في ثاني مكالمة خلال أسبوع.. بايدن يحذر من عملية رفح ونتنياهو يتعنت

الرئيس الأميركي: لا يجب المضي في عملية عسكرية برفح دون ضمان سلامة المدنيين

time reading iconدقائق القراءة - 7
نازحون فلسطينيون ينتقلون من خان يونس إلى رفح وسط قصف إسرائيلي مستمر على قطاع غزة. 15 فبراير 2024 - Reuters
نازحون فلسطينيون ينتقلون من خان يونس إلى رفح وسط قصف إسرائيلي مستمر على قطاع غزة. 15 فبراير 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، في ثاني مكالمة بينهما خلال الأسبوع الجاري، وسط مخاوف بشأن عدم إحراز تقدم كبير على صعيد محادثات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، واحتمال شن الجيش الإسرائيلي عملية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تعارضها واشنطن.

وقال البيت الأبيض في بيان الخميس، إن بايدن أثار العملية الإسرائيلية في رفح مع نتنياهو، وجدد التأكيد على وجهة نظره بأنه "لا يجب المضي قدماً في عملية عسكرية في رفح دون خطة موثوقة يمكن تنفيذها، لضمان سلامة المدنيين في رفح".

وذكر البيت الأبيض أن بايدن جدد تأكيده على التزامه بالعمل على دعم إطلاق سراح كل المحتجزين الإسرائيليين في أقرب وقت ممكن.

بدوره، قال نتنياهو، عقب مكالمته مع بايدن والتي استمرت 40 دقيقة، إن إسرائيل "لن ترضخ للقبول بدولة فلسطينية".

وأضاف في بيان أصدره بعد منتصف ليل الجمعة، إنه يمكنه أن يلخص موقفه في جملة واحدة وهي أن إسرائيل ترفض بشكل قاطع "الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، ترتيبات كهذه سيتم التوصل إليها فقط عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف ودون شروط مسبقة"، وفق ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وتعهد نتنياهو بمواصلة معارضة "الخطوات الأحادية للاعتراف بدولة فلسطينية"، واعتبر أن اعترافاً كهذا في أعقاب هجوم 7 أكتوبر هو بمثابة "منح جائزة للإرهاب" على حد قوله.

ويشعر الرئيس الأميركي بإحباط متزايد إزاء ما قام به نتنياهو خلال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، ووصف بايدن، الأسبوع الماضي، العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها "تجاوزت الحدود". 

وقال مسؤول إسرائيلي لموقع "أكسيوس" إن مكالمة الخميس، ركزت على مفاوضات اتفاق الأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، والعملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وخاصة العملية المحتملة في رفح.

قلق دولي بشأن رفح

وتمت المكالمة وسط مخاوف عالمية متفاقمة من احتمالية اتساع نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، حيث يعيش أكثر من 1.2 مليون فلسطيني كلاجئين هرباً من القتال. 

وحذر بايدن ومسؤولون أميركيون آخرون الحكومة الإسرائيلية مراراً من القيام بعملية عسكرية في رفح من دون إخلاء سكانها المدنيين. 

وقتلت إسرائيل ما يزيد على 28 ألف فلسطيني في غزة منذ 7 أكتوبر، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في القطاع. 

وتضغط إدارة بايدن أيضاً من أجل إحراز تقدم على صعيد مفاوضات اتفاق الرهائن بين إسرائيل و"حماس"، وقال الرئيس الأميركي، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستبذل "أقصى ما في وسعها" من أجل التوصل إلى اتفاق. 

مفاوضات الأسرى

والتقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز نتنياهو في إسرائيل، الخميس، ورئيس الاستخبارات (الموساد) ديفيد برنياع لبحث ما آلت إليه المفاوضات الحالية. 

وخلال المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو، الأحد، حض الرئيس الأميركي نتنياهو على "إيجاد سبل لسد الفجوات في المحادثات".

ولكن بعد انتهاء اجتماع القاهرة، الثلاثاء، بين مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين وإسرائيليين، من دون إحراز تقدم يُذكر، رفض نتنياهو إرسال وفد إسرائيلي إلى مصر لمتابعة المحادثات الخميس.

وتتمثل النقطة الشائكة الأكبر في مطلب حماس إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية كجزء من الاتفاق، وفق "أكسيوس". 

وأبلغ بايدن نتنياهو بأن إسرائيل قد تضطر إلى إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي في صفقة التبادل الجديدة، بأكثر مما فعلت في فترة توقف القتال الأولى في نوفمبر الماضي، رغم موافقة بايدن على أن مطلب حماس في هذه المرة "مُبالَغ فيه"، وفقاً لما قاله مسؤولون لـ"أكسيوس". 

تنامي الإحباط الأميركي إزاء نتنياهو

وأدت الخطط العسكرية الإسرائيلية التي تلوح في الأفق لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، إلى تفاقم التوترات بين حكومة نتنياهو، وإدارة بايدن، التي تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إنها أصبحت "مُحبطة" بشكل متزايد بسبب فشل محاولات كبح جماح تلك الخطط العسكرية.

وأضافت الصحيفة، في تقرير، الخميس، أن تداعيات انعدام الثقة بين بايدن ونتنياهو، اللذين تحدثا 19 مرة منذ هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، باتت أكثر وضوحاً في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى أن بايدن يحاول منع العملية العسكرية على رفح، التي يقيم فيها الآن 1.1 مليون نازح فلسطيني، ولكن نتنياهو تعهد بالمضي قدماً في خطته، قائلاً إن إسرائيل ستشن عملية قوية في المدينة بمجرد إخلاء السكان. 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، لم تكشف هويتهم، قولهم إن الولايات المتحدة لن تدعم، تحت أي ظرف من الظروف، أي خطة لاجتياح واسع النطاق لرفح، وأنها تفضل إجراء عمليات مستهدفة، مشيرين إلى أن إدارة بايدن طلبت من الجيش الإسرائيلي إعداد خطة ذات مصداقية تتضمن الجانب العسكري وكذلك الإنساني حال قرر تجاهل نصيحة واشنطن اجتياح المدينة.

تراجع نفوذ بايدن لدى نتنياهو

ورأت الصحيفة أن الصدام المتزايد بين الحكومتين بشأن رفح يسلط الضوء على تراجع نفوذ إدارة بايدن على نتنياهو مع استمرار عملية الجيش الإسرائيلي في غزة، وكذلك مع تزايد الضغوط داخل الحكومة الأميركية لكبح جماح تل أبيب.

ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أميركيين فإن وزارة الخارجية الأميركية تجري تحقيقاً بشأن عدة غارات جوية إسرائيلية في غزة أدت إلى سقوط عشرات المدنيين واحتمال استخدام إسرائيل للفسفور الأبيض في لبنان، لتحديد ما إذا كان الجيش الإسرائيلي أساء استخدام القنابل والصواريخ الأميركية لقتل المدنيين. 

وتأتي التوترات بين واشنطن وتل أبيب بشأن اجتياح رفح في الوقت الذي واصلت فيه واشنطن، مع قطر ومصر وإسرائيل، العمل على خطط وصفتها الصحيفة بأنها "هشة" للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار لضمان إطلاق سراح المحتجزين المتبقين لدى "حماس"، ووصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها داخل غزة، ولكن يبدو أن هذه الجهود انهارت عندما أعلنت إسرائيل أنها لن تعود إلى القاهرة لإجراء مزيد من المفاوضات، بحسب الصحيفة.

تصنيفات

قصص قد تهمك