وزير الخارجية الأميركي: إسرائيل تخاطر بمواجهة طويلة في غزة

"تل أبيب" تصرفت بطريقة لا تتسق مع القانون الدولي

time reading iconدقائق القراءة - 10
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مقابلة مع شبكة CBS الأميركية. 12 مايو 2024 - CBS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مقابلة مع شبكة CBS الأميركية. 12 مايو 2024 - CBS
دبي-الشرق

وجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد، بعضاً من أقوى الانتقادات العلنية التي وجهتها واشنطن لسلوك إسرائيل في حربها على قطاع غزة، قائلاً إن الهجوم المحتمل على رفح سيؤدي إلى كلفة إنسانية رهيبة بين المدنيين الأبرياء، كما أنه لن يقضي على حركة "حماس"، ويمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد في القطاع.

وأجرى بلينكن مقابلتين، الأحد، مع شبكتي CBS وNBC، شدد فيهما على أن الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الإسرائيلية يجب أن تخرج من غزة، ولكنها تنتظر أيضاً خططاً ذات مصداقية من تل أبيب، بشأن الأمن وحكم القطاع بعد الحرب.

وأوضح أن العمليات الإسرائيلية المكثفة في مدينة رفح تخاطر بفتح مواجهة طويلة الأمد، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع دول عربية وآخرين منذ أسابيع لتطوير "خطط موثوقة بشأن الأمن، والحوكمة، وإعادة البناء في غزة"، ولكن واشنطن لم تر خططاً مماثلة من إسرائيل، مضيفاً: "ولكننا نحتاج لأن نرى هذه الخطط أيضاً". 

وشدد على أن عملية إسرائيلية في رفح "لن تقضي على حماس"، ولن تحقق نجاحاً مستداماً في هذا الشأن، مضيفاً أن الحركة تعود إلى أماكن كانت القوات الإسرائيلية فيها، بما في ذلك خان يونس وشمال القطاع، واعتبر أن المضي قدماً في عملية رفح، يخاطر بوضع إسرائيل أمام مواجهة مفتوحة طويلة الأمد، وأشار إلى أن إسرائيل قد تحقق نجاحاً أولياً، ولكنه سيكون بكلفة إنسانية عالية.

وقال: "العديد من عناصر حماس سيظلون في القطاع، بغض النظر عن نتيجة ما تفعله إسرائيل في رفح".

"إسرائيل تصرفت بما لا يتسق مع القانون الدولي"

وقال وزير الخارجية الأميركي رداً على سؤال خلال مقابلة مع برنامج Face the Nation على CBS، بشأن ما إذا كانت إسرائيل ترقى إلى مستوى معايير القانون الإنساني الدولي في سياق عملياتها بغزة، إن "إسرائيل تصرفت أحياناً بطريقة لا تتسق مع القانون الإنساني الدولي في قطاع غزة".  

وأضاف بلينكن أن وزارته أعدت تقريراً متكاملاً عن التصرفات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الرئيس جو بايدن كان مصمماً على "دعم تل أبيب في الدفاع عن نفسها ومحاولة التأكد من عدم تكرار أحداث 7 أكتوبر مرة أخرى".

وتابع: "في الوقت نفسه، كان واضحاً جداً أنه من خلال القيام بذلك، من الضروري أن تقوم إسرائيل بحماية المدنيين، والتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها.. وهذا ما كنا نفعله منذ اليوم الأول. إن التقرير الذي قدمناه يوضح بعض المخاوف التي كانت لدينا طوال هذه الفترة عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الإنسانية، وخاصة الأشهر الأولى بعد 7 أكتوبر". 

وأوضح بلينكن أنه عندما يتعلق الأمر باستخدام الأسلحة فإن المخاوف بشأن الحوادث بالنظر إلى مجمل الأضرار التي لحقت بالأطفال والنساء والرجال، كان من المعقول تقييم أنه "في بعض الحالات، تصرفت إسرائيل بطرق لا تتسق مع القانون الإنساني الدولي". 

