قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، السبت، إن الطريق نحو الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، هو من خلال إقامة دولة فلسطينية، مطالباً المجتمع الدولي بالتركيز على ذلك، فيما شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة منح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان خلال جلسة نقاش بعنوان "نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحدي خفض التصعيد"، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن على أهمية وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن الأولوية يجب أن تكون أيضاً لإنهاء الكارثة الإنسانية التي تحدث في القطاع.
وطالب بالتركيز على "انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية لسكان غزة"، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.
وأوضح أن محادثات المملكة مع الولايات المتحدة ركزت على العديد من النقاط في القضية الفلسطينية، وشددت على أن الأولوية الملحّة هي "معالجة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والحاجة إلى إيجاد طريقة لإنهاء القتال هناك، مع إيجاد طريقة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع".
وأكد وزير الخارجية السعودي أن "الاستفزازات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي تؤجج حتماً مشاعر الأمتين العربية والإسلامية، خاصة مع اقتراب عدد القتلى إلى 30 ألف مدني، و17 ألف يتيم، واستمرار المعاناة الإنسانية الهائلة في قطاع غزة، ومنها نقص الغذاء، ونقص المياه، ونقص الدواء، وأن تلك الاستفزازات قد تخدم أيديولوجيات الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء العالم".
"حل الدولتين السبيل الوحيد لأمن المنطقة"
وذكر الأمير فيصل بن فرحان، أن الوقت حان لتركيز كل الجهود في اتجاه حل الدولتين، بما في ذلك محاسبة الأشخاص الذين يقفون أمام ذلك، سواء كان هذا الطرف "حماس" أو السلطة الفلسطينية أو إسرائيل.
ونبه إلى أنه "لن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل دون وقف القتال في غزة"، مضيفاً أن "أساس التطبيع مع إسرائيل هو الاعتماد على مبادرة السلام العربية".
وتابع: "نحن بحاجة إلى إيجاد مخرج لوقف القتال في غزة، بحاجة إلى مخرج للتأكيد على إدخال المساعدات للأهالي، وفي حال تحقق ذلك سنكون منفتحين على جميع النقاشات التي كنا بصددها قبل السابع من أكتوبر، وكما قلت العنصر الأهم والأولوية القصوى بالنسبة لنا هي قضية إقامة دولة فلسطينية".
ونوه بأن القتال في غزة يحدث للمرة الخامسة، مؤكداً أن حل النزاع بشكل غير مكتمل لن يؤدي إلى الحل، مشدداً على أن "الحل هو منح الفلسطينيين حق تقرير المصير"
وتابع: "الدول العربية ملتزمة تماماً بهذا الهدف، وملتزمة عبر ذلك بالوصول إلى شراكة حقيقة مع إسرائيل وتوفير الأمن للجميع، ولكن هذا يتطلب التزام إسرائيل بحل الدولتين".
وأشار إلى أن "أكثرية الفلسطينيين اليوم ملتزمون بحل الدولتين، وهذا ما يضمن حق إسرائيل في الوجود، واستخدام أقلية من الفلسطينيين كمبرر لعدم المضي قدماً سيبقينا في دوامة العنف هذه"، وعبّر عن تخوفه من "أن يكون الانفجار التالي أسوأ مما حدث في 7 أكتوبر، وليس مثله".
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال الجلسة النقاشية، إنه لا يجوز أن يكون هناك تبرير لهذا الدمار الذي أصاب المدنيين والنساء والأطفال في قطاع غزة، وأكد ضرورة "ألا نعلق في هذه الدوامة من الانتقام والعنف"، وشدد على أن "الأبعاد الحالية التي تظهر هذه الرغبة في الانتقام لن تزيد إلا النشاط الإرهابي".
وأكد شكري أن حل الدولتين هو "الحل الوحيد القابل للحياة، وإخراج المنطقة من دوامة العنف، وأن يخلق الظروف الطبيعية لأن يعيش الجميع في سلام وازدهار"، مشدداً على أهمية منح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.
فرصة استثنائية
وفي وقت سابق السبت، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن هناك "فرصة استثنائية" أمام إسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها في المنطقة، مؤكداً ضرورة إنشاء الدولة الفلسطينية من أجل تحقيق أمن مستدام في المنطقة.
وأضاف بلينكن، خلال حلقة نقاش في مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي: "تقريباً كل دولة عربية تريد الآن بصدق دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات.. وتقديم التزامات وضمانات أمنية، حتى تشعر إسرائيل بمزيد من الأمان".
وتابع بلينكن: "أعتقد أن هناك أيضاً ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، للمضي قدماً في إقامة دولة فلسطينية، تضمن أيضاً أمن إسرائيل".
رفض إسرائيلي
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب مكالمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إن إسرائيل لن ترضخ للقبول بدولة فلسطينية.
وأضاف، في بيان أصدره بعد منتصف ليل الجمعة، إنه يمكنه أن يلخص موقفه في جملة واحدة وهي أن إسرائيل ترفض بشكل قاطع "الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، ترتيبات كهذه سيتم التوصل إليها فقط عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف ودون شروط مسبقة".
وكتب نتنياهو على منصة "إكس" أن "إسرائيل ستُواصل معارضة الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية. إن اعترافاً كهذا، في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، سيُقدّم مكافأة هائلة لإرهاب غير مسبوق، ويمنع أي اتفاق سلام مستقبلي"، بحسب وصفه.