بعد مصادقة تركيا.. لماذا تتباطأ المجر في الموافقة على انضمام السويد لـ"الناتو"؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يحضر جلسة للبرلمان في بودابست. في 26 سبتمبر 2022 - REUTERS
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان يحضر جلسة للبرلمان في بودابست. في 26 سبتمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

بعد أن منح البرلمان التركي، موافقته على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، تتجه الأنظار نحو المجر التي باتت حجر عثرة يمنع منح ستوكهولم الضوء الأخضر لضمها إلى التحالف، فما الخطوات المقبلة؟ ولماذا تتباطأ المجر في منح الموافقة؟

أكملت تركيا رسمياً موافقتها على عضوية السويد، بعدما صادق الرئيس رجب طيب أردوغان، الخميس، على الطلب السويدي، وبذلك أصبحت المجر العضو الوحيد الذي لم يصدق على الانضمام بعد. 

وقدّمت السويد في مايو 2022، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، ترشيحها لعضوية حلف شمال الأطلسي، تزامناً مع فنلندا التي أصبحت في أبريل 2023 العضو الـ31 في الحلف.

موقف المجر

رسمياً، لم تتقدم المجر بأي اعتراضات جوهرية في "الناتو" على عضوية السويد. وعلى عكس أنقرة، التي أجرت مفاوضات منظمة للغاية مع فنلندا والسويد، لم تقدم بودابست أي مطالب ملموسة.

ووفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن السلطات في المجر لم تقدم سبباً واضحاً للتأخير، لكن كبار السياسيين من حزب "فيدس" الحاكم، قالوا إن التأخير يعود إلى "الانتقادات السويدية للديمقراطية في المجر".

وداخل الحلف، يتم تفسير التأخير المجري في التصديق على عضوية السويد بأنه في سياق التحالف الوثيق بين رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وأردوغان.

كما تعتبر المجر "دولة شاذة" في التحالف الدفاعي الغربي، فبينما تظل عضواً نشطاً في الحلف، لا يزال كبار المسؤولين المجريين يجتمعون بشكل روتيني مع نظرائهم الروس، وغالباً ما ينتقدون علناً السياسات الغربية تجاه موسكو في حربها ضد أوكرانيا.

توقعات بمصادقة قريبة

الأمين العام لحلف "الناتو"، ينس ستولتنبرج، توقع الجمعة، أن يصادق البرلمان المجري على انضمام السويد بمجرد أن يعقد جلسته في نهاية فبراير المقبل، ما يزيل العقبة الأخيرة أمام انضمام الدولة الإسكندنافية إلى التحالف العسكري الغربي.

وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة بلومبرغ: "واثق تماماً واعتمد على المجر بأن تصديق السويد سيتم في أقرب وقت، بعد أن يستأنف البرلمان جلساته في نهاية فبراير".

وفي مواجهة الضغوط السياسية المتزايدة والعزلة، قال أوربان، الأربعاء، إنه تحدث هاتفياً مع ستولتنبرج.

وتابع أوربان في بيان مقتضب "أكدت مجدداً أن الحكومة المجرية تدعم عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي. وشددت أيضاً على أننا سنواصل حض الجمعية الوطنية المجرية على التصويت لصالح انضمام السويد وإتمام التصديق في أول فرصة ممكنة".

بدوره، قال ستولتنبرج إنه أجرى "اتصالاً جيداً مع أوربان"، مضيفاً: "أرحب بالدعم الواضح من رئيس الوزراء وحكومته لعضوية السويد في حلف شمال الأطلسي. أتطلع إلى التصديق بمجرد عودة البرلمان للانعقاد".

ويتعين على جميع أعضاء الناتو البالغ عددهم 31 عضواً التصديق على طلب انضمام أي دولة جديدة، قبل أن تتمكن من الانضمام إلى التحالف. 

ما تعليق حلفاء "الناتو"؟

داخل التحالف، هناك إحباط متزايد تجاه المجر، إذ قال السفير الأميركي لدى بودابست ديفيد بريسمان: "إن التحالف قوي بقدر الالتزامات التي نقطعها على أنفسنا تجاه بعضنا البعض والالتزامات التي نحافظ عليها".

وأضاف في مقابلة أجرتها صحيفة "الجارديان" الخميس: "أعتقد أنه من المهم أن تف الحكومة المجرية بالتزامها، وكان التزامها هو أنها لن تكون الحليف الأخير الذي يصادق على انضمام السويد".

وتابع: "من الواضح أن الحفاظ على كلمتك هو عنصر مهم من عناصر الثقة بأي علاقة".

وعلى الصعيد المحلي، قال كبار السياسيين المجريين إن طلب السويد لم يُطرح للتصويت البرلماني، لأن البلاد انتقدت حالة الديمقراطية في المجر، ومع ذلك، يقول دبلوماسيون مطلعون على عملية تقديم طلبات الانضمام إلى "الناتو" إن المجر لم تثر رسمياً أي اعتراضات.

وقال أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة البريطانية "لقد صدمنا. أكدت لنا المجر باستمرار أنها لن تكون الأخيرة. نحن بصراحة لا نفهم ما يجري".

بدوره، قال دبلوماسي أوروبي كبير آخر "بعد الأخبار الجيدة من أنقرة، كل الاهتمام يتجه إلى بودابست. من الطبيعي بين الدول الديمقراطية التعبير عن انتقادات صحية، لكن ليس من الطبيعي تقليص أمن جميع الحلفاء دون أسباب موضوعية".

توسع الناتو

تأسست منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهي تحالف دفاعي جماعي، في عام 1949، وارتفع أعضاؤه من 12 في مرحلة التأسيس إلى إجمالي 31 عضواً.

ويعمل التحالف بموجب المبدأ القوي، المنصوص عليه في المعاهدة التأسيسية، والذي ينص على أن الهجوم المسلح ضد واحد أو أكثر من أعضاء الناتو "يعتبر هجوماً ضدهم جميعاً".

وخلال الحرب الباردة، ركز الحلف بشكل كبير على الردع والدفاع، وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي، توسع التحالف شرقاً، وانضمت دول البلطيق وأوروبا الوسطى مثل بولندا والمجر إلى التحالف.

وأصبح التحالف منخرطاً في عمليات خارج حدوده، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا ساهم في تحول آخر في تركيز الحلف، إذ يركز المخططون العسكريون الآن على تعزيز دفاعات الحلف.

تصنيفات

قصص قد تهمك