تعرف على أبرز الفصائل المسلحة التي تستهدف القوات الأميركية في العراق

time reading iconدقائق القراءة - 10
مقاتل من قوات الحشد الشعبي العراقية يقف بجوار آلية عسكرية خلال العمليات ضد تنظيم 'داعش' في زمار بمحافظة نينوى. 18 أكتوبر 2017 - Reuters
مقاتل من قوات الحشد الشعبي العراقية يقف بجوار آلية عسكرية خلال العمليات ضد تنظيم 'داعش' في زمار بمحافظة نينوى. 18 أكتوبر 2017 - Reuters
دبي -الشرق

منذ مصرع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية مطلع عام 2020، تصاعدت عمليات الفصائل العراقية المدعومة من طهران ضد مواقع ومصالح أميركية سواء في العراق أو سوريا، فما هذه الفصائل، ومتى تشكلت، وكيف تتعامل معها حكومة بغداد؟ خاصة أن بعض هذه الفصائل تشارك في الحكومة.

وفي وقت يتواصل استهداف مصالح الولايات المتحدة في المنطقة للعام الرابع على التوالي، ترد القوات الأميركية دائماً بقصف مقار تابعة لتلك الجماعات التي يُعد الحشد الشعبي أبرزها، الأمر الذي يتسبب في توتر بين بغداد، وواشنطن.

وعلى مدى السنوات الماضية، حاولت حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، ثم حكومة محمد شياع السوداني الحالية، العمل على خلق توازن بين واشنطن والفصائل المسلحة، أو الوصول إلى حل مشترك بين الطرفين، لكنها لم تفلح، على الرغم من تأكيداتها المتكررة للجانب الأميركي بأنها تُحاور الجماعات من أجل إيقاف الهجمات على المصالح الأجنبية، وتعمل في الوقت نفسه على ملاحقة المتورطين.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية زاد استهداف القواعد الأميركية من قبل الحشد الشعبي، رداً على الدعم الأميركي لإسرائيل، التي أودت غاراتها العسكرية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر، بحياة أكثر من 25 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.

ويأتي التصعيد الأخير في وقت أعلنت حكومة العراق، أنها تدرس إنهاء وجود التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش"، في العراق، والعمل على استلام الملف الأمني بشكل كامل، مؤكدة أن القوات المسلحة قادرة على إدارة الملف الأمني في البلاد دون الحاجة إلى أي تعاون خارجي، أو تدريب من قبل الشركاء في التحالف.

لكن تقارير عدة توقعت أن تتراجع الحكومة عن هذه الخطوة، خاصة بعد الضربة التي نفذها الحرس الثوري الإيراني على مواقع في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، في 16 يناير، واكتفت بغداد بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي تطالب بالتحقيق في انتهاك طهران السيادة العراقية.

سرايا السلام.. ذراع الصدر العسكرية

تنظيم مسلح تابع للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، تأسس عام 2014، ويُمثل الألوية (313 - 314 - 315) في تشكيلات الحشد الشعبي، ويتمركز وجوده في مناطق سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين شمالي العراق.

وأغلب عناصر التنظيم مقاتلون وقادة سابقون في جيش المهدي أو لواء "اليوم الموعود" الذي كان يتبع للتيار الصدري قبل أن تجميده في السنوات الماضية.

وعلى الرغم من أن الصدر أعلن انسحابه من العمل السياسي في العراق، وسحب نوابه من البرلمان، ولم يتبن أي من العمليات العسكرية التي وقعت ضد القوات الأميركية في البلاد، إلا أن "سرايا السلام" تتبعه، وتتلقى أوامرها منه.

فيلق بدر

منظمة وحزب سياسي تأسس عام 1982 بإشراف محمد باقر الحكيم، وهو الجناح العسكري الأكثر تنظيماً للمعارضة الشيعية إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

واتخذ الحزب من إيران، ملاذاً له بعد حملة تصفيات واغتيالات طالت كوادره المتقدمة في العراق.

وفي بداية تأسيسه أطلق عليه اسم "لواء بدر" ثم أصبح "فيلق بدر"، وهو اليوم بزعامة القيادي في الإطار التنسيقي هادي العامري، والذي يدعم حكومة السوداني.

ولم يتبنَّ العامري، أي موقف مسلح ضد القواعد الأميركية في العراق، على الرغم من تأكيداته المتكررة بضرورة خروج القوات الأجنبية من البلاد.