ونوه إلى ضروة ملاحظة أن تل أبيب "تمتلك عمليات مساءلة لمعالجة هذه القضايا"، وفق قوله، مشيراً إلى أن هناك "مئات التحقيقات الجارية التي تفحص حوادث مختلفة وقعت منذ السابع من أكتوبر، وتحقيقات جنائية تمضي قدماً".

وأردف: "بخلاف معظم الدول الأخرى في العالم، فإن لدى إسرائيل القدرة والوسائل والإجراءات للتصحيح الذاتي. ولكننا مستمرون في متابعة هذا الأمر كل يوم"، وفق زعمه.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا تم التوصل إلى استنتاج بأن إسرائيل انتهكت القوانين الأميركية واتفاقيات الأسلحة، قال بلينكن: "لا. لقد خلصنا إلى أنه في حالة استخدام الأسلحة في هذه البيئة العسكرية المعقدة للغاية، يكون لديك فيها عدو، هي حماس، التي ارتكبت أفظع الهجمات الإرهابية على إسرائيل في 7 أكتوبر، ثم تراجعت إلى غزة، مختبئة خلف المدنيين وتحتهم، في المستشفيات والمدارس والمساجد والمباني السكنية. وهذا يجعل من الصعب للغاية، خاصة في خضم الحرب، تحديد ما حدث بالضبط واستخلاص أي استنتاجات نهائية من أي حادث واحد"، على حد تعبيره.

وكشف أن الولايات المتحدة تواصل التحقيق في عدد من الحوادث في غزة لمحاولة الحصول على تقييم أفضل، مشيراً إلى أن الإسرائيليين يقومون بنفس الشيء، وأن التقييمات ستستمر في التطور.

وذكر أنه "نظراً لما رأيناه من معاناة للمدنيين والأطفال والنساء الذين علقوا في هذه المعارك بقطاع غزة، وبالنظر للذين قتلوا وأصيبوا، فإنه من المعقول القول في عدد من الحالات إن إسرائيل لم تتصرف بطريقة تتفق مع القانون الإنساني الدولي.

"ندعم إسرائيل.. وليس عمليتها في رفح"

وبسؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستبطئ تسليم أي أسلحة إلى إسرائيل في هذه المرحلة بخلاف ما يسمى بـ "القنابل الغبية"، غير الموجهة، البالغ عددها 3500 قنبلة؟ قال بلينكن: "اسمحوا لي أن أكون واضحاً بشأن هذا أيضاً. أولاً، فقط للرجوع خطوة إلى الوراء، لم يقم أي رئيس أكثر من جو بايدن بالدفاع عن إسرائيل عندما كان الأمر مهماً حقاً. لقد كان هناك في إسرائيل خلال الأيام التي تلت 7 أكتوبر، وهو أول رئيس أميركي يزور إسرائيل في خضم الحرب".

وتابع: "عندما شنت إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل بإطلاق 300 قذيفة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، شاركت الولايات المتحدة لأول مرة في الدفاع النشط عن إسرائيل. وجمعنا تحالفاً من الدول للدفاع ضد الهجوم الإيراني. لكننا كنا واضحين جداً أيضاً على مدى عدة أشهر حتى الآن بشأن مخاوفنا بشأن عملية عسكرية كبيرة في رفح".

وزاد: "ذهب معظم السكان من غزة، النازحين من الشمال ومن وسط غزة، إلى رفح، هناك حوالي 1.4 مليون شخص هناك. وقلنا لإسرائيل إننا لا نستطيع ولن ندعم عملية في رفح، وهي عملية عسكرية كبرى، في غياب خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين".

ولفت بلينكن إلى أن إسرائيل لم تقدم بعد خطة بهذا الشأن، قائلاً: "لم نرَ هذه الخطة".

