دعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الثلاثاء، إلى "حل دولي" لمواجهة الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية على "حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن".
وقال المتحدث باسم البنتاجون الميجر جنرال باتريك رايدر في مؤتمر صحافي "أفعال الحوثيين التي رأيناها تزعزع الاستقرار، إنها خطيرة، ومن الواضح أنها انتهاك سافر للقانون الدولي"، معتبراً أن الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون على ناقلة تجارية نرويجية من شأنه "زعزعة الاستقرار في المنطقة".
وكانت جماعة الحوثي أعلنت في وقت سابق، الثلاثاء، أنها نفذت عملية عسكرية ضد ناقلة تجارية نرويجية، كانت متجهة إلى إسرائيل، بعد رفض طاقمها جميع النداءات التحذيرية، معتبراً أن ذلك يأتي دعماً للشعب الفلسطيني في غزة "الذي يتعرض في هذه الأثناء للقتل والتدمير والحصار".
وقال المتحدث باسم البنتاجون أن هجمات الحوثيين "مشكلة دولية تتطلب حلاً دولياً"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة "تواصل التشاور الوثيق مع حلفائها في الأمم المتحدة، والشركاء الدوليون بشأن وضع قوة عمل بحرية".
وأشار الميجر جنرال باتريك رايدر إلى أن القوات الأميركية "تواصل القيام بدوريات في الممرات المائية الدولية في جميع أنحاء المنطقة"، لدعم ما وصفها بـ"حرية الملاحة والجهود المبذولة لضمان السلامة والأمن والاستقرار".
وأضاف: "دعماً لهذه الأهداف، سيسافر الوزير أوستن إلى منطقة الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، للقاء مسؤولين في البحرين وقطر وإسرائيل".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أيضاً: "أثبتنا في الماضي أن الجيش الأميركي لن يتردد في اتخاذ الإجراءات التي نراها ضرورية ومناسبة، بما في ذلك مواجهة أي أفعال في البحر يمكن أن تهدد قواتنا".
"تهديد الحركة الملاحية لإسرائيل"
من جانبه، قال ميناء أسدود الإسرائيلي، الثلاثاء، إن الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على السفن التجارية تمثل تهديداً لطرق الشحن العالمية وحركة النقل البحري إلى إسرائيل.
وأشار الميناء في بيان: "نؤكد أننا نبذل قصارى جهدنا من أجل.. الحفاظ على الطرق مفتوحة إلى إسرائيل رغم تحديات الحرب".
وتعتمد إسرائيل على حركة الملاحة البحرية في وارداتها وصادراتها. وميناء أسدود في الجنوب وحيفا في الشمال هما أكبر ميناءين في إسرائيل، في حين أن ميناء عسقلان الأصغر والأقرب إلى غزة مغلق في الوقت الحالي بسبب الحرب.
وقالت شركة "موينكل كيميكال تانكرز" النرويجية المالكة للناقلة ستريندا التي هاجمها الحوثيون، الثلاثاء، إنه على الرغم من عدم وجود صلة إسرائيلية بملكية الناقلة أو إدارتها، فإن الناقلة "رُشحت بصورة مبدئية" من قبل مؤجريها لنقل بضائع من أسدود في يناير الماضي.
وأضافت: "بناء على توصية مستشارينا الأمنيين، تقرر حجب هذه المعلومات حتى تصبح الناقلة وطاقمها في المياه الآمنة".
قوة دولية لصد هجمات الحوثيين
وكشف تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تسعى إلى حث حلفائها على توسيع عمليات قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية عقب هجمات الحوثيين، لا سيما التي تمر قرب اليمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يرى أن الخطوة الأميركية هذه تعد رداً طبيعياً بعد إطلاق جماعة الحوثي اليمنية صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه العديد من السفن، واختطافها سفينة خلال الأسابيع الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن "خطة إدارة بايدن تتمثل في توسيع عمليات (قوة المهام المشتركة 153)"، وهي وحدة عسكرية يتركز عملها على البحر الأحمر وخليج عدن، وتعد جزءاً من القوات البحرية المشتركة، وتضم 39 دولة عضواً، ومقرها البحرين.
ويتولى قيادة فرقة العمل المشتركة ضابط في البحرية الأميركية، لكن القيادة تتغير، وعادةً ما تقدم الوحدة تقاريرها إلى قائد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية نائب الأدميرال براد كوبر.
وذكر مسؤول دفاعي أميركي مطلع، لم تكشف عن هويته، أن "العديد من الدول لديها مصلحة في منع تعطيل عمليات الشحن التجاري عبر هذا الجزء من العالم"، وهي النقطة التي أكدها مسؤولو الإدارة للدول الأخرى أثناء المحادثات.
ووصف المسؤول الدفاعي الجهود التي تُبْذَل من أجل توسيع عمليات فرقة العمل المشتركة بأنها "طموحة" في الغالب، لكن ليس هناك جدول زمني واضح حتى الآن لبدء عملها على حل المشكلة، لأن الحلفاء والشركاء يعملون على تقييم كيفية مشاركتهم، إلا أن المسؤول الأميركي الكبير شكك في الأمر، قائلاً إن "المحادثات تتم بشكل نشط".
وذكر الأسد أن الحوثيين يوجهون أيضاً بهذه الهجمات رسالة إلى الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا، وقال "البحر الأحمر سيكون وضعه خطيراً جداً حال استمرت استفزازات هذه الدول الثلاث فيه".
وأضاف "أجدى بالدول الثلاث أن تبحث عن مسار أو أن تضغط على الكيان الإسرائيلي، أو أن توقف كذلك دعمها له، حتى يوقف عدوانه عن أهلنا في غزة. لا يوجد سبيل غير هذا، أما مسار التصعيد، فلن يأتي إلا بتصعيد أكبر، وربما يتأثر الجميع من هذا المسار، وستتحمل تبعاته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وكل من يدخل في إطار هذا التحالف".
وحذر قائلاً "لدينا القدرة على إيقاف الملاحة الدولية إذا تم استهداف بلدنا وشعبنا، وعلى أميركا تحمل تبعات أي تصعيد".
بلينكن يترك الباب مفتوحاً أمام خيار "الرد العسكري"
والأحد الماضي، ترك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الباب مفتوحاً أمام إمكانية الرد عسكرياً على هجمات الحوثيين، حيث لم يستبعد هذا الخيار مشيراً إلى أن واشنطن "ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية جنودها ومواطنيها وكذلك النقل البحري".
وقال بلينكن خلال مقابلة مع قناة ABC News، إن سفن دول عدة مُهددة بالهجمات التي يشنها "الحوثيون" في البحر الأحمر، معتبراً أن التهديد لا ينحصر على إسرائيل وواشنطن فقط، في الوقت الذي تقول فيه جماعة "الحوثي" إن السفن المتجهة إلى إسرائيل ستصبح "هدفاً مشروعاً" لها، وذلك في إطار دعمها لغزة.
وحذّر الوزير الأميركي من أن الهجمات الصاروخية على السفن التجارية في البحر الأحمر من قِبل "الحوثيين"، باتت تشكل تهديداً كبيراً ليس فقط لإسرائيل، والولايات المتحدة بل لعشرات الدول التي تعتمد على هذا الممر المائي الدولي لنقل البضائع بشكل يومي ما يعني أن سفن دول عديدة أصبحت معرضة لخطر "الهجمات الحوثية".
وهاجم الحوثيون، واستولوا على سفن عدّة مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ممر بحري يمر عبره جزء مهم من النفط العالمي والتجارة الدولية.