وسط تقدم ميداني روسي، طلب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، السبت، مجدداً من الدول الغربية، تزويد بلاده بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
وقال زيلينسكي: "نحتاج من شركائنا إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي.. ينبغي علينا تعزيز الدرع الجوي لأوكرانيا من أجل حماية شعبنا بشكل أفضل"، مضيفاً: "المزيد من أنظمة الدفاع الجوي ومن الصواريخ لأنظمة الدفاع الجوي تنقذ أرواح الأوكرانيين".
وبعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب، يحثّ الرئيس الأوكراني بشكل متزايد في الآونة الأخيرة حلفاءه الغربيين على تقديم المساعدة العسكرية بسرعة أكبر، ودعا بشكل خاص إلى توفير الذخيرة، والمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، والطائرات المقاتلة لقوات بلاده.
وتواجه المعونات العسكرية الغربية لأوكرانيا، معوقات عدة، أبرزها انقسام الكونجرس الأميركي بين الجمهوريين والديمقراطيين حيال حزمة مساعدات طلبتها إدارة الرئيس جو بايدن، ومحدودية القدرات الأوروبية على توفير الكميات اللازمة من الذخائر.
وأعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، الأحد الماضي، أنّ نصف الأسلحة التي يعد الغرب بتوريدها إلى أوكرانيا، تُسلّم بعد تأخير.
وقال زيلينسكي، الأحد، متوجّها إلى حلفائه الغربيين إن انتصار أوكرانيا على روسيا: "يتوقف عليكم".
ويعتبر هذا الدعم ضرورياً لكييف لمواجهة القوات الروسية، لكن الدول الغربية ترددت في الأشهر الأخيرة في إقرار صرف أموال جديدة لهذا الغرض.
تقدم روسي
وتأتي هذه الصعوبات في وقت تحقق القوات الروسية تقدماً ميدانياً، في ظل معاناة الجنود الأوكرانيين من الإنهاك في المعارك المتواصلة دون هوادة مع جيش روسي متفوّق بعديده، وإضافة إلى المعارك الميدانية، تواصل القوات الروسية ضرباتها من الجو خصوصاً بالصواريخ والطيران المسيّر.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية، إن روسيا أطلقت، خلال الليل، ثلاثة صواريخ و17 مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" تمكّنت من إسقاط 14 منها، لكن الحطام المتساقط تسبّب في إلحاق أضرار بالمباني السكنية في أوديسا وخاركوف.
وذكر مسؤولون أوكرانيون أن الهجمات الروسية التي استهدفت أوديسا المطلّة على البحر الأسود، ليل الجمعة إلى السبت، أسفرت عن سقوط أربعة أشخاص بينهم طفل، وفي الوقت نفسه، أودت ضربات بحياة رجل يبلغ 76 عاماً في منطقة خاركوف قرب الحدود الروسية، وبآخر في منطقة خيرسون، بحسب السلطات الإقليمية.
في المقابل، يرجح أن أوكرانيا نفذت بدورها هجوماً بمسيّرة، ليل الجمعة إلى السبت، مما أدى إلى إلحاق أضرار بمبنى سكني في سان بطرسبورغ، ثاني أكبر مدينة في روسيا.
وأفاد مسؤول في المدينة الروسية التي تبعد زهاء ألف كيلومتر عن الحدود، بوقوع "حادث"، وهو مصطلح كان يستخدم في السابق لوصف الهجمات الأوكرانية. لكنه أكد عدم تسجيل أي إصابات.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، مسيّرة يبدو أنها سقطت على المبنى وتسببت بانفجار، بينما أفاد سكان بتحطم النوافذ ونشوب حرائق صغيرة.
وقال الحرس الوطني في المدينة، إن المعلومات الأولية تفيد بحدوث أضرار ناجمة عن "سقوط مسيّرة".
وأشارت وسائل الإعلام الأوكرانية إلى أن الدفاعات الجوية الروسية، أسقطت مسيّرة كانت تستهدف مستودعاً للنفط، على بعد أقل من كيلومتر واحد منه.
وقال القائد الأعلى للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، أثناء زيارته لمواقع عسكرية على الخطوط الأمامية، السبت، إن "الوضع على الجبهة لا يزال صعباً، لكنه تحت السيطرة".