتوجه إلى عام انتخابي، وضعت حداً زمنياً للدعم الأميركي النشط لمجهود إسرائيل الحربي.

وأضر دعم بايدن لإسرائيل، بنسب تأييد الجناح الديمقراطي اليساري للرئيس، وفق ما أظهرت استطلاعات الرأي، فيما تتصدر صور الأطفال المتوفين، والمدنيين الأبرياء الصفحات الأولى للصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقتلت إسرائيل ما يزيد على 16 ألفاً من سكان القطاع، أغلبهم من النساء والأطفال منذ بدء حربها على غزة في 7 أكتوبر الماضي.

الخلافات تظهر إلى العلن

وتنامى ظهور المخاوف الأميركية إلى العلن بشأن الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل عملياتها، ووصفها لأهداف الحرب، ففيما وضع المسؤولون الأميركيون خطواتهم بالتوافق مع الخطوات الإسرائيلية بشأن النزاع في بدايته، إلا أن هناك علامات على أن صبر المسؤولين الأميركيين على المقاربة الإسرائيلية الحالية "بات ينفد".

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى قول وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن السبت الماضي: "أوضحت مراراً للقادة في إسرائيل أن حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة، مسؤولية أخلاقية، وحتمية استراتيجية".

وأضاف: "دفعت المسؤولين الإسرائيليين شخصياً إلى تجنب سقوط ضحايا مدنيين، والابتعاد عن التصريحات غير المسؤولة، ووقف عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وزيادة وصول المساعدات بشكل كبير إلى القطاع".

جنرال إسرائيلي: انتقادات واشنطن غير مثمرة

وقال الجنرال ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جيورا إيلاند إن المطالب الأميركية بشأن المساعدات، والاعتراضات بشأن الإخلاء الجماعي للمناطق المدنية "أمر غير مثمر".

وأضاف: "نحن نحارب بيد مقيدة خلف ظهورنا، لأننا يفترض أن نعتني بالسكان في غزة"، وعن الإدارة الأميركية قال: "يساعدوننا بيد، وباليد الأخرى يساعدون حماس"، على حد قوله.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الكولونيل ريتشارد هيشت إن إسرائيل "لا نية لديها في التوقف، حتى تحقق أهداف الحرب".

وأضاف: "قد يستغرق هذا الأمر وقتاً، وقد تكون هناك مراحل لهذا، ولكن إسرائيل لن تتوقف مهما طال الأمر".

خلافات بشأن الرد على الحوثيين

وتنقسم الرؤى الأميركية الإسرائيلية، بشأن الرد على هجمات جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، والتي أطلقت صواريخ بالستية ومسيرات على إسرائيل خلال الأسابيع الماضية.

وأسقطت إسرائيل والولايات المتحدة معظم التهديدات الجوية، ولكن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأن تدع الجيش الأميركي يرد على الحوثيين، بدلاً من المخاطرة برد إسرائيلي "يهدد بتوسيع النزاع"، وفق مسؤولين أميركيين وحكوميين.

تصنيفات

قصص قد تهمك