قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان، الأربعاء، إن مصر تشترط وجود طرف فلسطيني لتسلم المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، محذراً من أن القاهرة قد تنسحب من الوساطة في حال التشكيك بدورها.
وأضاف رشوان في تصريحات متلفزة، أن "محاولات التشكيك في أدوار وساطة مصر قد تدفعها للانسحاب من هذه الوساطة"، التي تسعى للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".
واعتبر أن "محاولات التشكيك والإساءة إلى دور وساطة مصر، لن تؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الوضع في غزة والمنطقة برمتها".
وشدد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أنه في حال انسحبت مصر من الوساطة في ظل استمرار الادعاءات الإسرائيلية، فإن هذا "لا يعني أن مصر قد تخلت عن أشقائها الفلسطينيين"، مؤكداً أن القاهرة "وسيط نزيه، ينحاز للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وجاءت تصريحات رشوان رداً على تقرير لشبكة CNN، الثلاثاء، زعمت فيه نقلاً عن مصادر لم تكشف هويتها، أن مصر غيّرت بنوداً في مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، وأضافت شروطاً طالبت بها الحركة من دون إبلاغ الإسرائيليين.
وأضاف في بيان أن مزاعم الشبكة الأميركية "خاطئة" و"خالية من أي معلومات أو حقائق"، مشيراً إلى أن مصر "ترفض بصورة قاطعة" الادعاءات التي وردت في تقرير CNN، وأن هيئة الاستعلامات وجّهت خطاباً رسمياً للشبكة يطالبها بنشر الرد المصري فوراً"، معتبراً أن تقرير الشبكة الأميركية "ربما يهدف، إلى تشويه دور مصر الرئيسي والبارز في محاولات ومفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة".
بلينكن يحث على تدفق المساعدات
وفي شأن ذي صلة، حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مصر على بذل كل ما في وسعها لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في وقت يتراكم فيه الغذاء والدواء المتجهين إلى القطاع على الجانب المصري.
وخلال جلسة استماع بمجلس النواب الأميركي في وقت سابق الأربعاء، قال بلينكن إن معبر رفح المؤدي إلى جنوب قطاع غزة مغلق منذ أن سيطر الجيش الإسرائيلي عليه في السابع من مايو، لافتاً إلى أن القتال بقرب المعبر صعّب مهمة إيصال المساعدات، لكنه أضاف أن تدفق المساعدات لا يزال ممكناً، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى معبر كرم أبو سالم المفتوح قرب رفح.
وتابع: "يتعين علينا من ثم العثور على طريقة للتأكد من أن المساعدات التي تدخل من معبر رفح يمكنها المرور بأمان، لكننا نحث بقوة شركاءنا المصريين على بذل كل ما في وسعهم للتأكد من تدفق المساعدات".
وتشن إسرائيل حملة عسكرية على قطاع غزة، الذي يعيش فيه 2.3 مليون نسمة، انتقاماً من هجوم مباغت شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر من العام الماضي.
وتعطل وصول المساعدات إلى جنوب قطاع غزة منذ أن كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح، وهي خطوة تقول الأمم المتحدة إنها أجبرت نحو 900 ألف على الفرار، وأثارت توتراً مع مصر.
وأوضحت مصادر أمنية مصرية أن مصر لا تستطيع إدخال المساعدات عبر معبر رفح، لأن ذلك يعني قبول الوجود العسكري الإسرائيلي في المعبر، وهو ما تعارضه القاهرة.
وقال وزير الخارجية المصري، الاثنين، إن الوجود العسكري الإسرائيلي والعمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي هي ظروف تُعرض سائقي الشاحنات للخطر، ما أدى إلى توقف عبور المساعدات للحدود،
في المقابل، زعم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن التعطيل سببه مصر، مضيفاً في تصريحات لبرنامج تبثه شبكة "(إم.إس.إن.بي.سي"، أن تمنع مصر ألفي شاحنة من المساعدات الإنسانية من الدخول إلى غزة لأن لديهم مشكلة سياسية بشأن معبر رفح".