على طريقة "انهيار بالتيمور".. 8 جسور أميركية تحت التهديد

time reading iconدقائق القراءة - 7
انهيار جسر فرانسيس سكوت كي بعد أن اصطدمت به سفينة شحن في بالتيمور بالولايات المتحدة. 27 مارس 2024 - REUTERS
انهيار جسر فرانسيس سكوت كي بعد أن اصطدمت به سفينة شحن في بالتيمور بالولايات المتحدة. 27 مارس 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

يوجد أقل من 10 جسور في الولايات المتحدة ذات ارتفاع مماثل لجسر "فرانسيس سكوت كي" في بالتيمور بولاية ماريلاند، الذي يمتد بطول 1200 قدم، والذي انهار بعد اصطدام سفينة حاويات عملاقة بإحدى دعاماته الرأسية.

ولكل من تلك الجسور نقطة ضعف، حيث يمكن أن يؤدي عجز حتى عارضة فولاذية واحدة عن تحمّل الضغط على امتداد الجسر إلى حدوث انهيار، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

وحدد مجلس سلامة النقل الوطني هذه الحالة في جسر "سكوت كي" بعد انهياره، الثلاثاء الماضي، لكن الضربة التي دمرت الجسر لم تكن ضربة لأحد مكونات الفولاذ الحيوية تلك. بدلاً من ذلك، كانت الضربة المدمرة التي أزالت إحدى الدعامات الرأسية الخرسانية للجسر، والمعروفة باسم الرصيف، هي التي تسببت في سقوط الهيكل الضخم في الماء.

ووفقاً لمهندسين، يمكن أن ينهار أي جسر بحجم مماثل يعاني من ضربة مماثلة، مما يجعل الجسور التي يمكنها استيعاب السفن العملاقة في خطر.

"نقاط ضعف"

وحقيقة أن سفينة بحجم "دالي"، وهي سفينة حاويات بطول 984 قدماً وزنها 95 ألف طن فارغة، أسقطت جسراً عظيماً بسجلات فحص مرضية سلطت الضوء على "نقطة ضعف" في التجارة الأميركية. فلقد أصبحت السفن من جميع الأنواع، بما في ذلك السفن السياحية والحاويات، أكبر حجماً خاصة بعد عام 2016، عندما تم توسيع قناة بنما، ما سمح لها بدخول موانئ الساحل الشرقي من آسيا.

واليوم، تتطلب الإرشادات الفيدرالية حماية الجسور الممتدة فوق مجرى مائي قابل للملاحة من احتمال تعرضها لصدمة من السفن. ومن بين التدابير الوقائية "الدلفينات"، أو الحواجز المستقلة، التي تهدف إلى تحويل اتجاه السفينة المخطئة بعيداً عن أعمدة الجسر، و"المصدّات" التي ترتبط بأعمدة الجسر لامتصاص صدمة السفينة.

وجسر "كي" شُيّد قبل هذه الإرشادات، على الرغم من أنه بني بمجموعة من الحواجز الخرسانية والخشبية حول دعاماته الرأسية، التي امتصت ضربة سفينة حاويات في عام 1980.

ذلك الجسر، الذي افتتح في عام 1977، صمم بارتفاع عمودي يزيد عن 180 قدماً للسماح بمرور سفن الحاويات الكبيرة إلى ميناء بالتيمور. وكان الجسر يمتد فوق نهر باتابسكو في نقطة كان النهر فيها عريضاً بما يكفي للسماح للسفن بعرض 1100 قدم بالمرور بين أعمدته.

ولا تسمح العديد من الجسور بهذا القدر من المساحة، وقد يشهد عدد أقل منها مرور سفن حاويات كبيرة، اعتماداً على عمق القناة وسعة الميناء. وقد تستوعب جسور أخرى سفناً كبيرة، ولكن بمساحة أقل.

8 جسور حيوية

ووفقاً لسجل الجسور الوطني، وهو مجموعة من سجلات عمليات الفحص التي أجريت على آلاف من جسور الطرق السريعة في البلاد، بناء على إصدار البيانات من إدارة الطرق السريعة الفيدرالية الذي نشر العام الماضي، يوجد على الأقل 7 جسور ذات ارتفاع مماثل لجسر "كي"، كما يوجد جسر ثامن له أعمدة تقف على الأرض أو بالقرب منها.

