إيران: الولايات المتحدة طلبت منا عدم استهداف منشآتها في المنطقة

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبي-الشرق

قال نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي، الجمعة، إن الولايات المتحدة طلبت من إيران عدم استهداف منشآتها في المنطقة، بعد أن حذرتها طهران من الوقوع في "فخ" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك وسط مخاوف من دخول المنطقة في حرب واسعة النطاق.

وقضى 7 من أفراد الحرس الثوري الإيراني، بينهم ضابطان كبيران، في قصف جوي أدى إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، الاثنين الماضي.

وحمّلت إيران عدوها الإقليمي اللدود إسرائيل، المسؤولية عن الضربة، وتوعدت بالرد عليها.

وفي السياق، قال جمشيدي في حسابه الرسمي على منصة إكس: "وجهنا رسالة مكتوبة للقيادة الأميركية نحذرهم فيها من السقوط في مصيدة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو والبقاء بعيداً، حتى لا يصيبهم الضرر".

وتابع: "ورداً على ذلك طلبت الولايات المتحدة من إيران عدم استهداف المنشآت الأميركية"، فيما لم يصدر تعليق بعد من واشنطن على تصريحاته.

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي توعد في بيان بالرد على الهجوم، قائلاً: "سينال الكيان الخبيث (في إشارة إلى إسرائيل) عقابه على أيدي رجالنا البواسل، وسنجعلهم يندمون على هذه الجريمة ومثيلاتها"، فيما وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الهجوم بـ"الجريمة البشعة التي لن تمر من دون رد".

وسبق أن حذرت واشنطن، الثلاثاء الماضي، طهران من استهداف مصالحها رداً على الهجوم، وقالت في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إنها "لم يكن لديها تحذير مسبق من الهجوم".

كما قال مسؤولون أميركيون، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن لا معلومات لديهم تشير إلى أن الجماعات المدعومة من إيران تتطلع إلى استهداف القوات الأميركية بعد هجوم الاثنين.

"حادثة مفصلية"

من جهته، قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، الجمعة، إن رد إيران على قصف قنصليتها في دمشق "آت لا محالة"، واصفاً الهجوم بأنه "حادثة مفصلية لها ما قبلها، وسيكون لها ما بعدها".

وأكد نصر الله على تحالفه مع طهران، وقال: "وصفنا بجماعة إيران يسعدنا والتحالف معها شرف لنا"، مشدداً على أن الحزب "على أتم الاستعداد والجاهزية لأي حرب تشنها إسرائيل على لبنان"، مشيراً إلى أنه "لم يستخدم الأسلحة والقوات الأساسية حتى اليوم".

وتابع: "الكل يجب أن يحضّر نفسه وأموره كيف يمكن أن تذهب الأمور بعد الرد الإيراني".

تحركات إسرائيلية

ولم تعلق إسرائيل رسمياً على ضربة دمشق، لكن نتنياهو قال، في افتتاح جلسة للمجلس الأمني المصغر، الخميس: "منذ سنوات تعمل إيران ضدنا سواء بشكل مباشر أو عبر وكلائها، لذا فإن إسرائيل تعمل ضد إيران ووكلائها دفاعياً وهجومياً، مضيفاً: "نعرف كيف ندافع عن أنفسنا، وسنعمل وفقاً لمبدأ بسيط مفاده من يؤذينا أو يخطط لإيذائنا، سنؤذيه".

وأثار احتمال رد إيران على القصف الجوي شبح حرب أوسع نطاقاً، لكن مصدرين إيرانيين قالا لوكالة "رويترز"، إن رد طهران سيكون "محسوباً" لتجنب التصعيد.

ووسط تساؤلات عن شكل الرد الإيراني على الهجوم، قررت إسرائيل إغلاق 28 مقراً دبلوماسياً لها بمختلف أنحاء العالم، بشكل مؤقت، بعد تحذيرات أمنية ومخاوف من هجمات انتقامية قد تشنها إيران، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

كما دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب متزايد تحسباً لهذا النوع من الهجمات، وقام بتعزيز قوات الدفاع الجوي. فضلاً عن إلغاء عطلات نهاية الأسبوع لجميع الوحدات القتالية.

خيارات إيران

ويمثل قصف إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق واحداً من أبرز عمليات استهداف المصالح الإيرانية في سوريا، حليفة طهران الوثيقة.

لكن حتى الآن، تجنبت إيران الدخول بشكل مباشر في الصراع، في حين تدعم هجمات حلفائها على أهداف إسرائيلية وأميركية.

وبحسب "رويترز"، لدى طهران عدد من الخيارات، فيمكنها إطلاق يد وكلائها المدججين بالسلاح في سوريا والعراق للنيل من القوات الأميركية، أو استخدام "حزب الله"، لضرب إسرائيل مباشرة أو تكثيف برنامجها لتخصيب اليورانيوم، ما ينذر بإنتاج قنبلة نووية، وهو خطر لطالما سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى تفاديه.

لكن عدداً من الدبلوماسيين والمحللين يقولون إن النخب الدينية في إيران لا تريد أي حرب شاملة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تزعزع قبضتهم على السلطة، ويفضلون مواصلة استخدام الوكلاء لتنفيذ هجمات انتقائية تستهدف خصومهم.

تصنيفات

قصص قد تهمك