تدهور جديد بين أميركا وإسرائيل: نتنياهو غاضب والبيت الأبيض محبط

نتنياهو يلغي زيارة وفد لواشنطن بعد سماح أميركا بتمرير قرار بمجلس الأمن لوقف النار في غزة

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي جو بايدن في تل أبيب. 18 أكتوبر 2023 - Reuters
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأميركي جو بايدن في تل أبيب. 18 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي-الشرقوكالات

أثار الموقف الأميركي بمجلس الأمن الدولي، الاثنين، غضباً في إسرائيل، عقب امتناع واشنطن عن التصويت على قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وعدم استخدامها لحق النقض (الفيتو) لإفشال القرار.

ورداً على ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه "لن يرسل وفداً إلى واشنطن" كما كان مقرراً، بسبب عدم استخدام الولايات المتحدة للفيتو، معتبراً أن فشل واشنطن في استخدام حق النقض "تراجع واضح عن موقفها السابق"، و"سيضر بالمجهود الحربي ضد حماس" في غزة، وكذلك "الجهود المبذولة لإطلاق سراح أكثر من 130 محتجزاً"، وفق قوله.

وأعلن نتنياهو أنه "في ضوء التغير في الموقف الأميركي، تقرر عدم إرسال الوفد إلى واشنطن".

وكان من المقرر أن يتوجه وفد رفيع المستوى إلى واشنطن، لبحث العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في مدينة رفح، بجنوب قطاع غزة.

كيربي: موقف إسرائيل "أمر غير مثالي"

وعقب تصريحات  نتنياهو، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: "نحن محبطون للغاية من عدم زيارة وفد إسرائيل إلى واشنطن، من أجل إجراء محادثات شاملة بشأن رفح"، معتبراً أن "عدم قدوم الوفد الإسرائيلي.. أمر غير مثالي".

وأفاد كيربي، بأن مسؤولين أميركيين كباراً سيعقدون على الرغم من ذلك محادثات منفصلة مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت الموجود حالياً في واشنطن بخصوص الرهائن والمساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في رفح.

وشدد على أنه "لم يطرأ تغير على السياسة الأميركية" على الرغم من قرار الامتناع عن التصويت، مضيفاً أن "المسؤولين الأميركيين سيواصلون طرح مخاوف واشنطن إزاء السياسات الإسرائيلية في غزة في إطار محادثات جارية بين الحكومتين".

وأشار إلى أن وجهة نظر الولايات المتحدة "لم تتغير"، مشدداً على أن "أي هجوم بري كبير على رفح سيكون خطأ فادحاً".

وفي السياق، أوضح مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" أن "الولايات المتحدة منزعجة من الرد الإسرائيلي على الامتناع الأميركي عن التصويت في مجلس الأمن، لأنه لا يوجد تغيير في السياسة الأميركية".

ووصف المسؤول، انسحاب إسرائيل من المحادثات هذا الأسبوع، بأنه "رد فعل مبالغ فيه"، مشيراً إلى أن "التوترات السياسية الداخلية في إسرائيل قد تكون مسؤولة عن قرار نتنياهو".

وأكد أن "الرئيس الأميركي جو بايدن لا يخطط للاتصال بنتنياهو في الوقت الحالي ولم يتصل نتنياهو بالرئيس"، موضحاً أن "واشنطن ستبحث عن فرصة أخرى للتحدث مع الوفد الإسرائيلي بعد إلغاء زيارته لواشنطن هذا الأسبوع".

"الحق الأخلاقي"

من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، أن "تل أبيب لا يمكنها وقف حربها على (حماس) بينما لا يزال هناك محتجزين في غزة".

وقال جالانت إنه سيشدد في اجتماعه مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في البيت الأبيض، الاثنين، على "أهمية تدمير (حماس)، وإعادة المحتجزين إلى ديارهم".

وأضاف: "سنعمل ضد (حماس) في كل مكان، بما في ذلك الأماكن التي لم نصل إليها بعد، وسنحدد بديلاً للحركة، حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من إكمال مهمته"، لافتاً إلى أنه "ليس لدينا حق أخلاقي في وقف الحرب، ولا يزال هناك رهائن محتجزون في غزة".

واعتبر أن "عدم تحقيق نصر حاسم في غزة قد يقربنا من حرب في الشمال"، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية إطلاق النار مع مقاتلي جماعة "حزب الله" اللبنانية منذ بدء حرب غزة في أكتوبر الماضي.

وعارضت واشنطن وقف إطلاق النار منذ بداية الحرب المستمرة منذ 6 أشهر تقريباً في قطاع غزة، واستخدمت حق النقض (فيتو) لحماية حليفتها إسرائيل التي تنفذ هجوماً رداً على هجوم السابع من أكتوبر الماضي.

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد 3 مشروعات لقرارات بشأن الحرب في غزة، وامتنعت أيضاً مرتين عن التصويت لتسمح للمجلس بتبني القرارات التي تهدف إلى تعزيز المساعدات إلى غزة، وتدعو إلى هدن ممتدة في القتال.

لكن وسط تزايد الضغوط الدولية لفرض هدنة في الحرب التي أودت بحياة أكثر من 32 ألف فلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، الاثنين، للسماح لمجلس الأمن بالمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في شهر رمضان الذي ينتهي بعد أسبوعين.

ويطالب قرار مجلس الأمن أيضاً بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، فيما تقول إسرائيل إن "حماس" تحتجز 253 شخصاً في غزة.

وشدد القرار أيضاً "على الحاجة الملحة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، وتعزيز حماية المدنيين في كامل قطاع غزة"، ويكرر مطلبه بـ"رفع جميع القيود التي تقف أمام تقديم المساعدات الإنسانية على نطاق واسع".

دعم الجهود الدبلوماسية

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد قالت خلال جلسة التصويت إن "مجلس الأمن تحدث اليوم دعماً للجهود الدبلوماسية الجارية التي تقودها بلادها وقطر ومصر للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار وتأمين الإفراج عن جميع المحتجزين والمساعدة في تخفيف المعاناة الهائلة للمدنيين الفلسطينيين في غزة".

وذكرت أن الولايات المتحدة "تدعم بشكل كامل هذه الأهداف المهمة، وأنها تعمل على مدار الساعة لجعلها حقيقة على الأرض عبر الجهود الدبلوماسية".

وأضاف: "نقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فوري لإطلاق النار مع الإفراج عن جميع المحتجزين، ولكننا لم نصل إلى هذه النقطة بعد"، مشيرةً إلى أنه "كان يمكن وقف إطلاق النار قبل شهور لو كانت (حماس) مستعدة للإفراج عن المحتجزين، ولكنها واصلت عرقلة سبيل السلام، والاختباء خلف السكان المدنيين".

ووجهت السفيرة الأميركية رسالة لأعضاء مجلس الأمن وجميع الدول الأعضاء في أنحاء العالم دعتهم فيها إلى الحديث علناً ومطالبة "حماس" بشكل قاطع بقبول الاتفاق المطروح حالياً.

ولفتت إلى أنها "لا تتوقع أن تفعل روسيا والصين ذلك لأنهما"، حسب تعبيرها، "لم تدينا بعد هجمات (حماس) على إسرائيل".

وسبق أن استخدمت روسيا والصين حق النقض ضد مشروعي قرارين أميركيين بشأن الصراع وذلك في أكتوبر، والجمعة الماضيين.

تصنيفات

قصص قد تهمك