الاتحاد الأوروبي: نعمل على إطلاق مشاورات بشأن "حل الدولتين".. وحرب غزة لن تكون الأخيرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبي-الشرق

قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميجيل، الاثنين لـ"الشرق"، إن التكتل يعمل على إطلاق مشاورات جدية مع إسرائيل والفلسطينيين للدفع باتجاه تنفيذ حل الدولتين، باعتباره "الحل الوحيد للصراع"، محذراً من أن حرب غزة "لن تكون الأخيرة، إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي".

وأضاف ميجيل في مقابلة مع "الشرق"، أن مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أكد في تصريحات، الاثنين، أن على الاتحاد "مسؤولية أخلاقية على الأقل" لمحاولة إقناع طرفي الصراع "خاصة إسرائيل" بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع في فلسطين، وأن أي حلول أمنية لن تنفع أو تكون مستدامة.

جاءت تصريحات بوريل، قبل الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي حضره وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وأمين عام جامعة الدول العربية، كما شارك فيه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بشكل منفصل في الاجتماع. وتركزت المحادثات بشكل أساسي على القضية الفلسطينية والأوضاع في قطاع غزة.

واعتبر ميجيل، أن اجتماع بروكسل، يعمل على إطلاق "مشاورات جدية" مع طرفي النزاع، وكذلك مع دول المنطقة مثل مصر والأردن والسعودية للدفع بحل الدولتين.

وأشار المتحدث الإقليمي باسم الاتحاد الأوروبي، إلى اقتراح داخل الاتحاد؛ بفرض عقوبات على المستوطنين الذين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين، لافتاً إلى موقف بروكسل بإدانة إنشاء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

تجميد الاستيطان

وفي شأن احتمالية تفكيك المستوطنات، قال ميجيل، إن المستوطنين انسحبوا من مستوطنات غزة عام 2005، لذلك سيتم العمل على المضي قدماً في ملف الاستيطان بالتعاون مع الدول الشريكة.

وقال في مداخلته مع "الشرق"، إنه قد يتم تقديم حزمة من الحوافز والضمانات لإسرائيل على الصعيدين الأمني والاقتصادي، في مقابل تجميد الأنشطة الاستيطانية.

وأكد أن هناك إحباطاً في المجتمع الدولي، إزاء "الاستمرار في دوامة العنف"، مشيراً إلى أنها ليست الحرب الأولى في غزة كما أنها "لن تكون الأخيرة، إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي نهائي"، حسب تعبيره. 

وأوضح ميجيل، أن تصريحات بوريل بشأن "فرض الحل" على إسرائيل والفلسطينيين، تعني مرافقة طرفي الأزمة في مشاورات للتوصل إلى حل الدولتين، بالتعاون مع مختلف الدول الشريكة.

ورداً على سؤال بشأن احتمالية فرض عقوبات على إسرائيل، في حال عدم استجابتها لمحاولات التوصل إلى حل سياسي؛ قال بوريل، إن هناك انقساماً بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن الموقف من إسرائيل، وهو ما ظهر في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار، إذ عارضته بعض الدول، وامتنعت أخرى عن التصويت.

وتابع أن الموقف الأوروبي الموحد، يتلخص في الرغبة بالتوصل إلى هدن إنسانية، مع العمل على سرعة إيصال المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن بوريل أكد منذ أشهر رفض الاتحاد الأوروبي تهجير الفلسطينيين من غزة، أو إعادة احتلال القطاع.

"حل الدولتين"

وجدد ميجيل دعوة الاتحاد الأوروبي، إلى التوصل إلى هدن إنسانية، معتبراً أنها قد تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار. 

وأكد أن إقامة دولة فلسطينية هو "السبيل الوحيد" لتحقيق سلام عادل ومستدام، وأنه أفضل ضمان لأمن إسرائيل. 

وخلال اجتماع بروكسل، في وقت سابق، الاثنين، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن خطة إسرائيل لتدمير حركة حماس في غزة لا تجدي نفعاً، وإنه يتعين على الاتحاد الأوروبي مواصلة الجهود للتوصل إلى "حل الدولتين" رغم معارضة إسرائيل.

وقال بوريل، إنه يريد المضي قدماً في الجهود الدولية لإيجاد عملية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية تتعايش إلى جانب إسرائيل. وكانت آخر محادثات لهذه الغاية قد انهارت قبل عقد من الزمان، وسط انعدام متبادل للثقة وتعنت.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أكد، الأحد، موقفه الرافض لإقامة أي دولة فلسطينية؛ لأنها ستشكل "خطراً وجودياً" على إسرائيل، على حد قوله.

وقبل الاجتماع، أرسل السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي، ورقة مناقشة إلى الدول الأعضاء تقترح خريطة طريق للسلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع.

مؤتمر تحضيري للسلام

وتضمنت الخطة دعوة لعقد "مؤتمر تحضيري للسلام"، ينظمه الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والسعودية وجامعة الدول العربية، مع دعوة الولايات المتحدة والأمم المتحدة أيضاً للمشاركة في عقد المؤتمر.

وسيعقد المؤتمر حتى لو رفض الإسرائيليون أو الفلسطينيون المشاركة. لكن الوثيقة تشير إلى أنه سيتم التشاور مع الطرفين في كل خطوة من المحادثات، فيما يسعى المندوبون إلى وضع خطة سلام.

وتوضح الوثيقة الداخلية أن أحد الأهداف الرئيسية لخطة السلام ينبغي أن يكون إقامة دولة فلسطينية مستقلة "تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن".

وتقترح وثيقة الاتحاد الأوروبي أيضاً على المشاركين في مؤتمر السلام، أن يوضحوا "التداعيات" لكلا الجانبين، اعتماداً على ما إذا كانوا يقبلون أو يرفضون الخطة التي يجري الاتفاق عليها خلال المؤتمر.

ولم تذكر الوثيقة ما هي هذه التداعيات، فيما يمتلك الاتحاد الأوروبي عدة جوانب محتملة للتأثير.

ويعد الاتحاد الأوروبي مزوداً رئيسياً للمساعدات الاقتصادية للفلسطينيين، ولديه اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع إسرائيل تتضمن منطقة تجارة حرة. واقترح بعض المسؤولين سراً أنه من الممكن استخدام هذا الأمر للتأثير على إسرائيل.

تصنيفات

قصص قد تهمك