ماكرون يبدأ جولة في آسيا الوسطى.. ويدعو لتعزيز الشراكة مع كازاخستان

time reading iconدقائق القراءة - 4
القاهرة/ دبي-الشرقرويترزأ ف ب

بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة إلى كازاخستان، الأربعاء، في محطة هي الأولى في جولته بآسيا الوسطى، وهي المنطقة التي تعتبر منذ فترة طويلة الفناء الخلفي لروسيا.

وبرزت كازاخستان، الغنية بالنفط، كمورد بديل للنفط الخام إلى الدول الأوروبية التي أوقفت الإمدادات الروسية، وحلقة وصل مهمة في طريق التجارة الجديد بين الصين وأوروبا الذي يتجاوز روسيا.

وفي اجتماع مع الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، أثنى ماكرون على آستانا "لرفضها الوقوف إلى جانب موسكو في أزمة أوكرانيا"، وقال إن البلدين وقَّعا صفقات تجارية، بما في ذلك إعلان نوايا للشراكة في المعادن النادرة.

وأضاف الرئيس الفرنسي: "سنتمكن من إحراز تقدم في أمور دولية مهمة، وتسليط الضوء على التزامنا بميثاق الأمم المتحدة، ومبادئها مثل وحدة الأراضي، والسيادة الوطنية".

وتابع ماكرون: "لا أقلل بأي حالة من الصعوبات الجيوسياسية والضغوط التي تتعرضون لها.. نحترم أصدقاءنا، ونحن هنا عندما يحتاجون إلينا ونحترم استقلالهم".

من جهته، أشاد الرئيس الكازاخي توكاييف بالشراكة مع باريس، قائلاً: "فرنسا هي شريكنا الرئيسي والموثوق في الاتحاد الأوروبي".

 وتعد كازاخستان أهم موردي اليورانيوم لفرنسا، المادة الأولية الأساسية للصناعة النووية. وقال توكاييف لماكرون: "يمكننا أن نعتبر زيارتكم تاريخية وبالغة الأهمية".

وذكَّر توكاييف، ماكرون بالأهمية الكبرى لـ"تطوير ممر وسط بحر قزوين، لربط أوروبا بآسيا الوسطى"، ومن شأنه أن يمثل بديلاً للطرق اللوجستية الصينية والروسية في المنطقة.

وعبّرت روسيا مراراً عن قلقها إزاء النشاط الدبلوماسي المتزايد للغرب في دول سوفيتية سابقة في وسط آسيا.  وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت سابق، إن الغرب يحاول إبعاد "جيران وأصدقاء وحلفاء" روسيا عنها.

ورفضت كازاخستان وأوزبكستان التي سيتوجه إليها ماكرون بعد ذلك، الاعتراف بضم روسيا لأراض أوكرانية، وتعهدتا بالالتزام بالعقوبات الغربية على موسكو، بينما وصفتا روسيا ودولاً غربية مثل فرنسا بـ"الشركاء الاستراتيجيين".

ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، تحرص الجمهوريات السوفياتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى، وهي: كازاخستان، وقرجيزستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، على تبني "موقف متوازن"، لكنه يبدو "توازناً حرجاً" في ظل تشديد الولايات المتحدة والغرب على ضرورة الالتزام بتطبيق العقوبات المفروضة على روسيا، مقابل مساعٍ روسية لإبقاء أوجه التعاون الوثيق قائمة مع تلك الدول التي تجمعهم تحالفات متنوعة، بحسب مراقبين.

آسيا الوسطى والعقوبات الغربية

في أواخر سبتمبر الماضي، استقبل المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين رؤساء الدول الخمس، في أعمال قمة استهدفت حثهم على ضرورة الالتزام بالعقوبات الغربية المفروضة على روسيا.

وسجلت الصادرات من آسيا الوسطى إلى روسيا "ارتفاعاً ملحوظاً" منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ما أثار مخاوف من استخدام الشركات الغربية هذه الدول للتحايل والتهرب من العقوبات.

وتتمتع كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، وتعادل مساحتها أوروبا الغربية مجتمعة، بثروات هائلة من الاحتياطيات المعدنية. وينتج البلد الواقع على الحدود مع روسيا والصين، نحو 1.6 مليون برميل من النفط يومياً.

وتواجه كازاخستان مراراً، وهي "حليف وثيق" لروسيا، وتتقاسم معها أطول حدود برية متواصلة في العالم (أكثر من 7500 كيلومتر)، اتهامات بمساعدة موسكو على استيراد سلع معينة في انتهاك للعقوبات الغربية.

تصنيفات

قصص قد تهمك