بكين: سنسعى إلى احتواء "التدخل الأجنبي" في تايوان في 2024

time reading iconدقائق القراءة - 6
عنصر من البحرية التايوانية يراقب سفينة حربية صينية قبالة سواحل تايوان. 19 أغسطس 2023 - AFP
عنصر من البحرية التايوانية يراقب سفينة حربية صينية قبالة سواحل تايوان. 19 أغسطس 2023 - AFP
بكين-رويترزأ ف ب

قال مسؤول صيني كبير الجمعة، إن بكين تسعى إلى "احتواء" ما أسماه بـ"التدخل الأجنبي"، في تايوان و"التصدي بحزم" لأي جهود رامية إلى الاستقلال الرسمي للجزيرة في عام 2024، والذي يصادف الذكرى الـ75 لتأسيس الصين الشيوعية، وفق ما نقلت وسائل إعلام صينية رسمية.

وانتخبت تايوان في يناير، لاي تشينج-تي، الذي تصفه بكين بأنه "انفصالي خطير" رئيساً جديداً لها. وعرض لاي، الذي سيتولى منصبه في مايو المقبل، مراراً إجراء محادثات مع الصين، لكنه طلباته قوبلت بالرفض، وفق "رويترز".

وعقد وانج هو نينج، رابع أكبر مسؤول في الحزب الشيوعي الحاكم، اجتماعاً دام يومين بشأن تايوان انتهى الجمعة، وفق ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وقال وانج إنه نظراً لأن العام الجاري يصادف الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، "فمن الضروري القيام بعمل جيد فيما يتعلق بالأعمال ذات الصلة بتايوان بحس عال من المسؤولية".

وأضاف وانج أن الصين "يجب أن تتصدى بحزم لفكرة استقلال تايوان، وأن تحتوي تدخل القوى الخارجية، وأن تدعم بقوة القوى القومية وقوى إعادة التوحيد في الجزيرة، وأن توحد مواطني تايوان، وأن تحافظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

وقالت "رويترز" إن مفهوم التدخل من القوى الخارجية يشمل - بالنسبة للصينيين - مجالات مثل مبيعات الأسلحة الأميركية إلى تايوان وزيارات المسؤولين والمشرعين الأجانب إلى تايبيه.

وقالت "شينخوا" إن وزير الخارجية الصيني وانج يي، حضر الاجتماع. وشغل وانج منصبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالحزب الشيوعي ورئيس مكتب شؤون تايوان في الصين في الفترة بين عامي 2008 و2013. 

حادث "مميت" ودعوة إلى "العقلانية"

والثلاثاء الماضي، دعت تايوان بكين إلى "العقلانية" بعد سقوط شخصين في حادث وقع بين سفينة صينية وخفر السواحل التايواني.

ولقي اثنان من أفراد طاقم قارب صيني حتفهما بعدما انقلب مركبهما قرب كينمين، وهي جزيرة خاضعة للإدارة التايوانية لكنها تقع على بعد خمسة كيلومترات فقط عن مدينة شيامن في البر الرئيسي، بعدما طارد خفر السواحل التايواني القارب "نظراً إلى تواجده في مياه محظورة".

وقال رئيس الوزراء التايواني تشين شيان-جين للصحافيين خارج مقر البرلمان التايواني الثلاثاء، "سنواصل حماية هذه المناطق البحرية لضمان السلامة في مياهنا الإقليمية وحقوق صيادينا".

وتابع "نأمل بأن يتصرف الجانبان بعقلانية وتساو وبأن يتعاونا معاً لضمان سلامة مياه كينمين-شيامن ليكون بإمكان الناس على جانبي المضيق التعامل مع بعضهم بشكل صحي ومنظّم".

وأكد وزير الدفاع التايواني تشيو كيو-تشينج بأن الجيش لن يكون طرفاً في المسألة وسيترك لخفر السواحل مهمة مراقبة المياه حول كينمين "نظراً إلى أننا نرغب بتجنّب الحرب".

وقال للصحافيين "إذا تدخلنا، فسيؤدي ذلك إلى تصعيد النزاع وهو أمر لا نريده.. فلنتعامل مع المسألة بشكل سلمي".

ولم تستبعد بكين يوماً استخدام القوة لإخضاع تايوان لسيطرتها وكثّفت في السنوات الأخيرة خطابها بشأن "التوحيد"، وكثّفت في الأثناء الضغط العسكري على تايوان عبر نشر طائرات حربية وسفن تابعة لسلاح البحرية في محيط الجزيرة بشكل يومي تقريباً.

وأدانت الصين الحادثة فيما قال الناطق باسم مكتب الشؤون الخارجية التايوانية في بكين جو فينجليان الاثنين، إن على تايبيه تسهيل زيارة الأقارب "لتجنّب إيذاء مشاعر أبناء الوطن ذاته على ضفتي" المضيق.

دعم أميركي 

وقال النائب الأميركي مايك جالاجر الذي يرأس لجنة شؤون الصين في مجلس النواب، الخميس، إنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الأميركية المقبلة فإن الدعم لتايوان سيستمر.

ووصل جالاجر إلى تايوان الخميس، مع وفد من أربعة مشرعين آخرين في زيارة تنتهي السبت، وهو "صديق قوي لتايوان"، ومنتقد شرس للصين التي تكثف الضغوط العسكرية والسياسية لإجبار الجزيرة المتمتعة بحكم ديمقراطي على قبول سيادتها.

وقال في مؤتمر صحافي في تايبيه "أنا واثق للغاية من أن الدعم لتايوان سيستمر بغض النظر عمن سيشغل البيت الأبيض...أرى دعماً متزايداً وقوياً للغاية لتايوان".

وأضاف "يجب أن يكون شعب تايوان واثقاً من أن الولايات المتحدة تقف معهم حتى ونحن نشهد موسماً سياسياً محتدماً للغاية في الداخل".

ومن المرجح أن يواجه دونالد ترمب، الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة، الرئيس جو بايدن من الحزب الديمقراطي في نوفمبر المقبل.

وفي اجتماع مع رئيسة تايوان المنتهية ولايتها تساي إينج وين، قال جالاجر إن رحلة الوفد الأميركي تهدف إلى إظهار دعم الحزبين للجزيرة.

وأخبر جالاجر تساي في المكتب الرئاسي خلال اجتماع تم بثه على الهواء مباشرة عبر الإنترنت قائلاً "اليوم نأتي، كديمقراطيين وجمهوريين، لإظهار دعم الحزبين لهذه الشراكة، التي أصبحت بفضل قيادتكم أقوى وأكثر صلابة من أي وقت مضى".

وأكمل "اليوم، الحرية تتعرض للهجوم من عدوان استبدادي وعلينا أن نتحلى باليقظة أكثر من أي وقت مضى إذا أردنا أن نمرر هدية الحرية هذه التي حصلنا عليها للجيل القادم"، ووصف تساي بأنها "زعيمة داخل العالم الحر".

وقالت الخارجية الصينية إنها تعارض أي تبادلات رسمية بين السلطات الأميركية والتايوانية والتدخل في شؤون تايوان "بأي شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة".

تصنيفات

قصص قد تهمك