إسرائيل "تستعد" وحزب الله "لا يخشى الحرب".. هل يتسع نطاق المواجهة؟

وزير الخارجية اللبناني: نسعى لإقناع حزب الله بعدم الدخول في حرب

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود إسرائيليون على الحدود مع لبنان. 19 ديسمبر 2023 - REUTERS
جنود إسرائيليون على الحدود مع لبنان. 19 ديسمبر 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

تصاعدت المخاوف من توسّع رقعة الحرب المستمرة منذ قرابة 3 أشهر في قطاع غزة، بعد أن توعد "حزب الله" اللبناني بـ"الرد والعقاب" على اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري في العاصمة بيروت الثلاثاء، وسط تأكيدات الجيش الإسرائيلي على "استعداده القوي جداً" في الحدود الشمالية مع لبنان.

وخرج اسم كبير من قائمة المطلوبين لدى إسرائيل بعد اغتيال العاروري في لبنان، لكن تل أبيب لم تعلن حتى الآن مسؤوليتها عن عملية "الاغتيال" التي وقعت مساء الثلاثاء، إلا أن "حماس" و"حزب الله" اتهما إسرائيل بالوقوف وراءها.

ووصف الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر قتل إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" بأنها "جريمة كبيرة وخطيرة، ولا يمكن السكوت عليها"، محذراً تل أبيب من شنّ حرب على لبنان، وقال: إن "قتال الحزب حينها سيكون بلا ضوابط".

وأضاف: "حتى الآن، نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة؛ ولذلك ندفع ثمناً من أرواح شبابنا"، منبهاً إلى أنه "إذا فكر العدو أن يشن حرباً على لبنان، فسيكون قتالنا بلا سقوف وبلا قواعد وبلا حدود وبلا ضوابط، ولسنا خائفين من الحرب ولا نخشاها".

واعتبر نصر الله أن "مسارعة" الحزب إلى فتح جبهة في الثامن من أكتوبر الماضي، والقصف عبر الحدود منذ ذلك الحين حالا دون شن إسرائيل حملة قصف أوسع نطاقاً على لبنان؛ لأنه "أفقد العدو الإسرائيلي عنصر المفاجأة"، على حد وصفه.

استعداد إسرائيلي

في المقابل، زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الحدود الشمالية المحاذية للبنان الأربعاء، بهدف "تقدير الموقف مع قائد المنطقة الشمالية الميجر جنرال أوري جوردين وقائد الفرقة 210 البريجادير تسيون راتسون وقادة الألوية وكتائب الاحتياط التي تتولى حماية المنطقة"، بحسب ما ذكره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة X.

وقال هاليفي خلال الزيارة: "إننا على استعداد قوي جداً في شمال البلاد، حسب الانطباع الحاصل لديّ، علماً بأنني أقوم بزيارات كثيرة للمنطقة"، معرباً عن اعتقاده بأن "درجة الاستعداد على أشدّها".

وأشار إلى أن "هناك مستوى عالٍ من المهارة والقدرة الجيدة والروح القتالية العالية"، لافتاً إلى "أننا في حالة جيدة من الجاهزية في كافة الجبهات، إلا أننا نركز حالياً اهتمامنا على محاربة (حماس)".

وأوضح الجنرال الإسرائيلي أن "الحرب بدأت في حالة صعبة غير أن هذه الظروف البالغة القسوة توفّر فرصة معينة لإحداث تغيير ملحوظ جداً في الأوضاع. سواء في جنوب البلاد، أو في شمالها، أو في الموقف الإقليمي برمته".

وتابع: "نتطلع أولاً إلى الأمام، حيث نعمد إلى تغيير النظام الدفاعي في الحالات الروتينية، ما يعني أننا سننشر خلال العام القريب على الأقل قوات قوامها أكبر بكثير مما سبق وصولاً إلى حضور عسكري أقوى بكثير"، مشدداً على أن "هذا الحدث، مهما كان صعباً لن يتكرر"، كما أكد ضرورة "تقديم رد قوي شديد جداً فيما يتعلق بهذا الموضوع".