"حماس تعود إلى الأماكن التي غادرتها إسرائيل"

وبسؤاله عما إذا كان يتابع تسليم أي أسلحة بخلاف هذه القنابل التي عطلتها إدارة بايدن، والبالغ عددها 3500 قنبلة، وهل يعطل، على سبيل المثال، الذخائر الدقيقة التوجيه كما ادعى بعض الجمهوريين؟ قال بلينكن: "الجواب على ذلك هو لا".

وأشار إلى أن الرئيس جو بايدن "كان واضحاً في المحادثات الخاصة مع الإسرائيليين بخصوص هذه المسألة، وهو ما تسرب للأسف إلى الصحافة"، وقال: "لذا رد الرئيس بصراحة عندما سئل عن ذلك". 

وتابع: "لكن ما كنا واضحين بشأنه هو أنه إذا قامت إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية كبرى في رفح، فإن هناك أنظمة معينة لن نقوم بدعمها أو تزويد الإسرائيليين بها لتلك العملية. ولكن حالياً، الشيء الوحيد الذي قمنا بتأجيله ونعترض عليه هو هذه القنابل ذات الحمولة العالية، لأننا في محادثة مستمرة مع إسرائيل، نظراً لتأثير تلك الأسلحة عند استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان، بما في ذلك منطقة رفح".

وقال: "لذلك نحن في محادثة نشطة مع إسرائيل حول ذلك. لدينا مخاوف حقيقية بشأن طريقة استخدامها. ولكن هنا شيء آخر مهم للغاية: نحن نؤمن بأمرين. أولاً، يجب أن يكون لديك خطة واضحة وذات مصداقية لحماية المدنيين، وهو ما لم نشهده. ثانياً، نحن بحاجة أيضاً إلى رؤية خطة لما سيحدث بعد انتهاء هذا الصراع في غزة".

وأضاف: "ما زلنا لم نر ذلك .. ما الذي نراه الآن؟ نحن نرى أجزاء من غزة قامت إسرائيل بتطهيرها من حماس، ثم تعود حماس، بما في ذلك في الشمال، وبما في ذلك خان يونس. وعندما ننظر إلى رفح، قد يدخلون ويحققون بعض النجاح الأولي، ولكن من المحتمل أن يكون ذلك بتكلفة عالية بشكل لا يصدق على المدنيين"، ولفت إلى أن ذلك النجاح "لن يكون مستداماً"، مما يؤدي إلى "استمرار التمرد المسلح ووجود مسلحي حماس في المنطقة"، وفي تعبيره.

وتابع: "أو إذا غادروا (الإسرائيليين) غزة وخرجوا منها كما نعتقد أنهم بحاجة إلى القيام بذلك، فسيكون لديك فراغ من المحتمل أن تملأه الفوضى، وفي النهاية من قبل حماس مرة أخرى. لذلك نحن نعمل منذ أسابيع عديدة على وضع خطط ذات مصداقية للأمن والحكم وإعادة البناء". 

وقال: "نريد أن نتأكد من أن حماس لا تستطيع أن تحكم غزة مرة أخرى. نريد أن نتأكد من أنها منزوعة السلاح. نريد أن نتأكد من أن إسرائيل تسيطر على قادتها. هذا ما نحدده. لدينا طريقة مختلفة. ونعتقد أن هناك طريقة أكثر فعالية واستدامة لإنجاز ذلك. وما زلنا في محادثات مع إسرائيل حول ذلك بالضبط".

 وبسؤاله عن مذكرة الأمن القومي التي وقعها، والتي تقول إن جهود التخفيف من الأضرار المدنية الإسرائيلية "غير متسقة وغير فعالة وغير كافية"، وهل تشاطر الولايات المتحدة التقييم الإسرائيلي بأن عدد المدنيين الذين قتلتهم إسرائيل أكثر من عدد مقاتلي حماس الفعليين، قال بلينكن: "نعم، نحن نفعل ذلك".

تصنيفات

قصص قد تهمك