شي في فرنسا: الصين تدعم وقف حرب غزة فوراً وتنفيذ حل الدولتين

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يسار) يتحدث مع نظيره الصيني شي جين بينج خلال مأدبة عشاء رسمية في قصر الإليزيه في باريس. 6 مايو 2024. - AFP
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يسار) يتحدث مع نظيره الصيني شي جين بينج خلال مأدبة عشاء رسمية في قصر الإليزيه في باريس. 6 مايو 2024. - AFP
دبي/بكين-الشرقرويترز

شدد الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جي بينج على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن، وتنفيذ ملموس لحل الدولتين، ونددا بسياسة إسرائيل في بناء المستوطنات والتي تتعارض مع القانون الدولي.

ووقعت فرنسا والصين 18 اتفاق تعاون في مجالات متنوعة ضمن زيارة يجريها شي لفرنسا تستغرق يومين بأول رحلة له إلى أوروبا منذ 5 سنوات، إذ تعرض لضغوط من الزعماء الأوروبيين بشأن التوترات التجارية وأوكرانيا.

وأوضح شي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي، موقف الصين المبدئي بشأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي والأزمة الأوكرانية، قائلاً إن "المأساة الممتدة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي اختبار للضمير الإنساني، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك"، وفق ما أوردته وكالة "شينخوا" للأنباء.

وأضاف أن الصين "تدعو جميع الأطراف إلى العمل من أجل وقف فوري وشامل ومستدام لإطلاق النار في غزة"، وتابع أن الصين "تدعم العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وإعادة الحقوق الوطنية المشروعة لفلسطين واستئناف حل الدولتين، من أجل تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط".

كما أكد الطرفان على أهمية دعم حرية الملاحة في البحر الأحمر، ودعيا إلى الوقف الفوري للهجمات على السفن المدنية، في حين تطرقا إلى إيران، وجددا "التزامهما بتعزيز التسوية السياسية للقضية النووية الإيرانية".

"حرب باردة"

ووقعت الصين وفرنسا 18 اتفاقية تعاون ثنائي في مجالات متعددة، منها التنمية الخضراء والطيران والتبادلات الشعبية، وفقاً لبيان وزارة الخارجية الصينية.  

وقال الرئيس شي جين بينج إنه يتعين على الجانبين أن يظلا ملتزمين بالروح التي أرشدت إنشاء علاقاتهما الدبلوماسية، وهي تحديداً الاستقلالية والتفاهم المتبادل وبعد النظر والمنفعة المتبادلة، وإثرائها بالسمات الجديدة للعصر الجديد، كما يتعين عليهما مواصلة فهم بعضهما البعض وتعزيز التعايش المتناغم بشكل مشترك في عالم ملون.

كما دعا شي الجانبين إلى "تبني نظرة بعيدة المدى والعمل معاً من أجل عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم"، مضيفاً: "يتعين عليهما مواصلة التعاون المربح معاً ومعارضة الانفصال أو قطع سلاسل الإمداد أو إقامة الجدران والحواجز".

وحض الرئيس الصيني فرنسا على المساعدة في درء "حرب باردة جديدة"، قد تنجم عن "انحياز الاتحاد الأوروبي بصورة متزايدة إلى المخاوف الأميركية" بشأن المخاطر الأمنية والتوترات التجارية. 

ولعبت باريس دوراً محورياً في المقاربة الأوروبية الأشد صرامة، ففي الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي الشهر الماضي لعرض لرؤيته لمستقبل الاتحاد الأوروبي، دعا ماكرون الكتلة إلى "بذل المزيد من الجهود لمحاكاة الإعانات في الولايات المتحدة وتفضيل الصناعة المحلية في القطاعات الاستراتيجية"، بما في ذلك في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الخضراء. 

ورغم ذلك، أصر ماكرون على أن "يرسم الاتحاد الأوروبي مساره الخاص ليحمي نفسه من المنافسة غير العادلة أياً كان مصدرها"، قائلاً: "لا أحد يملي علينا سياستنا التجارية أو الاقتصادية أو التكنولوجية"، مضيفاً: "نريد لها أن تكون ذات سيادة واستقلالية". 

ووجد الاتحاد الأوروبي والصين نفسيهما على خلاف في جبهات متعددة، بينها الغزو الروسي وملف التجارة الدولية، إذ تتفاقم حالة عدم الثقة تجاه بكين في بروكسل، وهو ما تجلى خلال موجة الاعتقالات الأخيرة بحق جواسيس صينيين ومباشرة وابل من التحقيقات التجارية.  

ووفقاً لـ "شينخوا"، أكد شي مجدداً على هذا الموقف في محادثاته مع ماكرون وفون دير لاين، مشيراً إلى أنه "لا توجد مشكلة تتعلق بالقدرة يتم التعامل معها من منظور الميزة النسبية أو الطلب في السوق العالمية".   

كما ساعد إعلان الصين عن "صداقة بلا حدود" مع موسكو، على تغلب روسيا على العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها.  

دور سلام صيني

وفي سياق الأزمة الأوكرانية، شدد شي على أن الصين أعلنت موقفها بشأن الأزمة الأوكرانية في مناسبات عدة، قائلاً: "بكين لم تبدأ الأزمة الأوكرانية، وليست طرفاً أو مشاركة فيها"، مشيراً إلى أنه بدلاً من أن تكون متفرجة، تلعب الصين دوراً هاماً من أجل السلام.

وأضاف أن الممثل الخاص للحكومة الصينية لشؤون أوراسيا في جولته الثالثة من الدبلوماسية المكوكية، مؤكداً معارضة بلاده محاولات استخدام الأزمة الأوكرانية لإلقاء اللوم على دولة ثالثة أو تشويه سمعة دولة ثالثة أو إشعال "حرب باردة جديدة".

وفي معرض إشارته إلى أن التاريخ أثبت مراراً أنه في نهاية المطاف، لا يمكن حل النزاعات إلا من خلال المفاوضات، قال شي إن الصين "تدعو كافة الأطراف إلى استئناف الحوار لبناء الثقة المتبادلة".

ولفت إلى دعم الصين عقد مؤتمر سلام دولي بشأن الأزمة الأوكرانية في الوقت المناسب، على أن تعترف كل من روسيا وأوكرانيا بالمؤتمر، بمشاركة متساوية لجميع الأطراف ومناقشة عادلة لجميع خطط السلام.

وأضاف أن الصين تدعم وجود هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام في أوروبا، إذ تؤكد بكين رسمياً أنها على الحياد في حرب أوكرانيا، إلا أنها تعرضت لانتقادات غربية على خلفية عدم إدانتها الغزو الروسي. كما شهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقارباً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

تصنيفات

قصص قد تهمك