قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، الأربعاء، إنها ترفض "أي شكل من أشكال الوصاية" على معبر رفح في جنوب غزة، في وقت أعلنت إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وذكرت اللجنة التي تضم عدداً من الفصائل الفلسطينية ومنها حركة "حماس"، في بيان أنها "لن تقبل من أي جهة كانت فرض أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح أو غيره، ونعتبر ذلك شكلاً من أشكال الاحتلال، وأي مخطط من هذا النوع سيتم التعامل مع إفرازاته كما نتعامل مع الاحتلال".
ودعا البيان، الذي نشرته الحركة على منصة تيلجرام، الجامعة العربية والدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها مصر إلى "رفض أي مخططات ومحاولات تمس بالسيادة الفلسطينية المصرية على معبر رفح".
كما حضت اللجنة كافة الأطراف على رفض أي شكل من أشكال التعاون مع مثل هذه المخططات، مشددة على أن "إدارة الوضع الداخلي هي شأن فلسطيني خالص يتم التوافق عليه وطنياً عبر الآليات المتبعة والمتوافق عليها".
من جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أيضاً، على رفض "أي شكل من أشكال الوصاية على معبر رفح"، فيما شدد عبر منشور في حسابه على منصة "إكس"، على رفض ما وصفها بـ"محاولات المس بالسيادة الفلسطينية على المعبر بالشراكة مع مصر".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الثلاثاء، سيطرته بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في عملية عسكرية بدأها الاثنين.
إعادة فتح كرم أبو سالم
يأتي ذلك، في وقت أعلنت إسرائيل، الأربعاء، إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد 4 أيام على إغلاقه في أعقاب هجوم صاروخي أدى إلى سقوط وإصابة 4 جنود.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مشترك مع "كوجات" (وحدة تنسيق أعمال الحكومة الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية والتي تشرف على ادخال المساعدات): "تصل الشاحنات القادمة من مصر بالفعل إلى المعبر"، مشيراً إلى أنها "تحمل مساعدات إنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه ومعدات الإيواء والأدوية والمعدات الطبية التي تبرع بها المجتمع الدولي".
من جهتها، أعلنت الناطقة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" جولييت توما: "معبر كرم أبو سالم غير مفتوح".
وأضافت: "حوالي الساعة 10:40 صباحاً بالتوقيت المحلي (07:40 توقيت جرينتش) المعبران مغلقان، ونطالب بإعادة فتحهما"، موضحة: "عادة ما نحصل على الوقود عبر رفح وليس عبر كرم أبو سالم".
وتابعت: "لم تصل المساعدات الإنسانية خلال الأيام الثلاثة الماضية. لقد بدأنا بتقنين الوقود. وتبلغ الاحتياجات اليومية للأغراض الإنسانية 300 ألف لتر من الوقود".
بدوره، كتب المفوّض العام لـ "أونروا" فيليب لازاريني على منصة "إكس"، الثلاثاء: "يجب إعادة فتح المعابر دون أي تأخير"، وكرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل "إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره".
وأضاف: "في الوقت الحالي، يخرج من رفح في المتوسط 200 شخص كل ساعة إلى خان يونس والمناطق الوسطى. وتكتظ منطقة المواصي بأكثر من 400 ألف نسمة"، مشيراً إلى "أنها ليست آمنة ولا تتوفر فيها المرافق اللازمة لاستيعاب المزيد من الأشخاص".
وتم إغلاق معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة بعد هجوم صاروخي، الأحد، تبنته كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، وأدى إلى سقوط 4 جنود وإصابة أكثر من 10 آخرين.
وقال الجيش الإسرائيلي،الثلاثاء، إن الصواريخ أُطلقت من منطقة متاخمة لمدينة رفح بجنوب غزة، وبعد ذلك توغل هناك وسيطر على معبر رفح مع مصر.
وانتقدت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة وواشنطن إغلاق هذه المعابر التي تعتبر شريان حياة لتوصيل المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة، وحذرت وكالات الإغاثة مراراً من مجاعة تلوح في الأفق مع احتدام الحرب.