أعلنت لجنة التحقيقات الروسية، الأحد، ارتفاع عدد ضحايا الهجوم على مجمع "كروكوس سيتي هول" في ضواحي موسكو إلى 137، منهم ثلاثة أطفال، فيما نفى سفير روسيا لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، أن تكون الولايات المتحدة قد أرسلت أي معلومات محددة للسفارة قبل الهجوم الذي وقع، الجمعة، في قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو.
وعززت السلطات الروسية، الأحد، من الإجراءات الأمنية، قرب محكمة باسماني في موسكو، حيث قد يتم النظر في اعتقال المتورطين في قضية الهجوم.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، عن أناتولي أنتونوف قوله "لم يتم تقديم أي معلومات محددة لنا". وأضاف أنه لم يحدث أي اتصال بعد الهجوم.
كانت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، قد ذكرت في وقت سابق أن الحكومة الأميركية نقلت في وقت مبكر من الشهر الجاري، معلومات إلى روسيا عن هجوم مزمع في موسكو، وأصدرت أيضاً نصائح عامة للأميركيين في روسيا في السابع من مارس الجاري.
وأعلنت وزارة الصحة الروسية، في وقت سابق، إصابة 147 شخصاً في الهجوم، بينهم أطفال، بينما يواصل رجال الإنقاذ من وزارة الطوارئ إزالة الأنقاض من موقع الحادث.
وأدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، الهجوم، قائلاً إنه "عمل إرهابي همجي"، فيما نفت أوكرانيا ضلوعها فيه بعد اتهامات روسية في هذا الاتجاه.
وقال الرئيس الروسي في كلمة متلفزة للأمة السبت: "أتحدث إليكم اليوم بشأن العمل الإرهابي الدموي الهمجي الذي راح ضحيته عشرات الأشخاص الأبرياء المسالمين.. أعلن يوم 24 مارس يوم حداد وطني".
وأضاف: "أُوقف منفّذو العمل الإرهابي الأربعة الذين أطلقوا النار وقتلوا الناس. كانوا متّجهين نحو أوكرانيا حيث، وفقاً لمعلومات أولية، كانت لديهم نافذة عبور للحدود"، مشيراً إلى أن "الإرهابيين والقتلة واللاإنسانيين سيواجهون مصيراً لن يحسدوا عليه".
ولم تعلّق السلطات الروسية على إعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.
وكانت لجنة التحقيق الروسية أعلنت في وقت سابق، السبت، توقيف 11 شخصاً، بينهم المهاجمون الأربعة الذي نفّذوا الهجوم، في منطقة بريانسك الواقعة على الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس.
ونفّذ تنظيم "داعش" الذي ينشط في القوقاز، هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية عام 2010، لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.
وأعلن التنظيم في بيان على تليجرام، أنّ مقاتليه "هاجموا تجمّعاً كبيراً (...) في محيط العاصمة الروسيّة موسكو". وزعم التنظيم أنّ مقاتليه "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام".
والهجوم الذي بدأت وسائل الإعلام الروسيّة الإبلاغ عنه قرابة الثامنة والربع مساء (17:15 توقيت جرينيتش)، نفّذه عدد من المسلّحين في "كروكوس سيتي هول"، وهي قاعة للحفلات الموسيقيّة تقع في كراسنوجورسك عند المخرج الشمالي الغربي للعاصمة.
وأوضح حاكم منطقة موسكو، أندري فوروبيوف، أن الحريق "أتى بالكامل" على صالة الحفلات الموسيقية.
مسؤولية "داعش"
وقال مسؤول أميركي، إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تؤكد صحة إعلان تنظيم "داعش خراسان" مسؤوليته عن الهجوم.
وعلى الرغم من أن الهجوم الأخير، تصعيداً كبيراً، فإن خبراء قالوا إن التنظيم "عارض بوتين في السنوات القليلة الماضية فقط".
وقال كولين كلارك من مركز "سوفان" البحثي ومقره واشنطن: "ركز تنظيم داعش خراسان اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين، وتضمنت دعايته مراراً انتقاداً لبوتين".
بدوره، قال مايكل كوجلمان، من مركز "ويلسون" ومقره واشنطن، إن التنظيم يرى أن روسيا "متواطئة في أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار"، مضيفاً أن التنظيم "يضم بين أعضائه عدداً من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى الذين لديهم مظالمهم الخاصة حيال موسكو".
وكانت وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش"، أعلنت مسؤولية التنظيم عن الهجوم.
وقالت الوكالة عبر تطبيق تليجرام، إن عناصر التنظيم هاجموا تجمعاً كبيراً في مدينة كراسنوجورسك في ضواحي العاصمة الروسية "وقتلوا وأصابوا المئات، وألحقوا دماراً كبيراً بالمكان قبل أن ينسحبوا إلى قواعدهم بسلام".