طالبت عدة دول أوروبية، الثلاثاء، بتحقيق فوري وحماية المؤسسات الإنسانية في غزة، بعد أن قتلت إسرائيل 7 من موظفي منظمة World Central Kitchen، في غارة إسرائيلية، على الرغم من تنسيق تحركات المنظمة مع الجيش الإسرائيلي، والسير في منطقة خالية من الاشتباكات، بينما أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الهجوم شنته قوات إسرائيلية "بشكل غير مقصود".
وأعلنت المنظمة وقف عملها في المنطقة، على أن يتم اتخاذ قرارات بشأن العمليات المستقبلية، إذ أصبح عملها رئيسياً في الجهود المحفوفة بالمخاطر والمشحونة سياسياً لتوزيع المساعدات الإنسانية على سكان قطاع غزة.
وأقر نتنياهو، الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي قتل "عن غير قصد" 7 من عمال "وورلد سنترال كيتشن"، في غارة جوية على قطاع غزة، على حد زعمه.
وقال لدى مغادرته المستشفى في القدس، بعد أن خضع لعملية بسيطة "للأسف، وقعت في اليوم الأخير حادثة مأساوية، حين قصفت قواتنا أبرياء في قطاع غزة عن غير قصد". وأضاف "يحدث هذا في الحرب، سنحقق في الأمر بشكل تام، نحن على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يتكرر ذلك"، على حد قوله.
وقال مؤسس المنظمة، خوسيه أندريس، في حسابه على منصة "إكس": "العديد من أخواتنا وإخواننا قتلوا في غارة إسرائيلية الاثنين. أشعر بالحزن على عائلاتهم وأصدقائهم وعائلة WCK بأكملها. هؤلاء أناس ملائكة خدموا في عدة مناطق في أوكرانيا، وغزة، وتركيا، والمغرب، وجزر البهاما، وإندونيسيا".
وأضاف: "إنهم ليسوا مجهولي الهوية، ويتعين على الحكومة الإسرائيلية أن توقف هذا القتل العشوائي، ويتعين عليها أن تتوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية، والتوقف عن استهداف المدنيين وعمال الإغاثة، والتوقف عن استخدام الغذاء كسلاح. لا مزيد من فقدان الأرواح البريئة. السلام يبدأ بإنسانيتنا المشتركة".
وكانت المنظمة أعلنت سقوط مواطنين من أستراليا وبريطانيا وبولندا بين سبعة أشخاص يعملون في المنظمة في غارة إسرائيلية على وسط غزة الاثنين.
مطالب دولية بالتحقيق
وفي هذا السياق، عبّرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، الثلاثاء، عن بالغ القلق إزاء الضربة الجوية التي قتلت عمال الإغاثة في غزة، داعية، عبر منصة "إكس"، إسرائيل، إلى "التحقيق سريعاً".
بدورها، قدمت وزارة الخارجية البولندية تعازيها لأسرة متطوع بولندي سقط أثناء عمله في المنظمة، وقالت الوزارة في منشور على منصة "إكس": "نتقدم بأحر التعازي لعائلة المتطوع الذي كان يقدم المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وأضاف بيان الوزارة: "بولندا تعترض على تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني، لقد طلب وزير الخارجية من السفير الإسرائيلي في وارسو تفسيرات عاجلة".
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي في حسابه على منصة "إكس": "لقد طلبت شخصياً من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني توضيحات عاجلة، وأكد لي أن بولندا ستتلقى قريباً نتائج التحقيق في هذه المأساة. أضم صوتي إلى تعازي أسرة متطوعنا الشجاع وجميع الضحايا المدنيين في قطاع غزة".
بدوره، تعرف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على الضحية الأسترالية، قائلاً إنها "تطوعت في أستراليا لمساعدة الناس أثناء حرائق الغابات، كما تطوعت لتقديم المساعدة من خلال هذه المؤسسة الخيرية للأشخاص الذين يعانون حرماناً هائلاً في غزة".
وأضاف: "أستراليا تتوقع المساءلة الكاملة عن سقوط عمال الإغاثة، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً"، موضحاً أن الحكومة الأسترالية اتصلت بالحكومة الإسرائيلية مباشرة، وإن وزارة الشؤون الخارجية والتجارة طلبت اتصالاً من السفير الإسرائيلي في أستراليا.
في السياق، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إنه يتعين على إسرائيل توضيح الظروف المحيطة بسقوط 7 من العاملين بمنظمة "وورلد سنترال كيتشن" في غارة إسرائيلية وسط غزة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء، إن بريطانيا تنتظر "تفسيرات شاملة وشفافة" من إسرائيل بعد الغارة.
وأضاف وزير الخارجية "لا بد أن يحظى العاملون في المجال الإنساني بالحماية، وأن يكونوا قادرين على القيام بمهمتهم". وكتب على منصة "إكس"، أن لندن تتحقق من الأنباء التي تحدثت عن سقوط بريطانيين في الضربة.
وأدان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الغارة الإسرائيلية، ودعا إلى إجراء تحقيق، وكتب بوريل على منصة "إكس": "أدين الهجوم وأحض على إجراء تحقيق. رغم كل المطالبات بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، فإننا نرى ضحايا أبرياء جدد".
بدوره، شدد ملك الأردن عبدالله الثاني على منصة "إكس"، على ضرورة حماية الوكالات الإنسانية في غزة، قائلاً: "خالص التعازي لخوسيه أندريس وللمنظمة على الوفاة المأساوية لأعضاء فريقهم أثناء توصيل المساعدات الغذائية العاجلة لسكان غزة. نشكركم على تضحياتكم وإنسانيتكم. يجب حماية الوكالات الإنسانية بغزة".
وكان الجيش الإسرائيلي، قال إنه يجري مراجعة شاملة على أعلى المستويات لفهم ظروف ما وصفه بـ"الحادث المأساوي"، موضحاً أنه "يعمل بشكل وثيق مع منظمة (وورلد سنترال كيتشن) في جهودها الحيوية لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لأهل غزة".
وتقدم "وورلد سنترال كيتشن" مساعدات غذائية ووجبات جاهزة للمحتاجين. وقالت الشهر الماضي، إنها قدمت أكثر من 42 مليون وجبة في غزة على مدى 175 يوماً.
بدأت المنظمة العمل في 2010 عندما أرسل الطاهي خوسيه أندريز، طهاة وطعاماً إلى هايتي بعد وقوع زلزال هناك. ومنذ ذلك الحين، توصل المنظمة الغذاء للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية واللاجئين على الحدود الأميركية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في أثناء جائحة فيروس كورونا، وإلى الأشخاص في الصراعات في أوكرانيا وغزة.