ما هي قاذفة B-1 التي استخدمتها أميركا في ضربات العراق وسوريا؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
قاذفة Boeing B-1B في المتحف الوطني للقوات الجوية للولايات المتحدة، دايتون بولاية أوهايو. - www.nationalmuseum.af.mil
قاذفة Boeing B-1B في المتحف الوطني للقوات الجوية للولايات المتحدة، دايتون بولاية أوهايو. - www.nationalmuseum.af.mil
دبي -الشرق

شنت طائرات من بينها قاذفات بعيدة المدى من طراز B-1 قادمة من الولايات المتحدة غارات على 85 هدفاً في 7 مواقع مرتبطة بـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" وجماعات مسلحة  تموّلها إيران، السبت، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الأهداف شملت منشآت للقيادة والسيطرة ومستودعات إمداد للصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة.

وذكر الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان: "لقد بدأ ردنا اليوم، وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها".

وأفاد مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية لشبكة CNN الأميركية، بأن قاذفات قنابل من طراز B-1 التابعة للقوات الجوية، كانت من بين الطائرات الأميركية التي نفذت ضربات، الجمعة، في العراق وسوريا.

وأوضح مدير هيئة الأركان المشتركة الأميركية الفريق دوجلاس سيمز، للصحافيين، أن أطقم القاذفات التي أقلعت من الولايات المتحدة تمكنت من الوصول في رحلة واحدة بدون توقف.

وأضاف سيمز أن الولايات المتحدة "واثقة حقاً" في دقة ضرباتها على أهداف الفصائل المسلحة، ونسب الفضل إلى قاذفات B-1 في هذا التقييم.

وتابع: "المؤشرات الأولية تشير إلى أننا ضربنا بالضبط ما استهدفنا ضربه، مع عدد من الانفجارات الثانوية المرتبطة بالذخيرة والمواقع اللوجستية"، التي استهدفتها الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن واشنطن توقعت سقوط ضحايا عندما اختارت أهدافها.

والطائرة B-1 هي قاذفة قنابل ثقيلة بعيدة المدى متعددة المهام يمكنها نشر أسلحة موجهة وغير موجهة.

"العمود الفقري" لقوة القاذفات

والطائرة B-1B Lancer أو B-1 Bomber التي تعد أحد رموز العقود الأخيرة من الحرب الباردة، صُممت في الأساس لتكون قاذفة نووية استراتيجية يمكنها التحليق على ارتفاع منخفض لتجنب رصد رادارات الإنذار المبكر السوفيتية، بحسب موقع military.com.

ومع نهاية الحرب الباردة، عدلت B-1B Lancer لحمل ذخائر تقليدية، واستخدمت على نطاق واسع في عمليات دعم جوي مباشر، ومهام قصف تكتيكي، وهي قاذفة قنابل أسرع من الصوت، ذات أجنحة متعددة الأوضاع.

تعد الطائرة B-1 متعددة المهام، والتي تحمل أكبر حمولة من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة بين طائرات سلاح الجو، بمثابة "العمود الفقري" لقوة القاذفات بعيدة المدى الأميركية.

ويمكنها إطلاق كميات هائلة من الأسلحة الدقيقة وغير الدقيقة بسرعة ضد أي خصم، في أي مكان في العالم، وفي أي وقت، بحسب موقع القوات الجوية الأميركية.

مميزات القاذفة B-1 

يشترك الجناح المدمج بجسم الطائرة B-1B، والأجنحة متغيرة الأبعاد والمحركات التوربينية المروحية المزودة بنظام إعادة الاحتراق، في توفير المدى الطويل والقدرة على المناورة والسرعة العالية مع تعزيز القدرة على البقاء.

تُستخدم إعدادات الجناح الأمامي للإقلاع والهبوط والتزود بالوقود في الجو، وفي بعض سيناريوهات استخدام الأسلحة على ارتفاعات عالية. تُستخدم إعدادات الجناح الخلفي التراجعي، عادةً أثناء الطيران العالي دون سرعة الصوت والأسرع من الصوت، ما يعزز قدرة الطائرة B-1B على المناورة في المدارات المنخفضة والعالية.

تسمح سرعة B-1B وخصائص التحكم الفائقة لها بالاندماج بسلاسة في مجموعات قوة مختلطة.

وهذه القدرات، عندما تقترن بحمولتها الكبيرة ونظام الاستهداف الراداري الممتاز، وفترة التحليق الطويلة والقدرة على البقاء، تجعل من B-1B عنصراً أساسياً في أي قوة هجومية مشتركة أو مختلطة.

بديل للطائرة B-52

طورت الطائرة B-1A في البداية في السبعينيات كبديل للطائرة B-52. كما تم تطوير واختبار 4 نماذج أولية لهذه القاذفة الاستراتيجية بعيدة المدى وعالية السرعة (2.2 ماخ) في منتصف السبعينيات، ولكن البرنامج ألغي عام 1977 قبل الدخول في مرحلة الإنتاج، ثم استمرت اختبارات الطيران حتى عام 1981.

B-1B نسخة محسنة أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريجان عام 1981، وشملت التغييرات الرئيسية هيكلاً إضافياً لزيادة الحمولة بمقدار 74 ألف رطل، وأنظمة رادار محسّنة، وتقليل المقطع العرضي للرادار بقدر كبير. كما عدلت فوهة المحرك بشكل كبير في إطار المقطع العرضي للرادار، ما استلزم خفض السرعة القصوى إلى 1.2 ماخ.

حلقت أول طائرة من طراز B-1 في أكتوبر 1984، وتم تسليم أول طائرة من طراز B-1B إلى قاعدة "دايس" الجوية بولاية تكساس في يونيو 1985. وتم تحقيق القدرة التشغيلية الأولية في 1 أكتوبر 1986. وسُلمَت النسخة النهائية من طراز B-1B. 2 في مايو 1988.

إلغاء المهام النووية

في عام 1994، ألغت الولايات المتحدة المهمة النووية للطائرة B-1، وعلى الرغم من أن القوات الجوية لم تنفق أي تمويل إضافي للحفاظ على القدرات النووية، كانت الطائرة B-1 لا تزال تعتبر قاذفة ثقيلة مجهزة للتسلّح النووي حتى عام 2007.

وبدأ التحوّل إلى طائرة تقليدية فقط في نوفمبر 2007 بموجب معاهدة "ستارت" الأصلية، واكتمل في مارس 2011 بموجب معاهدة "ستارت الجديدة" New START. 

وكان هذا التحويل ممكناً، بعد خطوتين، في الخطوة الأولى، تم لحام غلاف أسطواني معدني في نقطة التثبيت الخلفية لكل مجموعة من ملحقات محرك B-1. أدى هذا إلى منع تركيب أبراج صواريخ "كروز" تطلق من الجو من طراز B-1.

خلال الخطوة الثانية، تمت إزالة موصلي كابلات للأسلحة النووية في كل من مقصورات الأسلحة في القاذفة B-1. ومنع هذا إشارة ما قبل التسليح من الوصول إلى الأسلحة.

تحمل الطائرة B-1B قرابة 50 رقماً قياسياً عالمياً فيما يتعلق بالسرعة والحمولة والمدى وزمن الارتفاع في فئتها.

مهام سابقة للقاذفة B-1

استخدمت القاذفة B-1B لأول مرة في القتال لدعم العمليات ضد العراق خلال "عملية ثعلب الصحراء" في ديسمبر 1998.

وفي عام 1999، استخدمت 6 طائرات من طراز B-1 في "عملية القوة المتحالفة" ضد ما كان آنذاك جمهورية يوغوسلافيا، إذ ألقت أكثر من 20% من إجمالي الذخائر، بينما كانت تحلق أقل من 2% من الطلعات القتالية.

خلال الأشهر الستة الأولى من عملية "الحرية الدائمة"، وهو الاسم الذي أطلقته الولايات المتحدة على حربها ضد أفغانستان في أكتوبر 2001، أسقطت 8 طائرات من طراز B-1 ما يقرب من 40% من إجمالي الحمولة التي سلمتها القوات الجوية للتحالف. 

وشمل ذلك ما يقرب من 3 آلاف و900 من صواريخ الهجوم المباشر المشترك JDAMs، أو 67% من الإجمالي.

وفي "عملية حرية العراق" عام 2003، طارت الطائرات بأقل من 1% من المهام القتالية، بينما أطلقت 43% من صواريخ JDAM المستخدمة. ويستمر نشر طائرات B-1 اليوم، حيث تنفذ مهاماً جوية يومياً لدعم العمليات المستمرة.

السمات العامة لقاذفة B-1

الشركة المصنعة: بوينج

الخدمة: القوات الجوية الأميركية

التسليح: 84 قنبلة Mk-82 زنة 500 رطل أو 24 قنبلة Mk-84 زنة 2000 رطل

84 لغماً بحرياً من طراز Mk-62 بوزن 500 رطل أو 8 ألغام بحرية من طراز Mk-65 Quick Strike بوزن 2000 رطل.

30 ذخيرة عنقودية (CBU-87، -89، -97) أو 30 موزع ذخائر مصححة بالرياح (CBU-103، -104، -105). 

24 ذخيرة هجوم مباشر مشترك GBU-31 بوزن 2000 رطل أو 15 ذخيرة هجوم مباشر مشترك GBU-38 بوزن 500 رطل.

24 صاروخ مواجهة جو-أرض مشتركا من طراز AGM-158A، قذيفة هجوم مباشر مشترك موجهة بالليزر طراز GBU-54.

المحرك: أربعة محركات توربينية من جنرال إلكتريك F101-GE-102 مُزودة بنظام إعادة الإحراق.

السرعة: 900 ميل في الساعة (1.2 ماخ عند مستوى سطح البحر)

المدى: عابرة للقارات

الطاقم: أربعة (قائد الطائرة، مساعد طيار، واثنان من ضباط منظومة الأسلحة)

تكلفة الوحدة: 317 مليون دولار

قدرة التشغيل الأولية: أكتوبر 1986

مخزون الطائرات: الطائرات النشطة 62 طائرة، قيد الاختبار 2، الحرس الوطني الجوي 0، الاحتياطي 0

تصنيفات

قصص قد تهمك