قال قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط براد كوبر، الاثنين، إن إيران "ضالعة بشكل مباشر للغاية" في الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي اليمنية على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، في أعقاب اندلاع حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وفيما لم يتهم نائب الأدميرال براد كوبر وهو قائد الأسطول الأميركي الخامس في تصريحاته لوكالة "أسوشيتد برس"، إيران بتوجيه هجمات بعينها، إلا أنه قال إن إيران وسعت من تهديداتها السابقة في الخليج العربي ومضيق هرمز إلى مياه الشرق الأوسط الأوسع.
وقال قائد الأسطول الخامس: "من الواضح أن أفعال الحوثيين، فيما يتعلق بهجماتهم على الشحن التجاري، هي الأكبر والأهم التي رأيناها في جيلين على الأقل".
وأضاف: "الحقائق ببساطة، هي أنهم يهاجمون المجتمع الدولي، ومن ثم، جاءت الاستجابة الدولية التي رأيتموها".
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب من "أسوشيتد برس" للتعليق على تصريحات كوبر، كما قالت الوكالة إنه تعذر عليها على الفور الوصول إلى قيادة الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.
ومنذ نوفمبر، شن الحوثيون المدعومون من إيران ما لا يقل عن 34 هجوماً على حركة الشحن البحري عبر الممرات المائية المؤدية إلى قناة السويس المصرية، وهي طريق حيوي للطاقة والبضائع القادمة من آسيا والشرق الأوسط إلى أوروبا.
ويربط الحوثيون هجماتهم بالحرب على غزة، ويقولون إن السفن المستهدفة، هي تلك المتوجهة إلى إسرائيل.
وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أقر كوبر بالتهديد من وكلاء إيران، واتهم طهران بـ"توزيع الأسلحة من البحر الأحمر إلى أقاصي المحيط الهندي".
وقال كوبر "ما أقوله هو إن إيران تموّل وتوفر الموارد والإمدادات وتقدم التدريب.. من الواضح أنها ضالعة للغاية بشكل مباشر، وليس هناك سر في ذلك".
الضربات الأميركية
وفي الأيام القليلة الماضية، نفذت الولايات المتحدة سبع جولات من الضربات الجوية على مواقع عسكرية للحوثيين، استهدفت قواعدهم الجوية ومواقع الإطلاق المحتملة للصواريخ. ويبدو أن إيقاع هجمات الحوثيين على الشحن قد تباطأ في الوقت الحالي، بينما زادت الدوريات البحرية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
ومع ذلك، تظل هناك مخاطر للاقتصاد العالمي، إذ تواصل العديد من السفن تجاوز تلك المنطقة لخوض رحلة أطول حول رأس الرجاء الصالح. وأدى ذلك إلى انخفاض إيرادات مصر من قناة السويس، المصدر الحيوي للعملة الصعبة للاقتصاد المتعثر في البلاد، وزيادة تكاليف الشحن التي قد ترفع التضخم العالمي، بحسب "أسوشيتد برس".
وعندما تولى كوبر قيادة الأسطول الخامس في عام 2021، تركز التهديد للشحن بشكل أساسي حول الخليج ومضيق هرمز، الذي يمر عبره خٌمس النفط المتداول عالمياً، بعد سلسلة من الهجمات التي ألقي باللوم فيها على إيران ومصادرة طهران لسفن في المنطقة، بعد انهيار الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيرة على سفن الشحن، وتعرضت سفينة شحن مملوكة للولايات المتحدة لهجوم من الحوثيين في خليج عدن الأسبوع الماضي.
ولم تتورط إيران حتى الآن بشكل مباشر في محاربة إسرائيل أو الولايات المتحدة منذ بدء الحرب في غزة في 7 أكتوبر. ومع ذلك، أكد كوبر أن إيران كانت "تغذي بشكل مباشر هجمات الحوثيين على الشحن".
"أكبر هجوم منذ حرب الناقلات"
ووصف كوبر الهجمات على السفن في الشرق الأوسط بأنها الأسوأ منذ ما يسمى بـ"حرب الناقلات" في الثمانينيات، والتي بلغت ذروتها في معركة بحرية استمرت يوماً واحداً بين واشنطن وطهران، وشهد ذلك أيضاً إسقاط طائرة ركاب إيرانية بطريق الخطأ من قبل الولايات المتحدة، مما أسفر عن مصرع 290 شخصاً.
وفي ذلك الوقت، رافقت السفن البحرية الأميركية ناقلات النفط الكويتية التي تم تغيير علمها عبر الخليج والمضيق، بعد أن ألحقت الألغام الإيرانية أضراراً بالسفن في المنطقة. وقال كوبر إن السلطات ليس لديها خطط حالية لتبديل أعلام السفن ومرافقتها عبر اليمن.
وبدلاً من ذلك، تستخدم الولايات المتحدة وحلفاؤها "منطقة دفاع"، مضيفاً "ننتقل بين الحين والآخر إلى الدفاع الفردي".
وقالت "أسوشيتد برس" إن إشارة كوبر إلى التوترات التي حدثت قبل أكثر من ثلاثة عقود، تبين "مدى هشاشة الوضع في الشرق الأوسط الأوسع، مع تزايد المخاوف من نشوب صراع إقليمي على خلفية الحرب في غزة".
أسطول المسيرات
وتحدث كوبر إلى "أسوشيتد برس" على هامش مؤتمر للطائرات المسيرة في أبو ظبي. وتحت قيادته للأسطول الخامس، أنشأت القوة البحرية فرقة العمل 59، وهي أسطول طائرات مسيرة لتعزيز دورياتها في الممرات المائية في المنطقة.
وقال كوبر إن مجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة توفر اليوم تغطية الأسطول الخامس عبر حوالي 10 آلاف ميل مربع (25 ألفاً و900 كيلومتر مربع) من مياه الشرق الأوسط، التي لن تكون أعين البحرية عليها. ويساعد ذلك جهودها الرامية إلى اعتراض شحنات المخدرات والأسلحة المشتبه بها.
وضبطت القوات الأميركية، في وقت سابق من يناير، أجزاء صواريخ إيرانية الصنع وأسلحة أخرى على متن قارب، في غارة شهدت فقدان اثنين من قوات البحرية الأميركية. وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي، الأحد، إنها تعتقد الآن أن الجنديين المفقودين التابعين للقوات البحرية قد توفيا.
ورغم أن كوبر لم يقل مباشرة إن الطائرات المسيرة التابعة لأسطوله لعبت دوراً في ضبط تلك الأسلحة، إلا أن كوبر ألمح إلى ذلك.
وأضاف أنها "مصممة خصيصاً للقيام بعمليات الاعتراض". وأضاف: "لا يمكن أن يفلت أي شيء منها".
ومن المقرر أن تنتهي قيادة كوبر في فبراير، مع وصول الأدميرال جورج ويكوف إلى البحرين. وأشار إلى أنه لا تزال البحرية وشركات الشحن التجارية تواجه تهديداً خطيراً من الحوثيين، بينما يستعد لترك منصبه.
وقال: "ما نحتاجه هو قرار حوثي بوقف مهاجمة السفن التجارية الدولية لفترة".