قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي، السبت، إن تحقيقاً مبدئياً خلص إلى أن الرهائن الثلاثة الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية عن طريق الخطأ في غزة كانوا يرفعون راية بيضاء.
وأضاف المسؤول أن الواقعة حدثت في منطقة قتال عنيف حيث يظهر "مقاتلو حماس بالزي المدني، ويستخدمون أساليب خداعية"، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن جندياً شاهد الرهائن الذين تراوح أعمارهم بين 25 و28 عاماً، يظهرون على بعد عشرات الأمتار من القوات الإسرائيلية في منطقة الشجاعية.
وتابع المسؤول العسكري: "كانوا جميعاً بلا قمصان، ومعهم عصا عليها قطعة قماش بيضاء"، موضحاً: "شعر الجندي بالتهديد، وفتح النار وأعلن أنهم إرهابيون، ففتحت (القوات) النار وقتل اثنان منهم على الفور".
وقال المسؤول إن الرهينة الثالثة أصيب وتراجع إلى مبنى مجاور، حيث طلب المساعدة باللغة العبرية.
وأردف "على الفور أصدر قائد الكتيبة أمراً بوقف إطلاق النار، لكن مرة أخرى حدث إطلاق نار آخر باتجاه الشخص الثالث ومات أيضاً... كان هذا مخالفاً لقواعد الاشتباك الخاصة بنا".
وبهذا، يرتفع عدد المحتجزين الذين أكد الجيش الإسرائيلي سقوطهم في غزة إلى 22 من أصل نحو 250 شخصاً.
وقال الجيش الجمعة، إن الرهائن الثلاثة هم يوتام حاييم وألون شامريز، من تجمع كفار عزة السكني، وسامر الطلالقة، من تجمع نير عام، وجميعهم احتجزتهم حماس منذ 7 أكتوبر.
ورجح المسؤول أن يكون الرهائن قد تمكنوا من الفرار، أو قد جرى التخلي عنهم من قبل مختطفيهم.
ونقلت قناة "CNN" عن مسؤول إسرائيلي قوله: "على بعد مئات الأمتار من هذا الموقع، كانت هنالك بناية تحمل علامة SOS (طلب النجدة)"، مشيراً إلى أن البحث جار لمعرفة إذا كانت هنالك علاقة بين هذا المبنى والرهائن.
في المقابل، قال المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس "أبو عبيدة"، في بيان السبت، إن "إسرائيل تفضل قتل أسراها الجنود على إطلاق سراحهم".
نتنياهو: مأساة لا تحتمل
وكان الجيش الإسرائيلي قال إنه "خلال القتال في الشجاعية، حدد الجيش عن طريق الخطأ ثلاث رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديداً. نتيجة لذلك، أطلقت القوات النار عليهم وقتلوا"، معرباً عن "الندم العميق على الحادث المأساوي".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يأسف "لمأساة لا تحتمل" بعد سقوط ثلاث رهائن إسرائيليين في قطاع غزة الجمعة "عن طريق الخطأ" بعد اعتقاد القوات الإسرائيلية أنهم يشكلون "تهديداً".
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، عبر منصة "X": "الخطأ مؤلم.. ولكن يجب أن نتحلى بالصبر، ونواصل العمل من أجل محتجزينا وجنودنا ومواطنينا..".
وقال البيت الأبيض، الجمعة، إن سقوط ثلاث رهائن إسرائيليين في قطاع غزة على أيدي جنود إسرائيليين كان "خطأ مأسوياً".
وأضاف الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي: "ليس لدينا رؤية كاملة حول الطريقة التي سارت بها تلك العملية بالضبط، وكيف ارتكب هذا الخطأ المأساوي".
ضغوط متزايدة
وأشارت قناة CNN الأميركية إلى أن عائلات المحتجزين الثلاثة كانت تتحدث بشكل دوري إلى الإعلام الإسرائيلي، للضغط على حكومة نتنياهو لبذل المزيد من الجهود بهدف تحرير الرهائن المتبقين لدى حركة حماس.
وقال آفي شيمريز، والد أحد الرهائن القتلى، في مقابلة سابقة مع القناة 12 العبرية "خلال اليوم، أكون مشغولاً بالتواصل والعلاقات العامة، وفي الليل، أعبر عن حزني" ويضيف "زوجتي تجلس وتبكي أغلب الوقت".
وتقطن عائلة شيمريز في كيبوتس كفر عزة، حيث تم اختطاف ألون شيمريز يوم 7 أكتوبر.
وتتنامى الضغوط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين في غزة، خصوصاً بعد انتهاء الهدنة القصيرة التي مكنت من إطلاق سراح أكثر من 100 إسرائيلي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن الجيش سقوط خمسة إسرائيليين كانوا محتجزين لدى "حماس" داخل قطاع غزة بعد العثور على جثثهم من طرف الجنود الإسرائيليين.