تقارير استخباراتية: الحوثيون يخططون لتصعيد هجماتهم في البحر الأحمر

مسؤول أميركي: "الجماعة" تسعى لشراء أسلحة لاستهداف سفن الشحن

time reading iconدقائق القراءة - 8
أحد عناصر الحوثيين يعتلي سفينة تجارية سيطرت عليها الجماعة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن. 20 نوفمبر 2023 - Reuters
أحد عناصر الحوثيين يعتلي سفينة تجارية سيطرت عليها الجماعة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن. 20 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

كشفت معلومات استخباراتية جمعتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، أن جماعة "الحوثي" في اليمن، تسعى للحصول على المزيد من الأسلحة الإيرانية، ما يثير مخاوف من أن الجماعة عازمة على مواصلة هجماتها على حركة الشحن في البحر الأحمر، وتهدد بصراع أوسع في الشرق الأوسط، وفق مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وعلى مدى نحو شهر، حلل مسؤولون أميركيون المعلومات المتعلقة بتخطيط "الحوثيين" للهجمات المتزايدة، بما في ذلك "محاولات شراء أسلحة إضافية لإطلاق الصواريخ على سفن الشحن"، وفقاً للمعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها "بوليتيكو"، وما كشف عنه مسؤول أميركي مطلع.

وأشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أن "جماعة الحوثي قد تحاول مهاجمة القوات الغربية في المنطقة"، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت الضربات الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة في اليمن قد غيَّرت من خططها المتعلقة بهذا النوع من الهجمات.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من اعتراف الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد الجماعة، فشلت في وقف هجماتها على السفن التجارية، لكنه تعهَّد بمواصلة ضرب مواقع في اليمن لـ"تقويض قدرات الحوثيين وكسر إرادتهم".

وأعلنت البحرية الأميركية، اعتراض شحنة أسلحة إيرانية هذا الشهر "كانت متجهة إلى الحوثيين"، وصادرت قارباً صغيراً يحمل مكونات صواريخ كروز، وأخرى باليستية إيرانية الصُنع. وجاءت المهمة بتكلفة عالية، إذ فُقد اثنان من قوات البحرية أثناء محاولتهما الصعود على متن القارب، وأعلن الجيش في بيان الأحد، أنهما "لقيا حتفهما".

ويمكن أن تحل الأسلحة الجديدة محل تلك التي خسرها الحوثيون في 6 جولات من ضربات الولايات المتحدة وحلفائها التي بدأت في 11 يناير الجاري، وفق المجلة الأميركية.

دور إيران

وبحسب مسؤول أميركي وآخر في وزارة الدفاع (البنتاجون)، رفضا كشف هويتهما، فإن شحنات الأسلحة هذه تُعد علامة على أن طهران تلعب دوراً مباشراً في تأجيج الأزمة في البحر الأحمر.

وتهدد الهجمات التي يشنها "الحوثيون" بجر واشنطن بشكل أعمق إلى الصراع الآخذ في الاتساع في الشرق الأوسط، وهو أمر حاول بايدن جاهداً تجنبه خلال فترة وجوده في منصبه، إذ قال الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة وإيران، اللتين انخرطتا منذ فترة طويلة في حرب ظل مع إسرائيل، لا تريدان قتال بعضهما البعض بشكل مباشر.

ولكن شن المزيد من الضربات الحوثية، وخاصة الهجمات المحتملة على القوات الغربية، قد يجعل واشنطن وطهران أقرب إلى خوض صراع مباشر، بحسب "بوليتيكو".

ويعتقد بعض الخبراء أن إرسال إيران شحنات الأسلحة ودعمها الأوسع لـ"الحوثيين" هو محاولة لاستغلال الاضطرابات الإقليمية الحالية، لطرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط.

ويُعد وقف عمليات نقل الأسلحة في المستقبل هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للإدارة الأميركية، في الوقت الذي تواصل فيه تنفيذ ضربات ضد جماعة "الحوثي" في اليمن، للحد من قدرتها على شن المزيد من الهجمات على السفن التي تبحر في البحر الأحمر وخليج عدن.

