"ضربة توقعتها كييف".. روسيا تشن هجوماً برياً عنيفاً على خاركوف

time reading iconدقائق القراءة - 6
رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية في خاركوف جنوبي أوكرانيا. 10 مايو 2024 - Reuters
رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في موقع ضربة صاروخية روسية في خاركوف جنوبي أوكرانيا. 10 مايو 2024 - Reuters
كييف/ دبي -أ ف بالشرق

بدأت روسيا هجوماً برياً في منطقة خاركوف بشمال شرق أوكرانيا، الجمعة، حيث تدور معارك بينها وبين قوات كييف، فيما أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها أرسلت تعزيزات عسكرية للمساعدة في صدّ الهجمات الروسية.

وقالت السلطات الأوكرانية، إن "روسيا قصفت بلدة في شمال شرق أوكرانيا بالمدفعية والصواريخ والقنابل الجوية الموجهة، الجمعة قبل محاولة اختراق الدفاعات المحلية بالمشاة، في تحول تكتيكي توقعه المسؤولون في كييف منذ أسابيع مع دخول الحرب عامها الثالث.

وأضافت أن القوات الروسية حاولت الاختراق بمركبات مدرعة لكنها تعرضت للضرب، بحسب ما أوردته "رويترز".

وقال حاكم منطقة خاركوف الاقليمي أوليه سينيهوبوف، إن قصفاً ليلياً مكثفاً استهدف فوفشانسك في منطقة خاركوف، على بعد أقل من 5 كيلومترات (3 أميال) من الحدود الروسية. ودفع القصف السلطات إلى البدء في إجلاء حوالي 3 آلاف شخص.

وكتب سينيهوبوف على تطبيق تليجرام، أن شخصين، من بينهما طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، أصيبا جراء القصف.

وقال عمدة المدينة إيهور تيريخوف، إن صاروخاً من طراز S-300 سقط على المدينة، مما أدى إلى إتلاف 26 مبنى وتدمير اثنين منها بالكامل. ولم يوضح ماهية تلك المباني.

"منطقة روسية عازلة"

وتتعرض خاركوف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والتي تقع على بعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود الروسية، بشكل خاص للهجمات الجوية وتعرضت لأضرار بالغة مع تكثيف موسكو غاراتها الجوية في الأشهر الأخيرة.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية "نفذ العدو، غارات جوية في قطاع فوفشانسك" المتاخم لمنطقة بيلجورود الروسية، بقنابل جوية موجهة".

وأضافت أنه "عند قرابة الخامسة صباحاً (02.00 توقيت جرينتش)، حاول العدو اختراق خط دفاعنا بالمركبات المدرّعة"، دون أن تحدد مكان الهجمات.

وأكدت الوزارة، أنه تم "صد" هذه الهجمات لكن القتال مستمر وتم نشر "وحدات احتياطية" بهدف "تعزيز الدفاع" في المنطقة.

وقال مصدر رفيع المستوى في القيادة العسكرية الأوكرانية، إن قوات موسكو "توغلت كيلومتراً واحدا داخل الأراضي الأوكرانية" وتحاول التقدم أكثر.

كما أكد أن القوات الروسية تحاول إقامة "منطقة عازلة" في خاركوف لمنع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية.

وأفاد مسؤول أن هناك "قصفاً مكثفاً" على بلدة فوفشانسك التي يبلغ عدد سكانها 3000 نسمة، وتجري عمليات إجلاء للسكان منها ومن بلدات مجاورة.

"معركة شرسة"

وفي أول تعليق له، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جيش بلاده توقع الهجوم وقام بتقييم الرد. ونقلت هيئة الإذاعة العامة الأوكرانية سوسبيلني عن زيلينسكي قوله: "الآن هناك معركة شرسة في هذا الاتجاه".

وقال تاماز هامباريشفيلي، رئيس إدارة منطقة فوفشانسك، لإذاعة هرومادسكي الأوكرانية: "البلدة بأكملها تتعرض لقصف مكثف الآن، والبقاء هنا ليس آمناً".

