قال مسؤول أميركي كبير لشبكة ABC NEWS، الجمعة، إن إسرائيل أطلقت 3 صواريخ باتجاه إيران من طائرات مقاتلة من خارج حدود البلاد في ضربة وصفها بـ"المحدودة للغاية"، فيما ذكرت شبكة CNN أن صور الأقمار الاصطناعية لم تُظهر أي أضرار جسيمة في قاعدة أصفهان الجوية التي يُزعم أنه تم استهدافها.
ووقعت انفجارات في مدينة أصفهان، صباح الجمعة، فيما وصفته مصادر بأنه هجوم إسرائيلي، لكن طهران شككت في الواقعة، وأشارت إلى أنها لا تعتزم الانتقام، وهو رد يهدف فيما يبدو إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة، بحسب وكالة "رويترز".
وذكر المسؤول الأميركي، أن "الإسرائيليين استهدفوا موقع رادار للدفاع الجوي بالقرب من أصفهان، والذي يعد جزءاً من نظام حماية منشأة نطنز النووية"، مشيراً إلى أن "التقييم الأولي هو أن الغارة استهدفت الموقع، ولكن تقييم العملية ككل لم ينته بعد".
ولفت إلى أن هدف الضربة هو "إرسال إشارة إلى إيران بأن إسرائيل لديها هذه القدرات، لكنها لم تكن تسعى إلى تصعيد الوضع".
من جانبها، كشفت شبكة CNN الإخبارية، عن صور بالأقمار الصناعية حصلت عليها من "Umbra Space"، قالت إنها لم تُظهر أي أضرار جسيمة في قاعدة أصفهان الجوية التي يُزعم أنها تم استهدافها في الضربة الإسرائيلية.
وأوضحت الشبكة أن الصور، التي التقطت حوالي الساعة 10:18 صباحاً بالتوقيت المحلي، بواسطة رادار العدسة التركيبية (SAR)، لا تُظهر وجود أي حفر كبيرة في الأرض أو مبانٍ مدمرة بشكل واضح.
وذكرت أنه ستكون هناك حاجة للحصول على صور بالأقمار الاصطناعية العادية للمكان، بهدف التحقق من عدم وجود آثار لحرائق، والتي لا يمكن رؤيتها بواسطة صور رادار العدسة التركيبية.
ونقلت الشبكة عن جنرال متقاعد بالجيش الأميركي، لم تكشف عن هويته، قوله إن "الهجوم على إيران في صباح الجمعة، كان على الأرجح بمثابة إجراء انتقامي ورسالة تحذيرية لطهران".
نجاح دبلوماسي
ويشير النطاق المحدود للهجوم والصمت الإيراني حياله فيما يبدو إلى جهد ناجح من دبلوماسيين يعملون على مدار الساعة لتجنب حرب شاملة منذ هجوم شنته إيران بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، السبت الماضي، بحسب "رويترز".
وكانت وسائل إعلام إيرانية ومسؤولون أفادوا بوقوع عدد قليل من الانفجارات، والتي يقولون إنها نجمت عن إسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية لـ3 طائرات مسيرة فوق مدينة أصفهان، مشيرين إلى الواقعة على أنها هجوم نفذه "متسللون"، وليست إسرائيل، مما ينفي الحاجة إلى رد انتقامي.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن الطائرات المسيرة، التي ذكرت مصادر أن إسرائيل أطلقتها على أصفهان، "طائرات مسيرة صغيرة"، وأنها لم تحدث أضراراً، أو تسقط ضحايا أو جرحى.
وذكر مسؤول إيراني لـ"رويترز"، أنه "لا توجد خطط للرد على إسرائيل بسبب الواقعة"، مضيفاً: "لم نتأكد من أن هناك مصدراً خارجياً وراء الواقعة، لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوماً".
ولم تذكر إسرائيل أي شيء عن الواقعة، كما تجنبت وسائل إعلامها نقل تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشكل مباشر، وبدلاً من ذلك أشارت إلى تقارير وسائل إعلام أجنبية نقلت عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن إسرائيل كانت وراء الهجمات.
وعندما سُئل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن الأمر مراراً في مؤتمر صحافي بإيطاليا، قال إنه لن يعلق باستثناء القول إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، ولكنها لم تشارك في أي عمليات هجومية.
وعلى مدار الأيام الماضية قالت إسرائيل إنها تخطط للانتقام من إيران بسبب هجوم، السبت، وهو أول هجوم مباشر على الإطلاق تشنه طهران على إسرائيل، وهو هجوم لم يوقع ضحايا، بعد أن أسقطت إسرائيل وحلفاؤها المئات من الصواريخ والطائرات المسيرة.
وشنت طهران هذه الهجمات رداً على ما تفترض أنها غارة جوية في الأول من أبريل الجاري، أدت إلى دمار مبنى في مجمع السفارة الإيرانية بدمشق، وسقوط عدة ضباط إيرانيين منهم جنرال كبير.
وضغط حلفاء، منهم الولايات المتحدة، على إسرائيل طوال الأسبوع لعدم الرد أو لضمان أن تكون أي ضربة انتقامية محدودة، لمنع اشتعال صراع أوسع نطاقاً.
ولم ترد أي إشارة من إسرائيل بشأن التخطيط لمزيد من الإجراءات الانتقامية. وبصرف النظر عن الضربات المباشرة على الأراضي الإيرانية، لدى إسرائيل وسائل أخرى للهجوم، منها الهجمات الإلكترونية والهجوم على فصائل موالية لإيران في أماكن أخرى.