وتشكل هذه الجسور الثمانية جزءا من منظومة النقل المهمة في ولايات كاليفورنيا وميريلاند وأوريجون ونيويورك وواشنطن.

جميع تلك الجسور باستثناء واحد هي أقدم من "كي"، وتحتوي على ما يعرف بـ"العناصر الحساسة للكسر"، وهي الأجزاء الهيكلية في تصميم الجسور التي إذا فشلت حتى في جزء صغير، فإنها قد تتسبب في انهيار الجسر بأكمله.

وفي مؤتمر صحافي، الثلاثاء، سلطت جنيفر هوومندي، رئيسة مجلس سلامة النقل الوطني الذي يحقق في الحادث، الضوء على أن جسر "كي"، هو واحد من أكثر من 17 ألف هيكل "حساس للكسر".  وتُظهر البيانات أن العديد من هذه الجسور أصغر حجماً، أو تقع في الداخل الأميركي، وليست جسوراً بحجم جسر "كي".

ووفقاً للمهندسين، فإن الجسر ذا الحساسية للكسر ليس غير آمن، لكن لا يوجد به الكثير من الاحتياطات في حالة وقوع حادث أو عطل في جزء من التصميم. ويُطلب من مالكي الجسور تدوين هذه الحالة الخاصة في سجلات فحص الجسور وإجراء وتوثيق عمليات تفتيش خاصة لتلك الأجزاء من الجسر، وقد تصل أحياناً إلى مرة واحدة في السنة.

ولم يلعب هذا دوراً في انهيار جسر "كي"، الذين قالوا إن فقدان الدعامة الرأسية كان السبب في الانهيار.

مخاوف من "مصير مشابه"

من جانبه، قال فرانك روسو، مهندس ومؤسس شركة روسو للخدمات الإنشائية: "من المحتمل أن يلقى جسر ذو عناصر حساسة للكسر أو جسر بدون عناصر حساسة للكسر، نفس المصير".

وبعض أكبر الجسور هي عبارة عن هياكل مميزة مثل جسر "كي"، بما في ذلك الامتدادات المزدوجة لجسر خليج تشيسابيك القريب، وجسر "جولدن جيت" في سان فرانسيسكو وجسر "فيرازانو-ناروز" في نيويورك.

وصُممت العديد منها على شكل جسر معلق، وهو تصميم يفضله المهندسون منذ فترة طويلة للجسور الكبيرة.

وبالمقارنة، كان "كي" عبارة عن جسر جمالوني مصنوع من مثلثات متصلة تعمل معا كوحدة واحدة في تصميم يُعرف باسم الهيكل المستمر، حسبما قال روسو. وشمل ذلك امتداداً رئيسياً وامتدادات خلفية مجاورة. ويعتمد جسر الجمالون على قوة الوحدة بأكملها لتحمل حمولته، وفي هذه الحالة، حوالي 30 ألفا و767 سيارة يومياً.

إرشادات لحماية الجسور

ولفتت الصحيفة إلى أنه جرى صياغة الإرشادات الفيدرالية لحماية الجسور من اصطدامات السفن بعد انهيار جسر تامبا باي سوشين سكايواي عام 1980 بعد اصطدام سفينة شحن بإحدى أعمدته. ولم يتم إجبار الجسور التي تم بناؤها قبل إصدار الإرشادات في عام 1991 على الامتثال، لكن بعض المناطق اختارت تعديل جسورها لأسباب تتعلق بالسلامة.

وتعد عمليات التحديثات مكلفة. وفي العام الماضي، أعلنت ديلاوير أنها ستنفق 22.3 مليون دولار لتحسين نظام حماية رصيف جسر ميموريال ديلاوير.

وقال وزير النقل بيت بوتيجيج، في حديثه بالبيت الأبيض، الأربعاء، إن وزارته ستكون جاهزة لتطبيق نتائج تحقيق مجلس سلامة النقل الوطني في انهيار جسر "كي" على اعتبارات "تنظيم أو فحص أو تصميم أو تمويل الجسور في المستقبل".

وأوضح أن الجسر الذي انتهى بناؤه في السبعينيات لم يكن مصمماً بشكل يكفي لتحمل صدمة مباشرة على ركيزة دعم حيوية من سفينة تزن نحو 200 مليون رطل، وهي قوة تفوق بكثير حجم سفن الشحن التي كانت في الخدمة آنذاك.

تصنيفات

قصص قد تهمك