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن القتال ضد مجموعات التخريب والاستطلاع الروسية استمر حتى بعد الظهر.

وقصفت طائرة بدون طيار أوكرانية بعيدة المدى، مصفاة نفط داخل روسيا، الجمعة، حسبما قال مسؤولون، بعد يوم واحد مما بدا أنه أعمق ضربة للقوات الأوكرانية على الأراضي الروسية أصابت منشأة للبتروكيماويات، وفق "أسوشيتد برس".

وضربت طائرة بدون طيار أوكرانية مصفاة بالقرب من مدينة كالوجا، جنوب غرب موسكو، مما أدى إلى اشتعال النيران في أربعة صهاريج لتخزين النفط، بحسب فلاديسلاف شابشا، الحاكم الإقليمي. وقال إنه لم تقع إصابات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن الدفاعات الجوية أسقطت 7 طائرات مسيرة أوكرانية في وقت مبكر من الجمعة في مناطق موسكو وبريانسك وبيلجورود.

وقال مسؤول كبير في منطقة باشكورتوستان الروسية، على بعد حوالي 1300 كيلومتر (800 ميل) من الحدود الأوكرانية، الخميس، إن غارة بطائرة بدون طيار في مدينة سالافات تسببت في نشوب حريق في منشأة للبتروكيماويات.

وقالت وزارة الطوارئ الروسية، إن مبنى محطة الضخ الواقع على أرض المصفاة تعرض لأضرار لكن لم يكن هناك حريق. 

"صعوبات على الجبهة"

ويواجه الجيش الأوكراني صعوبات على الجبهة، حيث أضعفه نقص المجندين والتأخير في تسليم المساعدات الغربية، ما أدى إلى تراجع مخزونه من الذخائر.

وتم احتلال جزء كبير من منطقة خاركوف ثم تحريرها في عام 2022. وتعرضت المنطقة الحدودية وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد، للقصف بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة.

في المقابل، حققت القوات الروسية مكاسب ميدانية محدودة، خاصة في الشرق، دون تحقيق اختراق حقيقي.

وقال محللون إن الهجوم قد يمثل بداية محاولة روسية لإقامة "منطقة عازلة" تعهد الرئيس فلاديمير بوتين بإنشائها في وقت سابق من هذا العام لوقف الهجمات الأوكرانية المتكررة على بيلجورود وغيرها من المناطق الحدودية الروسية.

وكانت أوكرانيا قد قالت في وقت سابق، إنها على علم بأن روسيا تجمع آلاف القوات على طول الحدود الشمالية الشرقية، بالقرب من منطقتي خاركوف وسومي.

وبينما حققت قوات الكرملين أحدث توغلاتها البرية في شرق أوكرانيا، قال مسؤولو المخابرات الأوكرانية إنهم يتوقعون أن تهاجم قوات الكرملين في شمال شرق أوكرانيا أيضاً.

محاولة "اغتيال زيلينسكي"

وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن جهاز الأمن الأوكراني SBU، الثلاثاء، "تفكيك شبكة عملاء" لأجهزة الأمن الروسية FSB كانت تعد "لاغتيال الرئيس الأوكراني ومسؤولين كبار آخرين"، إضافة إلى اعتقال ضابطين أوكرانيين ينتميان لهذه الشبكة.

وأوضح المصدر نفسه أن الضابطين (برتبة كولونيل) كانا ينتميان لدائرة الحماية التي تتولى أمن مسؤولين في الدولة ويشتبه بأنهما سربا معلومات سرية لجهاز الأمن الروسي.

وأضاف أن أحدهما سلم متفجرات ومسيرات ليتمكن أحد العملاء من تنظيم هجوم.

وترأس رود (47 عاماً) دائرة الحماية التي تشرف على الأمن الشخصي للرئيس ولمسؤولين آخرين وعائلاتهم منذ 2019.

ومنذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، تحدثت كييف عن محاولات عدة لاغتيال زيلينسكي ناسبة إياها إلى موسكو.

تصنيفات

قصص قد تهمك