مخاوف بشأن روسيا تدفع الناتو لبحث احتمالات تراجع واشنطن عن دعم أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 5
المستشار الألماني أولاف شولتز ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس يتصافحان في اجتماعهما الثنائي في مؤتمر ميونخ للأمن (MSC). 17 فبراير 2023 - AFP
المستشار الألماني أولاف شولتز ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس يتصافحان في اجتماعهما الثنائي في مؤتمر ميونخ للأمن (MSC). 17 فبراير 2023 - AFP
دبي -الشرق

بات أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" يتحدثون سراً عن إمكانية شن روسيا هجوماً على بلدانهم مع اعتبار ذلك "خطراً" يتطلب استجابة عاجلة، في وقت تتنامى فيه الشكوك حول قدرة الولايات المتحدة الاحتفاظ بدورها التقليدي المتمثل في حماية أوروبا باعتبارها جزءاً من التحالف. 

ووفقاً لـ "بلومبرغ"، فإن القلق المتزايد لدى حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين ينبع من إدراكهم أن روسيا باتت أكثر جرأة بفضل نجاحاتها الميدانية في ساحة القتال الأوكرانية، كما يأتي بسبب مخاوف من خفض الولايات المتحدة دعمها لمنطقتهم، دون الاستعداد لمثل هذه اللحظة. 

ولفتت الوكالة إلى أن هذه التخوفات هيمنت على المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في مؤتمر "ميونخ للأمن" في ألمانيا، والذي اجتمع فيه القادة ومسؤولو الدفاع لتقييم أكبر التهديدات الجيوسياسية في العالم. 

وأعرب كبار مسؤولي الدفاع الحاضرين، عن قلقهم إزاء فشل الولايات المتحدة في تقديم تمويلها إلى أوكرانيا الذي يبلغ مليارات الدولارات، قائلين إنهم "يخططون لسيناريوهات يمكن فيها لهذا التراجع العلني للدعم أن يشجع موسكو على شن هجوم مباشر على أحد الحلفاء في الناتو". 

"عدم اليقين"

ووفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن أحد المسؤولين، فإن الشعور الذي كان سائداً في مؤتمر ميونخ هذا العام هو حالة "عدم اليقين"، على عكس الشعور بالإلحاح الذي كان يهيمن على التجمعات السابقة. 

وقال وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، في مقابلة مع "بلومبرغ": "لا أستطيع التنبؤ بما إذا كان من الممكن حدوث هجوم على أراضي الناتو أو متى قد يكون ذلك، ولكن هذا يمكن أن يحدث في غضون خمس إلى ثماني سنوات". 

وفي اليوم الثاني من المؤتمر، سقطت مدينة أفدييفكا شرق أوكرانيا، ما منح موسكو أهم انتصار لها في ساحة المعركة منذ ما يقرب من عام، وفي ذات اليوم أعلنت روسيا وفاة الناشط المعارض أليكسي نافالني، ما يؤكد عدم جدوى المعارضة الداخلية لنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب "بلومبرغ". 

ومع نفاد الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، كان أساس المناقشات التي جرت في ميونخ هو حزمة المساعدات الأميركية لكييف التي لا تزال معلقة في الكونجرس، وهو ما تم النظر إليه باعتباره "أمراً رمزياً" على المستوى العلني لاحتمال تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها تجاه أوكرانيا، وهو ما هيمن على المحادثات التي جرت خلف الكواليس. 

بدوره، أعرب السيناتور الجمهوري جيه دي فانس، وأحد معارضي إرسال المساعدات لأوكرانيا وحليف مقرب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عن مشاعر يحملها الكثيرون في حزبه، عندما قال إن بلاده بحاجة إلى "تحويل تركيز سياستها الخارجية إلى آسيا"، وهو ما اعتبرته الوكالة إنه سيترك للولايات المتحدة موارد أقل لإنفاقها على أصدقائها عبر المحيط الأطلسي. 

وقال فانس في إحدى جلسات المؤتمر: "مشكلة أوروبا هي أنها لا توفر ردعاً كافياً بنفسها، وذلك لأنها لم تتخذ ما يكفي من المبادرات"، وأضاف أن "الغطاء الأمني الأميركي قد أدى إلى تلاشي الأمن الأوروبي". 

"بصيص أمل"

وشعر الأوروبيون بالقلق من تصريح ترمب قبل أسبوع، والذي قال فيه إنه قد يسمح لروسيا بمهاجمة الدول التي لم تحقق أهداف منظمة حلف الناتو فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي. 

وأعربت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس عن تفاؤلها حيال الأمر، قائلة في مقابلة مع "بلومبرغ":"كان هناك شعور بأن وجود المسؤولين الأميركيين هنا ربما يجعلهم يفهمون الأمور التي باتت على المحك بشكل أفضل"، مضيفة أنها متفائلة بعد حضور اجتماعات مع أعضاء مجلس الشيوخ والنواب بأن الكونجرس قد يفرج عن الأموال. 

وحذرت كالاس، من أن "إطالة الوقت تصب في صالح بوتين"، وهو ما ردده الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، الذي كان يتحدث في الجلسة ذاتها، قائلاً: "الأمر لا يتعلق باتخاذ القرار الصحيح فحسب، بل يتعلق باتخاذ القرار الصحيح في وقت مبكر".

ورغم صعوبة الوضع، إلا أنه كان هناك بصيص من الأمل بالنسبة للجانب الأوكراني، إذ أشار المسؤولون إلى مزاعم كييف بأن روسيا تخسر رجالها بمعدل مذهل (سبعة جنود لكل جندي أوكراني)، كما أن خطط الحلفاء لإرسال سرب من الطائرات المسيرة المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي إلى كييف ستفتح المجال أمام القوات الأوكرانية للتفوق على وابل المدفعية الروسية. 

ووفقاً لما نقلته "بلومبرغ" عن أحد كبار مساعدي الكونجرس، فإنه حتى لو تم الإفراج عن التمويل الأميركي إلى كييف، فإن وصول المعدات إلى البلاد سيستغرق وقتاً، مشيرين إلى الحاجة إلى إرسال صواريخ اعتراضية للدفاع الجوي، والتي أدى نقصها إلى أضرار جسيمة؛ بسبب الصواريخ الروسية. 

تصنيفات

قصص قد تهمك