الاتحاد الأوروبي: نواجه صعوبات في مواجهة تصاعد النفوذ الصيني

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الصيني شي جين بينج يتحدث خلال مأدبة عشاء رسمية في زيارته إلى فرنسا، في قصر الإليزيه في باريس، فرنسا، 6 مايو 2024 - Reuters
الرئيس الصيني شي جين بينج يتحدث خلال مأدبة عشاء رسمية في زيارته إلى فرنسا، في قصر الإليزيه في باريس، فرنسا، 6 مايو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

حذرت المفوضة الأوروبية للشراكات الدولية جوتا أوربيلينين من أن "الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبات في مواجهة تصاعد النفوذ الصيني في جميع أنحاء العالم، بينما تظهر بكين مرونة أكبر في توفير الاستثمارات في البنية التحتية لدول الجنوب العالمي.

 وقالت أوربيلينين في مقابلة مع صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية إن "البيروقراطية المعقدة والظروف البيئية والاجتماعية المرتبطة بالتمويلات المقدمة من الاتحاد الأوروبي جعلت من الصعب على استراتيجية الاستثمار الدولي للكتلة أن تكون قوة موازنة أمام مبادرة الحزام والطريق الصينية.

وأضافت: "نعيش في عصر المنافسة الجيوسياسية، ونواجه معركة سردية، لكننا أكثر فأكثر نواجه معركة عروض"، مُشيرة إلى التعهدات التي قدمتها الصين بتقديم تمويلات سريعة والإنجاز السريع للمشروعات.

وتابعت أوربيلينين: "صحيح أننا قد لا نكون الشريك الأسرع، فالصين تعمل بشكل استراتيجي للغاية. إذا سافرت -على سبيل المثال- إلى إفريقيا، يمكنك أن ترى نتائج ملموسة للتعاون مع الصين.. سواء كان ذلك ملاعب كرة قدم أو سكك حديد، أو موانئ أو طرق".

استثمارات هائلة

واستثمرت مبادرة الحزام والطريق الصينية ما يقرب من تريليون يورو في 152 دولة في الفترة من عام 2013 وحتى منتصف العام 2023، وفقاً لمعهد "أميركان إنتربرايز" البحثي.

وتراجع التمويل السنوي للمبادرة تراجعاً حاداً، بعد أن بدأ عدد المقترضين المتعثرين في السداد بالارتفاع في عام 2020. وأعادت الصين التفاوض أو ألغت قروضاً بقيمة 78.5 مليار دولار في الفترة من عام 2020 وحتى مارس 2023.

وأقرت أوربيلينين بأن شركاء الاتحاد الأوروبي رحبوا أيضاً بالاستثمارات الصينية، لكنها قالت إن الشركات الصينية عادة ما تبني المشروعات التي تمولها. وأكدت المفوضة أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك الأفضل على المدى الطويل.

وقالت: "هذه الشراكة خلقت اعتماداً هائلاً على الصين. هدفنا ومن مصلحتنا تعزيز المرونة، والاعتماد على الذات، واستقلال شركاء (الاتحاد الأوروبي)".

"شراكات متكافئة"

وحاولت بروكسل مساعدة الدول الشريكة على الارتقاء في سلسلة القيمة، إذ سيتعين على مستثمري الاتحاد الأوروبي الراغبين في تطوير المناجم الالتزام أيضاً بمعالجة المعدن الخام في الدولة التي يتواجد بها المنجم، وفقاً لأوربيلينين.

وأوضحت أوربيلينين أن مبادرة "البوابة العالمية"، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي وتستمر من عام 2021 وحتى عام 2027، تهدف إلى جمع ما يصل إلى 300 مليار يورو للاستثمار في مشاريع البنية التحتية في الدول المنخفضة الدخل.

وتهدف المبادرة أيضاً إلى إقامة شراكات دولية تمنع تحول الدول المتلقية إلى دول تابعة "تملي عليها الدول المانحة ما يجب عليها فعله"، وفقاً للمفوضة، والتي أكدت أن الدول الفقيرة ترغب أن يكون لديها "شراكات متكافئة".

وتجمع مبادرة "البوابة العالمية" بنوك التنمية التابعة للاتحاد الأوروبي، وحكومات الدول الأعضاء، والمفوضية الأوروبية، والقطاع الخاص؛ للاستثمار في مجالات البنية التحتية، والتعدين، وغيرها من المشاريع الصناعية.

وشاركت المبادرة حتى الآن بنحو 100 مليار يورو في 225 مشروعاً. وأعربت أوربيلينين عن ثقتها في بلوغ المبادرة هدفها المتمثل في استثمار 300 مليار يورو بحلول عام 2027.

عبء ثقيل

وقالت أوربيلينين إن القواعد البيئية الجديدة في الاتحاد الأوروبي، والتي زادت من صعوبة تصدير منتجات مثل الكاكاو والصلب إلى الكتلة، أدت إلى نفور الشركاء.

وتشمل هذه القواعد قانون إزالة الغابات، والذي يلزم مصدري ست سلع -منها القهوة، وزيت النخيل، والمطاط- بإثبات عدم إنتاج السلع على أراض أُزيلت منها الغابات مؤخراً.

واشتكت عدة حكومات في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية من أن هذه القواعد تمثل عبئاً ثقيلاً وتخاطر بالقضاء على سبل عيش عشرات الآلاف من صغار المزارعين غير القادرين على التعامل مع إجراءات الاعتماد المعقدة، والتي تشمل تحديد الموقع الجغرافي لمحاصيلهم.

وقالت "فايننشيال تايمز" إن أوربيلينين تجاهلت الانتقادات بأن الاتحاد الأوروبي يجعل تمويل التنمية مشروطاً باتخاذ الدول إجراءات لمكافحة الهجرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك