قرارات نتنياهو "المنفردة" تعصف بمجلس الحرب في إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب. 7 يناير 2024 - AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب. 7 يناير 2024 - AFP
دبي -الشرق

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن الائتلاف الحكومي الذي وصفته بـ"الهش" بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان قريباً من "الانهيار"، بعدما بحث الوزيران البارزان بيني جانتس وجادي آيزنكوت الانسحاب من مجلس الحرب، متهمين نتنياهو بـ"الانفراد بقرارات مصيرية"، تتعلّق بصفقة محتملة لتبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة "حماس".

يأتي هذا بينما تتحدث هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، عن جبهة أخرى من التوتر يخوضها نتنياهو مع قادة في الجيش والأجهزة الأمنية، بعد أن بعث رئيس الوزراء مراقباً خاصاً به من خارج الأجهزة الأمنية لحضور "محادثات القاهرة" مع مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن صفقة تبادل أسرى ومحتجزين متوقعة مع "حماس"، والتي شارك فيها رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنياع، ورئيس جهاز "الشاباك" رونين بار.

واستُبعد جانتس وآيزنكوت بشكل شبه كامل من عملية صنع القرار فيما يتعلق بـ"محادثات القاهرة" سواء بحجم التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي، أو بمنع الوفد من التوجه مرة أخرى إلى العاصمة المصرية للمشاركة في جولة مفاوضات جديدة، وفق ما تكشَّف في إسرائيل من معلومات تداولتها وسائل إعلام.

وكشف هيئة البث الإسرائيلية، أن الوزيرين في مجلس الحرب جانتس وآيزنكوت، كانا على وشك الاستقالة من المجلس ومغادرة حكومة نتنياهو "لكنهما قررا البقاء، نظراً للتطورات على الحدود مع لبنان، وارتفاع حدة التصعيد هناك، وبسبب حساسية قضية المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس في قطاع غزة".

واتخذ نتنياهو قرار منع الوفد من التوجه إلى القاهرة مجدداً، رغم أن رئيس الموساد ورئيس الشاباك، أخبراه بعد عودتهما إلى إسرائيل أن هناك سبباً كافياً يدعو لمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة جديدة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

أزمة ثقة

وأثار قرار نتنياهو، عاصفة احتجاجات، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم قولهم، إن رئيس الوزراء يعرقل إتمام صفقة تبادل المحتجزين والأسرى لـ"أسباب شخصية"، "لا تضع في الاعتبار المصلحة العامة" لإسرائيل.

وتجدد الحديث في إسرائيل عن أزمة ثقة بين نتنياهو والمؤسسة العسكرية، وقال مختصون في الشأن الإسرائيلي، لوكالة أنباء العالم العربي AWP، إن نتنياهو لم يعد يثق بأحد، وأرسل من يراقب نيابة عنه إلى اجتماعات القاهرة، حتى وصل به الحال إلى الطلب من الوفد الإسرائيلي الاستماع فقط وعدم التفاوض.

ويدور حديث أيضاً عن رفض نتنياهو مسودة اتفاق إطاري، أعدَّها الجيش ومنع الوفد الإسرائيلي من مناقشتها في القاهرة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، إن نتنياهو أرسل مستشاره أوفير فالك، إلى اجتماع القاهرة، لمنع رئيس جهاز الموساد من تجاوز التفويض الممنوح له بشأن مفاوضات صفقة تبادل المحتجزين والأسرى مع حركة "حماس".

وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها "فالك" في الاجتماعات المخصصة للتفاوض بشأن صفقة جديدة، إذ تواجد ضمن الوفد لمنع أي تنازل لا يتفق مع رأي بنيامين نتنياهو، بحسب "مكان".

وكشف "القناة 11" الإسرائيلية، أن نتنياهو، رفض الخطوط العريضة الجديدة لإطلاق سراح المحتجزين التي وضعها رئيسا الموساد والشاباك واللواء نيتسان ألون، المكلف بالملف من الجيش الإسرائيلي، واندلع خلاف بينهم.

وفي إشارة إلى ارتفاع حدة الخلاف بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية، نشر المتحدث باسم حزب "الليكود" جاي ليفي تغريدة عبر منصة "إكس"، هاجم فيها قادة أجهزة الأمن، لكنه حذفها بعد ساعات.

وكتب ليفي "لم يكن نتنياهو هو الذي تلقى مكالمة تحذيرية في الرابعة صباحاً، وعاد إلى النوم"، في إشارة إلى تجاهل قادة أجهزة الأمن للتحذيرات التي وصلت قبل وقوع هجمات السابع من أكتوبر الماضي وتجاهلها.

وأضاف: "لم يكن نتنياهو أيضاً هو من أصدر التعليمات لقوات جولاني بعدم الاقتراب من الحدود حتى التاسعة صباحاً يوم السابع من أكتوبر".

محاولات كسب الوقت

من جهته، قال رئيس مركز القدس للدراسات أحمد رفيق عوض، إن "نتنياهو لا يبحث عن نجاح مفاوضات تبادل المحتجزين والأسرى، ويريد لهذه الحرب أن تستمر".

وأضاف عوض في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي AWP، أن "كل أفعال نتنياهو وقراراته تصف في اتجاه عدم التوصل لاتفاق لتبادل المحتجزين والأسرى، ووقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".

وتابع: "حتى وإن أراد في مرحلة ما وقف الحرب، فإنه يريد أن يكون كل شيء بمعاييره، فحتى المفاوضات التي جرت في القاهرة يريدها أن تظل فقط متمحورة بشأن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، ولا يريد أي حديث عن أفق سياسي أو انسحاب للجيش الإسرائيلي".

وافترض عوض أن "ما يريده نتنياهو هو مجرد ربح للوقت ليس أكثر، لتحقيق ما تبقى من أهداف حقيقية غير معلنة للحرب على غزة، وهي تدمير القطاع بالكامل وجعله غير قابل للحياة وتهجير الناس، وهذا هو هدف الحرب الحقيقي".

وأشار إلى أن أهالي المحتجزين الإسرائيليين أنفسهم، باتوا على قناعة أن نتنياهو لا يريد تحرير أبنائهم، ولا يريد لصفقة تبادل أن تتم.

وأوضح عوض أن مشاركة الوفد الإسرائيلي في اجتماع القاهرة، لم يكن أكثر من مجاملة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي اتصل هاتفياً بنتنياهو، وطلب منه المشاركة في الاجتماع بعدما كان قرار مجلس الحرب هو عدم المشاركة.

نتنياهو أكبر الخاسرين

فيما قال مدير مركز يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات، إن "نتنياهو يعيش حالة ارتباك، ولا يثق بقادة الأجهزة الأمنية، ولا يريدهم أن يتخذوا قرارات لا تتماشى مع موقفه ورأيه، ولهذا أرسل مستشاره الخاص إلى اجتماع القاهرة ليكون بمثابة مراقب لرئيس جهاز الموساد".

وأضاف بشارات في حديث لوكالة أنباء العالم العربي، أن "الخاسر الأكبر في إسرائيل من وقف الحرب هو نتنياهو، الذي يخشى على مستقبله السياسي، وبالتالي لا يريد أن تصل الأمور إلى نقطة النهاية، ويكرس كل جهوده لإعاقة الحلول الدبلوماسية والسياسية".

ولفت إلى وجود "حالة توتر" بين الجيش، وكل المؤسسة الأمنية من ناحية، ونتنياهو من ناحية أخرى.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، الأسبوع الماضي، أن خلافاً اندلع بين نتنياهو والجيش بسبب العملية العسكرية المتوقعة في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما يتردد الجيش في تنفيذ هذه العملية في ظل الرفض الدولي الكبير لها، ينزعج نتنياهو من ذلك، ويتهم القوات الإسرائيلية بـ"مخالفة تعليماته".

تصنيفات

قصص قد تهمك