بعد حادثة الخطوط السنغافورية.. ما هي الاضطرابات الجوية وخطورتها على الطيران؟

تعرضت طائرة للخطوط السنغافورية الثلاثاء، خلال رحلة من لندن لاضطرابات جوية شديدة دفعتها إلى الهبوط اضطرارياً في بانكوك، بعد أن لقي أحد الركاب مصرعه، وأصيب 71 آخرين بجروح.

وذكرت شركة الطيران في بيان أن الطائرة، وهي من طراز Boeing 777-300er كانت تحمل 211 راكباً وطاقماً من 18 فرداً ومتوجهة إلى سنغافورة عندما هبطت اضطرارياً، وقال راكب كان على متن الطائرة إن ما جرى تضمن شعوراً بالارتفاع ثم السقوط.

والاضطرابات الجوية هي تجربة شائعة للعديد من المسافرين، وغالباً ما تسبب القلق والانزعاج ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يمكن أن تكون الاضطرابات مميتة؟ يستكشف هذا المقال طبيعة اضطرابات الهواء، والمخاطر المحتملة، والتدابير الأمنية المتخذة لحماية الركاب.

ما هي الاضطرابات الجوية؟

اضطرابات الهواء هي حركة غير منتظمة للهواء نتيجة لتغيرات في سرعة واتجاه الرياح، ويمكن أن تحدث بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك الأنماط الجوية واختلافات الضغط الجوي.

 وتصنف الاضطرابات إلى مستويات مختلفة من الشدة:

اضطراب خفيف: تغيرات طفيفة وغير منتظمة في الارتفاع والوضع، مما يسبب انزعاجاً طفيفاً.

اضطراب متوسط: أكثر شدة، مما يؤدي إلى شعور واضح بالضغط ضد أحزمة الأمان وتحرك الأشياء غير المؤمنة.

اضطراب شديد: تغيرات كبيرة ومفاجئة في الارتفاع والوضع، مما يؤدي إلى دفع الركاب بعنف ضد أحزمة الأمان.

اضطراب مفرط: نادر وخطير، يجعل الطائرة غير قابلة للتحكم مؤقتاً.

المخاطر المحتملة للاضطرابات

في حين أن الاضطرابات يمكن أن تكون غير مريحة وأحياناً مخيفة، فإنها نادراً ما تكون قاتلة. ومع ذلك، يمكن أن تتسبب الاضطرابات الشديدة في إصابات، خاصة للركاب الذين لا يرتدون أحزمة الأمان.

الركاب غير المؤمّنين: الركاب الذين لا يرتدون أحزمة الأمان معرضون لخطر انطلاق أجسامهم في المقصورة، مما قد يؤدي إلى إصابات خطيرة.

الأشياء غير المحكمة: يمكن أن تصبح الأشياء غير المؤمنة مقذوفات، مما يشكل خطرًا على الركاب وأفراد الطاقم.

أفراد الطاقم: أفراد الطاقم الذين يتحركون حول المقصورة أثناء الاضطرابات معرضون لخطر الإصابة بشكل أكبر.

الحوادث التاريخية

كانت هناك حوادث تسببت فيها الاضطرابات في إصابات، وفي حالات نادرة، وفيات. على سبيل المثال، في عام 1997، واجهت رحلة لشركة يونايتد إيرلاينز اضطراباً شديداً فوق المحيط الهادئ، مما أدى إلى وفاة أحد الركاب الذين لم يكونوا يرتدون حزام الأمان، إضافة إلى حادثة Singapore Airlines.

تدابير السلامة والطيران الحديث

تحسنت سلامة الطيران بشكل كبير على مر السنين، مع وجود لوائح صارمة وتكنولوجيا متقدمة مصممة لتقليل المخاطر المرتبطة بالاضطرابات.

التدابير الوقائية

إشارة حزام الأمان: يقوم الطيارون بتفعيل إشارة حزام الأمان أثناء توقع حدوث اضطرابات، لنصح الركاب بالبقاء في مقاعدهم ومربوطين بالأحزمة.

رادار الطقس: تم تجهيز الطائرات الحديثة بأنظمة رادار طقس متقدمة تساعد الطيارين في اكتشاف وتجنب المناطق المضطربة.

التدريب: يخضع الطيارون وأفراد الطاقم لتدريب صارم للتعامل مع الاضطرابات وضمان سلامة الركاب.

نظرة مستقبلية

تحسين التكنولوجيا: التحسين المستمر في التكنولوجيا الجوية يعزز القدرة على التنبؤ وتجنب الهواء المضطرب.

تصميم الطائرات: تم تصميم الطائرات الحديثة لتحمل الاضطرابات الشديدة، مما يضمن السلامة الهيكلية وسلامة الركاب.

في حين أن اضطرابات الهواء يمكن أن تكون سبباً للقلق للعديد من المسافرين، فإن خطر أن تكون قاتلة منخفض للغاية، وتكمن المخاطر الأساسية في الإصابات المحتملة من الركاب والأشياء غير المؤمنة.

ومع ذلك، فإنه مع التكنولوجيا المتقدمة، والبروتوكولات الصارمة للسلامة، والتحسينات المستمرة في مجال الطيران، تتم إدارة المخاطر المرتبطة بالاضطرابات بشكل فعال. يُنصح الركاب دائماً بارتداء أحزمة الأمان أثناء الجلوس واتباع تعليمات الطاقم لضمان سلامتهم خلال الظروف المضطربة.