ومنذ بدء التصعيد قرب الحدود، نفذت إسرائيل ضربات محدودة في عمق الجنوب اللبناني، قبل أن تغتال العاروري و6 آخرين أثناء اجتماع داخل شقة في مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، أبرز معاقل "حزب الله"، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد.

ولكن في ظل هذه التصريحات المتبادلة بين الجانبين، تتزايد المخاوف من احتمال توسّع رقعة الحرب الجارية في قطاع غزة وبالأخص بعد اغتيال العاروري في بيروت، بحسب وكالة "فرانس برس".

قلق أميركي وإيراني

من جهته، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي ماثيو ميلر، الأربعاء، عن قلق الولايات المتحدة من احتمال انتشار الصراع في غزة إلى جبهات أخرى بعد اغتيال العاروري.

ونقلت وكالة "رويترز" عن محللين قولهم إن "حزب الله سيتعرض لضغوط للانتقام لحليفه، وخاصة لأنه قتل في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب في بيروت".

وذكرت 3 مصادر إيرانية لـ"رويترز" أن "اغتيال العاروري أثار مخاوف بين قادة إيران من احتمال أن تحاول إسرائيل توسيع الصراع باستدراج طهران إليه"، فيما قال أحد المصادر المطلعة: "أصاب اغتياله الجميع بصدمة في طهران. لكن هذا لا يعني أنها ستتورط في الصراع مباشرة، وإن كان هذا، فيما يبدو، هو الهدف الرئيسي لقادة النظام الصهيوني".

لكن في غضون ساعات من "الاغتيال"، أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن "إسرائيل تريد تجنب التصعيد، حتى مع إصراره على أن إسرائيل لا تتحمل المسؤولية عن الهجوم".

وقال مسؤول أميركي الأربعاء، عقب كلمة حسن نصر الله، إنه لا توجد رغبة واضحة لدى حزب الله اللبناني في خوض حرب مع إسرائيل.

لبنان يحاول إقناع "حزب الله" بعدم شن الحرب

وقال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، الأربعاء، إن حكومة بلاده تعمل على إقناع جماعة حزب الله بعدم شن حرب ضد إسرائيل.

وأضاف بو حبيب في حوار مع شبكة (سي إن إن) أن لبنان "لا يريد أي حرب"، مضيفاً أن بلاده تريد "السلام في حدودنا الجنوبية". 

وقال بو حبيب إن لبنان يعتقد أن إسرائيل مسؤولة عن هجوم، الثلاثاء، في بيروت والانفجار الدامي الذي وقع خلال مراسم تذكارية في إيران، الأربعاء، لافتاً إلى أن الشرق الأوسط الآن "يقترب حقاً من حرب إقليمية".

وتابع: "لا نريد أن ينتشر ما يحدث في الجنوب إلى لبنان. نحن لا نود أن تنشب حرب إقليمية، لأنها تشكل خطراً على الجميع.. خطر على لبنان وخطر على إسرائيل، وعلى الدول المحيطة بإسرائيل".

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن أي من الهجومين في بيروت أو إيران، على الرغم من أن مسؤولاً أميركياً قال في وقت لاحق لـ(سي إن إن) إن إسرائيل نفذت الغارة في لبنان. لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية مات ميلر قال أيضاً إن الولايات المتحدة "ليس لديها سبب للاعتقاد" بأن إسرائيل متورطة في التفجيرات في إيران.

وقال وزير الخارجية اللبناني إن حكومته منخرطة في حوار مع حزب الله، لـ"ثني الجماعة عن اتخاذ أي إجراء"، مع تصاعد المخاوف من الحرب.

وأضاف: "ليس الأمر كما لو أننا نستطيع إصدار أوامر لها. نحن لا ندعي ذلك، ولكن يمكننا إقناعها، وأعتقد أن الأمر يمكن أن يمضي في هذا الاتجاه".  

وفي حديثه من واشنطن العاصمة، شدد الوزير اللبناني على دور الولايات المتحدة في التوسط في السلام.

ووصف بو حبيب الولايات المتحدة بأنها "رائدة" في البحث عن السلام، مشيراً إلى نجاحاتها السابقة في الاستفادة من "نفوذها" على إسرائيل لتحقيق نتيجة سلمية.

تصنيفات

قصص قد تهمك