"سيد الشهداء".. كتائب حماية الأضرحة

تشكّلت عام 2013 بزعامة هشام بنيان السراجي، الملقب (أبو آلاء الولائي) وتقول إن أهدافها تتمثل في "حماية الأضرحة الشيعية حول العالم، والحفاظ على الوحدة العراقية، ووضع حد للصراع الطائفي"، ويتمركز وجودها في سوريا، وتُمثل اللواء 14 في الحشد الشعبي.

وشاركت الجماعة في معركة الشيخ مسكين جنوبي سوريا في ديسمبر 2014 إلى جانب الجيش السوري ضد فصائل المعارضة.

وتحتفظ بعلاقات وثيقة مع منظمة بدر، وهي داعمة للحكومة العراقية الحالية، وتُمثل جزءاً من الإطار التنسيقي، وتمتلك قناة فضائية، وإذاعة، وتتمتع بدعم إيراني مباشر.

وأدرجت الولايات المتحدة، الجماعة على قائمة العقوبات في نوفمبر 2023.

عصائب أهل الحق

شهدت بغداد الإعلان عن هذه الجماعة بعد انشقاق القيادي في التيار الصدري قيس الخزعلي عام 2007، ولحق به آلاف المقاتلين، وهي تعمل تحت رعاية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتُمثل الألوية (41، 42، 43) في الحشد الشعبي.

وتُشارك العصائب في حكومة السوداني من خلال حقيبة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعلى الرغم من دعواتها المتكررة لإنهاء وجود القوات الأجنبية في العراق، إلا أنها لم تتبنَّ أي عملية مسلحة ضد المصالح الأميركية في العراق، لا سيما بعد دخولها الحكومة.

سرايا الخراساني.. 3 آلاف مقاتل

فصيل تأسس منتصف التسعينيات، وأعيد تشكيله عام 2013، ويرتبط بشكل غير مباشر بإيران، وله نفس شعار الحرس الثوري الإيراني.

ويُقدر عدد مقاتليه بأكثر من 3 آلاف، ويشغل اللواء 18 في الحشد الشعبي، ويُعتبر حالياً جزءاً من تشكيلات الحشد الشعبي، ويتبع ولاية الفقيه في إيران، وأمينه العام هو أحمد الياسري.

"حزب الله"

أحد أبرز الفصائل المسلحة في العراق، تأسس عام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين، وليس له علاقة بحزب الله اللبناني، ومن أهدافه كما يقول "إخراج القوات الأميركية من العراق، والدفاع عن المقدسات".

ويشغل هذا الفصيل الألوية (47، 46، 45، 17) في الحشد الشعبي.

وترتبط كتائب حزب الله بطهران من الجانب المذهبي والعقائدي، وهي لا تخفي ذلك، إذ أصدرت عدة بيانات مؤيدة للمواقف الإيراني، وكثيراً ما تهدد بتنفيذ اعتداءات ضد مصالح الولايات المتحدة بما في ذلك قواتها وقواعدها في العراق.

وتبنّت الكتائب معظم العمليات القتالية والهجمات ضد القوات الأميركية والقواعد العسكرية الأجنبية في العراق، وتتلقى الدعم من إيران.

ولم تشارك الكتائب في الحكومات العراقية السابقة ولا الحالية، وفي عام 2009، أدرجتها واشنطن على قوائم "الإرهاب".

حركة النجباء

تأسست عام 2013 بعد انشقاقها عن عصائب "أهل الحق"، ويتزعمها أكرم الكعبي، وشاركت في الحرب داخل سوريا، وتشغل اللواء 12 من الحشد الشعبي.

ويتراوح عدد عناصر الحركة بين 8 و10 آلاف مقاتل، وتتلقى التمويل والتدريب والأسلحة والمشورة العسكرية من إيران، ويتمركز نشاطها في حزام بغداد ومحافظة الأنبار، وغالباً ما تتبنّى استهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا، خاصة منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر، وفي الآونة الأخيرة أعلنت تبنيها استهداف مواقع إسرائيلية.

وفي 2017، أدرجت الولايات المتحدة "حركة النجباء" كمنظمة "إرهابية".

وبحسب تقارير، فإن تعدد الفصائل العراقية وتوزعها على مناطق مختلفة، إلى جانب الغطاء الحكومي الرسمي الذي تتمتع به، يجعل من إمكانية تحييدها أو السيطرة مواقفها وعملياتها مسألة صعبة.

تصنيفات

قصص قد تهمك