مسؤولون: نتنياهو يصطنع أزمة مع واشنطن "لأسباب سياسية داخلية"

إجراء بايدن مكالمة هاتفية مع رئيس وزراء إسرائيل "ليس على جدول الأعمال"

time reading iconدقائق القراءة - 5
متظاهرون إسرائيليون في تل أبيب يحملون لافتات ويقطعون طريقاً خلال مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو تدعو إلى إعادة الرهائن المحتجزين في غزة. 23 مارس 2024 - AFP
متظاهرون إسرائيليون في تل أبيب يحملون لافتات ويقطعون طريقاً خلال مظاهرة مناهضة لحكومة نتنياهو تدعو إلى إعادة الرهائن المحتجزين في غزة. 23 مارس 2024 - AFP
دبي-الشرق

قال مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض يرى أن الخلاف العلني مع إسرائيل بشأن قرار مجلس الأمن الدولي أزمة مصطنعة من صنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأسباب سياسية داخلية، وفق ما أفاد به موقع "أكسيوس".

وألغى نتنياهو، مساء الاثنين، زيارة إلى البيت الأبيض كانت مقررة في وقت لاحق من هذا الأسبوع لوفد من مستشاريه، بعد أن امتنعت الولايات المتحدة عن إجهاض تمرير قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة "حماس".

وأجرى مسؤولون في البيت الأبيض، مساء الأحد وصباح الاثنين، مناقشات مع مساعدي نتنياهو حول قرار الأمم المتحدة وأخبروه أن من المرجح أن تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت، بحسب مصدر مطلع.

وأوضح المصدر أن البيت الأبيض أخبر مساعدي نتنياهو أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت "ليس تغييراً في السياسة"، فيما شدد على أن إدارة بايدن "لا ترى قرار الأمم المتحدة ملزماً".

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله: "إذا كان رئيس الوزراء نتنياهو يشعر بهذه القوة، فلماذا لم يتصل بالرئيس جو بايدن؟ موقف الولايات المتحدة واضح: لقد قرأنا القرار على أنه يدعو إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في نفس الفقرة. لهذا السبب امتنعنا عن التصويت".

"أسباب سياسية"

وأضاف المسؤول أن البيت الأبيض "في حيرة" مما يعتبره رد فعل مبالغاً فيه من قبل نتنياهو، قائلاً إن البيت الأبيض "يشعر بالحيرة أيضاً، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض التفسير الأميركي لقرار الأمم المتحدة، وقرر التعبير عن خلافاته مع إدارة بايدن علناً".

وأضاف: "كل هذا هو هزيمة ذاتية. كان بإمكان رئيس الوزراء اختيار مسار مختلف للتوافق مع الولايات المتحدة بشأن معنى القرار. اختار عدم القيام بذلك، على ما يبدو لأسباب سياسية".

وقال مسؤول أميركي آخر إن نتنياهو "يستخدم تصويت الأمم المتحدة كذريعة لعدم إرسال وفد من القادة الإسرائيليين إلى واشنطن هذا الأسبوع، لمناقشة الاجتياح الإسرائيلي المزمع لرفح".

وأضاف: "كان يخشى أن نقدم شيئاً معقولاً. إنه يفضل خوض معركة معنا حتى لو لم يكن ذلك في مصلحة إسرائيل. إنها أيضاً طريقة مضحكة للتعامل مع شريك قدم لإسرائيل الكثير من الدعم".

ونقل الموقع الأميركي عن مصدر، لم يسمه، قوله إن إجراء الرئيس جو بايدن مكالمة هاتفية مع نتنياهو "ليست على جدول الأعمال في الوقت الحالي".

وكان نتنياهو قال، في بيان، إنه أوضح لإدارة بايدن ليلة الأحد أنه "يرى ذلك تغييراً في السياسة الأميركية"، كما هدد بإلغاء رحلة وفد إسرائيلي إلى واشنطن لمناقشة عملية رفح، إذا لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار.

وبعد ساعتين من إعلان نتنياهو إلغاء زيارة الوفد، قال الوزير المحافظ في حكومة الطوارئ الإسرائيلية جدعون ساعر إنه سيستقيل وأن حزبه سيغادر حكومة الطوارئ.

بحسب "أكسيوس"، ستزيد استقالة ساعر من الضغط على الوزير بيني جانتس لفعل الشيء نفسه، وإذا غادر جانتس المنتمي لتيار الوسط، سيبقى نتنياهو مع ائتلافه اليميني المتطرف وستكون لديه مساحة مناورة أقل بكثير على الصعيد الدولي.

زيارة جالانت

ويحاول البيت الأبيض التقليل من شأن أن نتنياهو ألغى رحلة اثنين من المقربين منه، وهما وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنجبي.

وكان من المتوقع أن يلتقي الاثنان بمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وغيره من كبار المسؤولين، لمناقشة البدائل التي خططت الولايات المتحدة لاقتراحها لعملية إسرائيلية في رفح.

ويركز المسؤوون الأميركيون بدلاً من ذلك على مسؤول إسرائيلي كبير آخر موجود في واشنطن هذا الأسبوع وهو وزير الدفاع يوآف جالانت، الذي التقى سوليفان الاثنين وناقش العملية في رفح من بين قضايا أخرى، إذ يعد جالانت من الداعمين لاجتياح رفح، لكنه المنافس الرئيسي لنتنياهو داخل حزب الليكود.

وأوضح "أكسيوس" أن الأزمة الحالية تعكس الخلاف بين نتنياهو والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما حول الاتفاق النووي  الإيراني في عام 2015 والمواجهة بينهما في ديسمبر 2016، عندما لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار مجلس الأمن ضد إسرائيل لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.

وبعد أقل من ستة أشهر من هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، والذي أدى إلى دعم غير مسبوق لإسرائيل من قبل إدارة الرئيس الأميركي، تتدهور العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسرعة.

تصنيفات

قصص قد تهمك