ماكرون ضيف شرف على عيد الاستقلال الهندي الخميس والجمعة

باريس تطمح لبيع نيودلهي 6 مفاعلات نووية من الجيل الثالث

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في متحف اللوفر  بالعاصمة باريس- 14 يوليو 2023 - Reuters
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في متحف اللوفر بالعاصمة باريس- 14 يوليو 2023 - Reuters
باريس-أ ف ب

بعدما حل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ضيف شرف في باريس خلال احتفالات العيد الوطني في 14 يوليو الماضي، يحل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره هذا الأسبوع ضيف شرف على الهند بمناسبة "يوم الجمهورية"، في مؤشر إلى قوة الشراكة بين البلدين.

وكما افتتح 240 عسكرياً هندياً العرض على جادة الشانزيليزيه، تسير قوة فرنسية، الجمعة، في نيودلهي خلال العرض العسكري الضخم بمناسبة العيد الوطني، في الذكرى الـ75 لبدء العمل بالدستور الهندي.

وسيكون ماكرون ضيف شرف على المنصة الرسمية، مثلما كان ناريندرا مودي ضيف شرف في ساحة الكونكورد.

ويستقبل رئيس الوزراء الهندي، الخميس، ضيفه وسط مراسم احتفالية في جايبور، عاصمة ولاية راجستان، المعروفة بقصورها وفيلتها، على مسافة 200 كيلو متر جنوب نيودلهي.

وقال قصر الإليزيه: "إنها إشارة ثقة على قدر خاص من الأهمية من قبل الهند تجاه فرنسا، وذلك بعد زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بمناسبة 14 يوليو".

وإن كان الرؤساء الثلاثة الذين سبقوا ماكرون حازوا التكريم ذاته، إلا أن الدعوة تكتسي طابعاً خاصاً هذه السنة على ضوء الوزن الاستراتيجي المتزايد للهند، وطموحات فرنسا في المنطقة.

وتُعتبر الهند، القوة الديموغرافية الأولى في العالم بتعدادها السكاني البالغ 1.43 مليار نسمة والعملاق الاقتصادي والقوة النووية، دولة ذات وزن كبير لا يمكن الالتفاف عليها ومحط اهتمام متزايد.

"شريك أساسي"

ويقف هذا البلد في الخط الأمامي بمواجهة الصين، الخصم الأول للولايات المتحدة، والتي تربطها بها علاقات صعبة أيضاً.

وإن كانت نيودلهي تتمسك بنهج "تعدد الانحياز"، إلا أنها تُقيم علاقات جيدة مع روسيا، إذ ترفض فرض عقوبات عليها بسبب اجتياحها أوكرانيا، وتستورد النفط منها في ظل المقاطعة الأوروبية لموسكو.

أما فرنسا، فتطمح لأن تكون لاعباً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ساعية للاضطلاع بدور قوة توازن وصلة وصل بين الشمال والجنوب.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية أنه "في الأوضاع الحالية، الهند هي شريك أساسي للمساهمة في إحلال السلام والأمن الدوليين".

وسبق أن زار ماكرون الهند مرتين عام 2018، وفي سبتمبر 2023 بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الـ20.

وسيُجري مع مودي محادثات بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط والصين، وسيبحث معه التعاون الثنائي في مجال الدفاع، كما أوضح مصدر دبلوماسي هندي.

وتتعاون القوتان النوويتان منذ زمن طويل في مجال الدفاع أيضاً، وتعتزم الهند شراء 26 طائرة "رافال" إضافة إلى طلبية سابقة على 36 طائرة من هذا الطراز لقواتها الجوية.

ولا تزال المفاوضات جارية بشأن شراء المقاتلات الـ26 المخصصة للبحرية الهندية، فضلاً عن 3 غواصات من طراز "سكوربين"، ومن غير المتوقع صدور أي إعلان بهذا الصدد خلال الزيارة.

احترام ومواضيع محظورة

وسيكون الرئيس الفرنسي برفقة رائد الفضاء توما بيسكيه، إذ يتشارك البلدان عدداً من البرامج في مجال الفضاء، ولا سيما الأقمار الصناعية.

كما تطمح فرنسا لبيع الهند 6 مفاعلات نووية من الجيل الثالث "إي بي آر" لتجهيز محطة "جايتابور" بولاية مهارشترا، وأفاد مصدر هندي أنه قد يتم إبرام اتفاق-إطار بهذا الصدد خلال زيارة ماكرون.

غير أن المدافعين عن حقوق الإنسان يُطالبون ماكرون بطرح هذه المسألة، في وقت تتهم عدة منظمات غير حكومية كما الأمم المتحدة ناريندرا مودي بميول متسلطة وبقمع الأقليات الدينية.

وفي ما يرمز إلى هذه النزعة القومية الهندوسية، دشن رئيس الوزراء الهندي الاثنين، في أيوديا معبداً لـ"الإله رام" أقيم في موقع مسجد سابقاً.

ودعا السيخ الذين يتهمون الهند باستهداف ناشطيهم المطالبين بالاستقلال، ماكرون إلى الامتناع عن المشاركة في احتفالات يوم الجمهورية، وطرح قضيتهم مع مودي.

ورأى دابينديرجيت سينع الناشط المقيم في لندن، أن الرئيس الفرنسي سيظهر بذلك "تضامنه" مع الحكومتين الأميركية والكندية اللتين نددتا بمسؤولية الهند في هجمات استهدفت السيخ في الخارج.

وقال مستشار للرئيس الفرنسي في رد مسبق على هذه النقطة "ليس هناك مواضيع محظورة، لكن الهدف هو طرحها في ظل الاحترام وبهدف التوصل إلى نتائج ملموسة".

تصنيفات

قصص قد تهمك