مهمة صعبة

لكن اعتراض الأسلحة الإيرانية أثناء شحنها إلى اليمن هو أمر بالغ الصعوبة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن عمليات الكوماندوز، مثل تلك التي جرت هذا الشهر، عادة ما تكون معقدة، وتتضمن قوات خاصة على متن قوارب قتالية، وقناصة، وطائرات مسيَّرة، وطائرات هليكوبتر للمراقبة، بالإضافة إلى قوات البحرية، بحسب "بوليتيكو".

وأضاف المسؤول الأميركي: "هذا هو تخصصنا، أن نكون قادرين على العمل في المجال البحري بشكل سري، وملاحقة الأهداف الصعبة من خلال التخفي".

وتُصر إدارة بايدن، في الوقت الحالي، على أنها ليست في حالة حرب مع "الحوثيين"، وذلك على الرغم من أنها شنّت ضربات على مواقع تابعة للجماعة في اليمن، على مدى أكثر من أسبوع.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينج للصحافيين، في وقت سابق: "نحن لا نسعى للحرب، ولا نعتقد أننا في حالة حرب، ولا نريد أن نرى حرباً إقليمية، ولكن ما نقوم به مع شركائنا الآن هو دفاع عن النفس".

وقال مسؤولون أميركيون لـ"بوليتيكو"، إن الهدف من الضربات، سواء متعددة الجنسيات المخطط لها مسبقاً في 11 يناير، أو الهجمات الأميركية الأصغر نطاقاً على الصواريخ المضادة للسفن التي كانت تستعد للإطلاق الأسبوع الماضي، هو تقويض إرادة الحوثيين وقدرتهم على شن المزيد من الهجمات.

وقال مسؤول أميركي آخر: "القدرات التي كانت لديهم صباح الخميس من الأسبوع الماضي لم تعد موجودة لديهم بعد الآن".

ويؤدي دعم إيران لوكلائها إلى تأجيج الهجمات على القوات الأميركية وغيرها في أماكن أخرى بالمنطقة، إذ هاجمت "الميليشيات المدعومة من طهران" القوات الأميركية في العراق وسوريا 140 مرة منذ أكتوبر الماضي، بحسب البنتاجون.

وكانت تلك الهجمات صغيرة النطاق، باستخدام مزيج من الطائرات المسيَّرة والصواريخ، ولم تسبب سوى أضرار طفيفة في البنية التحتية، ولكن مسلحين في غرب العراق شنوا هجوماً كبيراً على قاعدة عين الأسد الجوية، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الأميركيين، بحسب "بوليتيكو".

وكانت إيران قد امتنعت في أعقاب حرب إسرائيل على قطاع غزة، عن التورط بشكل مباشر في الصراع، ولكنها أصبحت أكثر جرأة في الأيام الأخيرة وفق "بوليتيكو"، إذ أطلقت صواريخ باتجاه العراق وسوريا وباكستان.

أهداف طهران

وقال مسؤول في البنتاجون، إن "تأثير الدعم الإيراني الخبيث على المنطقة لا يحظى بالتقدير المناسب في كثير من الأحيان، إذ تتم الاستهانة بهذا الجهد المتواصل من جانب طهران".

ومع ذلك، يؤكد مسؤولون وخبراء أن إيران لا تسعى إلى خوض حرب مفتوحة مع الغرب، إذ يقول القائد العام للقيادة الوسطى الأميركية سابقاً فرانك ماكينزي إن "من المهم ألا تشارك إيران أو حزب الله اللبناني بشكل أكبر في الحرب في قطاع غزة".

وأضاف ماكينزي، أن أهداف إيران الثلاثة هي "حماية النظام في طهران، وتدمير إسرائيل، وإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة".

وتابع: "بالنظر إلى هذه الأهداف، فإنهم لا يسعون إلى حرب واسعة النطاق مع الولايات المتحدة؛ لأنهم يعلمون أن النظام سيتعرض للتهديد منها".

ويأمل المسؤولون الأميركيون أن تدرك إيران أن هجمات "الحوثيين" لا تستحق التكلفة الاقتصادية التي ستتحملها المنطقة نتيجة لها.

وأردف: "الحساب الذي يتعين عليهم القيام به هو أنهم يؤثرون على التجارة في منطقتهم، وعلى الشركات التجارية، فالسلع والخدمات التي تتدفق إلى المنطقة تتأثر بما يفعله الحوثيون"، وتساءل: "عند أي نقطة ستقول دول المنطقة لقد طفح الكيل؟".

تصنيفات

قصص قد تهمك