هل تستخدم أميركا "شحنات الأسلحة" للضغط على إسرائيل؟

مسؤول في البيت الأبيض لـ"الشرق": سنواصل التزامنا بدعم إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب. 18 أكتوبر 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب. 18 أكتوبر 2023 - REUTERS
دبي/واشنطن-الشرقرويترز

أفادت شبكة "إن بي سي نيوز"، بأن مسؤولين أميركيين يدرسون وقف أو إبطاء تسليم بعض شحنات الأسلحة المقرر إرسالها إلى إسرائيل، بهدف الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لقبول الاستجابة لدعوات أميركية لتقليص هجومها العسكري على قطاع غزة، فيما قال مسؤول في البيت الأبيض لـ"الشرق"، إن الولايات المتحدة "ستواصل التزامها بدعم إسرائيل".

وقال 3 مسؤولين أميركيين ومسؤول أميركي سابق للشبكة، إن إدارة الرئيس جو بايدن تناقش استخدام مبيعات الأسلحة لإسرائيل كوسيلة ضغط لإقناع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاستجابة للنداءات الأميركية منذ فترة طويلة لتقليص نطاق الحرب في غزة.

وذكرت المصادر أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) تقوم، بتوجيه من البيت الأبيض، بمراجعة الأسلحة التي طلبتها إسرائيل، والتي يمكن استخدامها كوسيلة ضغط، مشيرين إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد.

وأضافت المصادر أن المسؤولين الإسرائيليين يواصلون مطالبة الإدارة الأميركية بمزيد من الأسلحة، بما في ذلك القنابل الجوية الكبيرة والذخيرة والدفاعات الجوية.

ما الأسلحة التي تسعى أميركا للضغط بها على إسرائيل؟

وأوضحت المصادر أنه بعد أسابيع من النداءات التي تمت وراء الكواليس من قبل مسؤولي الإدارة الأميركية لإبطاء الهجوم العسكري الإسرائيلي، والتي أسفرت عن نتائج أقل مما يريد البيت الأبيض، تدرس الولايات المتحدة الآن إبطاء أو إيقاف عمليات تسليم بعض الأسلحة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى حث الإسرائيليين على القبول بإجراءات مثل فتح ممرات إنسانية لتوفير المزيد من المساعدات للمدنيين الفلسطينيين.

وقال المسؤولون إن من بين الأسلحة التي ناقشت الولايات المتحدة استخدامها كوسيلة ضغط، هي قذائف المدفعية عيار 155 ملم، وذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، وهي عبارة عن مجموعات توجيه تحول القنابل غير الذكية إلى ذخائر موجهة بدقة، مضيفين أن من المرجح أن تستمر الإدارة في تقديم مجموعات توجيه أخرى تجعل الذخائر الإسرائيلية أكثر دقة.

ولفت المسؤولون إلى أنه من غير المرجح أن يبطئوا تسليم الدفاعات الجوية، على الرغم من أنه تمت دراسة الفكرة، وكذلك الأنظمة الأخرى التي توفر الدفاع لإسرائيل، إذ تركز الإدارة في مراجعتها على ما يمكن حجبه أو تأخير تسليمه على المعدات العسكرية الهجومية.

ووفقاً لما نقلت الشبكة عن مصادرها، فإن مسؤولي إدارة بايدن ناقشوا أيضاً تزويد الحكومة الإسرائيلية بالمزيد من الأسلحة التي طلبتها، كحافز لاتخاذ بعض الخطوات التي طلبتها الولايات المتحدة.

هل فشلت واشنطن في إقناع إسرائيل بتقليص الحرب؟

قال المسؤولون الأميركيون لـ"إن بي سي نيوز"، إن هذه الجهود تأتي بعد أسابيع من فشل بايدن وفريق الأمن القومي الخاص به في إقناع نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين بتغيير التكتيكات بشكل كبير في غزة، واتخاذ المزيد من الخطوات لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وأشار التقرير إلى أن الخطوة، في حال تحقيقها، تمثل تحولاً محتملاً في نهج الرئيس الأميركي من خلال تجاوز فكرة "الضغط الكلامي"، الذي يتم وراء الكواليس إلى حد كبير، وإجراء تغييرات سياسية ملموسة تهدف إلى دفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات على الأرض.

ويحث بعض الديمقراطيين في الكونجرس إدارة بايدن على بذل المزيد من الجهد للضغط على نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين.

وأكدت المصادر أن كبار المسؤولين في إدارة بايدن ما زالوا يشعرون بالإحباط لأن إسرائيل تجاهلت في كثير من الأحيان دعواتهم لإيلاء المزيد من الاهتمام، لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين الفلسطينيين، مشيرين إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة خان يونس كأحدث مثال على ذلك.

وأوردت "إن بي سي نيوز" أن هذا الإحباط تصاعد مؤخراً داخل البنتاجون أيضاً، في حين كان بايدن ومسؤولون آخرون في البيت الأبيض غاضبين منذ فترة طويلة من طريقة تعامل نتنياهو مع الحرب، إذ ظل الرئيس الأميركي يصرح على مدى أسابيع بأنه يبذل كل ما في وسعه لحمل إسرائيل على تغيير تكتيكاتها العسكرية. 

وقال مسؤولون في البيت الأبيض لـ"إن بي سي نيوز"، إن بايدن استطاع تحقيق بعض النجاح، ولكنهم أقروا بأن الحكومة الإسرائيلية لم تصل بعد إلى الحد الذي أراده الرئيس الأميركي.

وأعرب مسؤول كبير في الإدارة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، عن شعوره بالإحباط من المسؤولين الإسرائيليين. قائلاً: "هناك الكثير من الأمور التي يتعين عليهم القيام بها، كما أن هناك الكثير من الأمور التي يجب عليهم أيضاً أن يكونوا أكثر حذراً بشأنها". 

التزام بايدن بدعم إسرائيل

وفي رده على هذا التقرير، قال مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لـ"الشرق"، إن "بايدن يعتقد أن النهج الذي اتبعه كان أكثر فعالية، ولإسرائيل الحق والواجب في الدفاع عن نفسها ضد تهديد حماس، مع الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وحماية أرواح المدنيين، ونظل ملتزمين بدعم إسرائيل في حربها ضد حماس". 

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة "ستواصل التزامها بدعم إسرائيل في حربها ضد حماس، ولا يوجد تغيير في سياستنا".

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"الشرق"، إنه "لا يوجد طلب من البيت الأبيض لوزارة الدفاع لإبطاء شحنات الأسلحة إلى إسرائيل"، مضيفاً: "لست على علم بأي طلب لمراجعة صفقات الأسلحة، ولا لاحتمال إبطاء عمليات التسليم أيضاً".

تصنيفات

قصص قد تهمك