قالت مصادر مصرية مطلعة لـ"الشرق"، الخميس، إن وفد حركة "حماس" برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، أنهى مباحثاته مع المسؤولين المصريين بشأن صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، بعد جلسة صباحية مع المسؤولين المصريين.
وأضافت المصادر، أن "المفاوضات مع حماس شهدت تقدماً في مواقفها بشكل إيجابي"، مشيرة إلى أن القاهرة ستنقل إلى الجانب الإسرائيلي، الخميس، ما أفضت إليه عملية التفاوض مع حماس "بشكل كامل"، إذ من المتوقع أن يصل إلى القاهرة وفد إسرائيلي، خلال الساعات المقبلة، حسبما أكدت مصادر دبلوماسية لـ"الشرق".
وذكرت المصادر، أن المباحثات الجارية في القاهرة، تتركز على الوصول إلى "حل وسط" بشأن المرحلة الأولى من اتفاقية الإطار المقترحة، مشيرة إلى أن الجانب المصري حقق بعض التقدم في المباحثات مع حركة "حماس"، وأنه ينتظر قدوم الوفد الإسرائيلي لمحاولة إحداث تقدم مماثل.
يأتي ذلك فيما أفاد مصدر مطلع ومسؤول إسرائيلي، موقع "أكسيوس"، بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وليام بيرنز، سيجري، الجمعة، في باريس، بماحثات مع مسؤولين قطريين ومصريين وإسرائيليين، حول الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".
وذكر عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي بيني جانتس، الأربعاء، أن "هناك علامات أولية تشير إلى إمكانية إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق".
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، وفق "أكسيوس"، إنه بناء على ما تعرفه إسرائيل، قدمت "حماس" لمصر "رداً شفهياً" على الموقف الإسرائيلي، ووافقت على "تعديلات طفيفة" في مطالبها؛ لكن المسؤول قال إن "رد الحركة الجديد لا يشير إلى انفراجة".
"مسار جديد للتهدئة"
والأربعاء، قالت مصادر في الفصائل الفلسطينية، إن مساراً جديداً للتهدئة في قطاع غزة يجري بحثه في العاصمة المصرية، يتضمن تهدئة لمدة 45 يوماً، وزيادتها مقابل كل محتجز إسرائيلي يفرج عنه.
وأبلغت المصادر، المتواجدة خارج قطاع غزة، وكالة أنباء العالم العربي AWP، بأن "المسار الجديد يقترح مراحل أخرى لبحث وقف دائم لإطلاق النار بعد الهدنة المؤقتة في المرحلة الأولى".
وأوضحت أن مسار التهدئة يتضمن أيضاً الإفراج عن كبار السن من الرجال وما تبقى من النساء الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.
كما يتيح المسار الجديد، إدخال المساعدات بشكل مكثف إلى مدينة غزة وشمال القطاع، لكنه لا يتضمن عودة النازحين جنوباً من سكان الشمال إلى مناطقهم، بحسب المصادر.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال، الثلاثاء، إن إسرائيل لن تخضع لأي ضغوط تدفعها لوقف الحرب على غزة، ولن تكون مستعدة لدفع أي ثمن مقابل إبرام صفقة لإعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس".
وأضاف نتنياهو خلال زيارته قاعدة زيكيم: "هناك الكثير من الضغط على إسرائيل في الداخل والخارج لوقف الحرب قبل أن نحقق جميع أهدافها، بما في ذلك صفقة بأي ثمن لإطلاق سراح المحتجزين. نحن نريد بشدة تحرير المزيد منهم، ومستعدون أيضاً للذهاب بعيداً في ذلك، لكننا لسنا على استعداد لدفع أي ثمن، وبالتأكيد عدم دفع الثمن الوهمي الذي تطلبه حماس منا، والذي يعني هزيمة دولة إسرائيل"، وفق ما أوردت "القناة 12" الإسرائيلية.
وتابع: "نحن ملتزمون بمواصلة الحرب حتى نحقق جميع أهدافها، وهو ما يعني القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الأسرى، وضمان أن غزة لن تشكل تهديداً لإسرائيل بعد الآن"، مضيفاً: "لا يوجد أي ضغط يمكنه أن يغير ذلك".
وأكد القيادي في "حماس" أسامة حمدان، الثلاثاء، أن الحركة لن "تتنازل عن أي من الحقوق" في المفاوضات الرامية لوقف الحرب على قطاع غزة.
وقال حمدان خلال مؤتمر صحافي في بيروت: "نتعامل مع المبادرات التي تعرض علينا، ولا نتنازل عن أي من حقوقنا".