DragonFire يعزز آمال بريطانيا في اللحاق بركب أسلحة الليز "عالية الدقة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
نظام سلاح الطاقة الموجه بالليزر DragonFire أثناء اختباره في منطقة تابعة لوزارة الدفاع البريطانية. 19 يناير 2024 - Reuters
نظام سلاح الطاقة الموجه بالليزر DragonFire أثناء اختباره في منطقة تابعة لوزارة الدفاع البريطانية. 19 يناير 2024 - Reuters
دبي -الشرق

نجح نظام "نيران التنين" DragonFire، وهو سلاح طاقة موجَّه بالليزر، في إطلاق أشعة عالية الطاقة على أهداف جوية، لتنضم بريطانيا بذلك إلى نخبة من البلدان التي تمتلك أحدث تقنيات الليزر.

ويمكن لسلاح DragonFire التعامل مع أي هدف مرئي، ولكن لا يزال نطاقه سرياً في الوقت الحالي، إذ يمثل تقدماً كبيراً في التطبيق العملي للتكنولوجيا من خلال إظهار القدرة على الاشتباك مع الأهداف الجوية على نطاقات مناسبة، وفقاً لموقع Eurasian Times.

وفي هذا الصدد، قالت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، إن DragonFire سيمكّن القوات من إطلاق ليزر عالي الطاقة على مدى بعيد، لافتة إلى أن أسلحة الطاقة الموجهة بالليزر يمكنها أن تشتبك مع الأهداف بسرعة الضوء، وتستخدم شعاعاً مكثفاً من الضوء لاختراق الهدف، ما يؤدي إلى فشل هيكلي أو نتائج أكثر تأثيراً للهدف المطلوب إسقاطه.

وأوضحت الوزارة، أن إطلاق السلاح لمدة 10 ثوانٍ، يعادل استخدام سخان لمدة ساعة، ما يجعل أشعة الطاقة، قادرة على أن تكون بديلاً طويل المدى ومنخفض الكلفة لبعض المهام التي تقوم بها الصواريخ حالياً، لافتة إلى أن تكلفة تشغيل الليزر أقل من 10 جنيهات إسترليني لكل طلقة.

وقال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، إن هذا النوع من الأسلحة المتطورة "لديه القدرة على إحداث ثورة في ساحة المعركة من خلال تقليل الاعتماد على الذخيرة باهظة الثمن مع تقليل مخاطر الأضرار الجانبية أيضاً".

وأضاف شابس، أن الاستثمارات مع شركاء الصناعة في التقنيات المتقدمة مثل DragonFire أمر بالغ الأهمية في عالم شديد التنافس، "ما يساعد في الحفاظ على ميزة الفوز بالمعركة والحفاظ على سلامة الأمة".

مواجهة التهديدات

وشهدت التجارب التي أجراها مختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع البريطاني Dstl، بالشراكة مع شركات MBDA، وLeonardo، وQinetiq، لنظام DragonFire، نجاحاً ملحوظاً، بعدما تم إطلاق أشعة ليزر ثابتة عالية الطاقة، وقدرة النظام على تتبع الأهداف بعيدة المدى، ودقته الكبيرة.

ويدرس الجيش والبحرية الملكية البريطانية، استخدام هذه التكنولوجيا في قدرات الدفاع الجوي المستقبلية، إذ تظهر أهميتها في وقت شهدت فيه الأهداف الجوية الصغيرة مثل المسيَّرات الانتحارية، والذخائر المتسكعة (الحائمة) انتشاراً غير مسبوق، فضلاً عن سهولة الحصول عليها من قِبَل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية.

وتتعاون بريطانيا مع الولايات المتحدة ودول أخرى، ضمن تحالف "حارس الازدهار" الذي يهدف إلى حماية السفن التجارية في البحر الأحمر من تهديدات جماعة "الحوثي" في اليمن، التي شنت عدة هجمات مؤخراً ضد سفن قالت إنها تابعة لإسرائيل، أو تتجه إليها، وذلك رداً على حرب تل أبيب في قطاع غزة. 

وأسقطت السفن الحربية الأميركية والبريطانية عدة طائرات مسيَّرة أطلقها "الحوثيون" المتمركزون في اليمن خلال الأيام الأخيرة، ما يجعل استخدام أسلحة الليزر للدفاع الجوي ذا أهمية كبرى.

ويُعتبر الليزر مفيداً بشكل خاص ضد الطائرات المسيّرة، لأن الأشعة المركزة قد تؤدي إلى تسخين جسم الطائرة بسرعة، ما يؤدي إلى عطل هيكلي، واحتراق أحد جناحيها، كما يمكن إسقاط المسيّرات الرباعية Quadcopter عن طريق إذابة ذراع بلاستيكية أو معدنية تدعم إحدى مراوحها.

تكنولوجيا ثورية

وقد يُكلَّف نظام DragonFire في المملكة المتحدة بإطلاق الأشعة عالية الطاقة على أكثر من مجرد طائرات مسيَّرة.

وأكمل DragonFire، جولة رئيسية من اختبارات الذخيرة الحية في نوفمبر 2022، التي تضمنت ضرب أهداف معدنية مصنوعة لتشبه سطح السفن والطائرات إلى جانب طائرة مسيّرة صغيرة. 

وأكد مسؤولو مختبر Dstl أن الاختبارات أثبت قدرة النظام على إحداث تأثيرات ضارة ضد مجموعة متنوعة من الأهداف.

ويُمثل نجاح أحدث اختبار لـDragonFire خطوة أخرى إلى الأمام في بدء تشغيل نظام الأسلحة ودخوله الخدمة مع الجيش البريطاني.  وتعمل العديد من الدول الأخرى، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والصين وروسيا، على دمج قدرات الدفاع الجوي المعتمدة على الليزر في جيوشها وسط التحديات المتزايدة في ساحة المعركة. 

دقة كبيرة

ويستخدم نظام DragonFire، مجموعة متنوعة من التأثيرات بناء على السيناريو التكتيكي لتوفير دفاع جوي قريب وقصير المدى للسفن البحرية، ويتضمن ذلك تحديد موقع التهديد المحتمل ومتابعته وإبعاده عن طريق "تعمية" أجهزة استشعار الأهداف المقصودة، بالإضافة إلى إتلاف التهديد الذي يقترب أو حتى القضاء عليه.

كما تم إنشاء قدرات القيادة والتحكم المتقدمة C2، ومعالجة الصور لنظام DragonFire من قِبَل الشركة المصنعة للصواريخ الأوروبية متعددة الجنسيات MBDA، والتي تشرف على العملية بأكملها، إذ يستطيع نظام التوجيه الذي أنشأته شركة الدفاع الإيطالية Leonardo، مراقبة الأجسام المستهدفة بدقة متناهية.

فيما عملت شركة BQinetiq، ومقرها المملكة المتحدة، على تطوير ليزر مركب على مراحل قادر على القضاء على الأهداف، ويمكنه إنتاج 50 كيلو وات حالياً، لكن النظام سيكون قادراً في النهاية على رفع مستويات القوة.

ويتمتع النظام بمدى محدود، ولكنه سلاح على خط البصر يمكنه إصابة أي هدف مرئي قريب، إذ يمكن إطلاق الأسلحة التي تستخدم أشعة الليزر، وأشعة الميكروويف، وأشعة جاما، وغيرها من الطاقة الكهرومغناطيسية بشكل متكرر دون تحميل ميكانيكي، ما يجعلها أكثر تنوعاً وتكيفاً مع سيناريوهات القتال المختلفة.

تصنيفات

قصص قد تهمك